اقتصاد

دول شجعت على تدمير الأشجار السورية المعمرة والحكومة تخطط لـ 6 ملايين غرسة

يبدو أن الغطاء النباتي السوري يدفع الثمن باهظا، فإن بدأت في الحرب فلن تنته بسلسلة الإعدامات الجماعية والمجازر التي تعرضت لها الغابات والأشجار المعمرة، لتصل إلى درجة قطع الأشجار وسرقتها إلى دول الجوار لأهداف اقتصادية.

وفي الوقت الذي يبرر بعضهم لنفسه قطع الأشجار لأسباب تتعلق بالتدفئة في ظل غلاء وقود التدفئة، إلا أن الأصوات الغيورة ترتفع مطالبة بوقف نزيف الأشجار التي لن تعوض إلا بعشرات السنين.

تركيا تعدم أشجار الفستق السورية

ولم تخف أحد المصادر الخاصة في وزارة الزراعة السورية قيام الجانب التركي بتشجيع قطع أشجار الفستق الحلبي المعمرة في محافظات إدلب وحلب وحماة حتى يتم تنشيط سوقها من الفستق مستقبلا كون إعادة زراعة هذه الأشجار تحتاج إلى 50 عاما حتى تتمكن من الإنتاج، إضافة إلى قيام المجموعات الإرهابية المسلحة بسرقة 100 شجرة زيتون معمرة إلى الأردن من المنطقة الجنوبية.

وأوضح مدير دائرة الحراج في وزارة الزراعة السورية الدكتور حسان فارس لـ”سبوتنيك” أن أغلب الأشجار المعمرة في المناطق التي سيطرت عليها المجموعات الإرهابية المسلحة تم قطعها واستعملت لأغراض التدفئة ونتيجة المعارك كانت تنشب الحرائق في تلك المناطق فلا توجد إحصائية لعدد الأشجار التي سرقت أو قطعت.

وأكد فارس أن هذا الفعل الذي طال الغابات والأشجار من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة يعتبر تخريب للإرث الطبيعي الموجود في سوريا، وعمليات السرقة الممنهجة للغابة تهدف إلى جعل البلاد بحاجة إلى دول الجوار من الناحية الاقتصادية.

إعادة إعمار الغابات

وأضاف مدير دائرة الحراج أن وزارة الزراعة تقوم وفق الخطط الفنية بإعادة إعمار الغابات بما يتوافق مع هدف الوزارة والحكومة وسد حاجة المواطنين القاطنين ضمن وفي جوار الغابات كما تساهم الوزارة بتزويد ذوي الشهداء والجرحى بكميات من الأحطاب بأسعار رمزية بهدف نشر مفهوم الحفاظ على الثروة الحراجية كونها ثروة وطنية.

خطة لزراعة 6 ملايين غرسة

وأشار فارس إلى زراعة مساحات جديدة،  ففي العام 2017 تمت زراعة 7 آلاف غرسة صنوبر مثمرة في مختلف المناطق الحراجية، وفي عام 2016 تمت زراعة 3 آلاف و300 غرسة حراجية مثمره في الوقت الذي يوجد خطط مستقبلية للوصول إلى زراعة 6 مليون غرسة لكافة الأنواع تدريجيا لاسيما أن الغابات فقدت أشجار عمرها أكثر من 50 عام.

ولفت فارس إلى مساهمة الوزارة في منح شركة جهاد البناء اللبنانية بأنواع مختلفة من الغراس الحراجية كهدية من الشعب السوري للأشقاء في لبنان وبلغ عدد الغراس المقدمة 240 ألف غرسة، بينما تم منحها الموسم الماضي 190 ألف غرسة.

وختم  مدير الحراج بأنه يتم تأمين الغراس من خلال جمع البذور المحلية وزراعتها في المشاتل الحراجية الحكومية ضمن خطة استراتيجية ومن ثم يتم زراعة الأنواع المناسبة للظروف البيئية والمناخية في المناطق المختلفة، في وقت واجه العمل نقص وندرة في بعض البذور منها الصنوبر الثمري ويتم تأمين البذور من لبنان ويتم زراعتها في المناطق الحراجية علماً أن الغرسة تحتاج إلى 15 عاما كي تعطي الثمار.

يشار إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد أصدر القانون رقم 6 الخاص بالحراج والذي يهدف إلى تنمية وتطوير الثروة الحراجية وإدارتها بشكل مستدام والحفاظ على الموارد الطبيعية المتجددة من خلال الحد من انجراف التربة ومكافحة التصحر وحماية المصادر المائية والحفاظ على التنوع الحيوي ومكافحة التلوث والحد من تأثير التغير المناخي.

إضافة إلى تنمية الحراج الطبيعية والاصطناعية والأشجار والشجيرات المزروعة في الأراضي الزراعية والوحدات الإدارية إضافة إلى تحديد شروط منح الترخيص واستخراج المواد بقرار من الوزير.

ويشترط عند منح الترخيص دفع قيمة الأشجار والشجيرات وغيرها التي يتم قطعها في الموقع المرخص وأن تتعهد الجهة طالبة الترخيص بإعادة تأهيل الموقع وتحريجه على نفقتها، وتكلف الجهة طالبة الترخيص بدفع تأمين لدى أحد المصارف العامة كأمانات حراجية يعادل مقدار تكلفة إعادة تأهيل الموقع المطلوب ترخيصه ويحدد بقرار من الوزير.

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock