رأى فلاديمير موخين، معلق صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” السياسي، أن تطبيع الوضع في سوريا ما زال بعيد المنال، وأن الحرب مستمرة في محافظات البلاد كافة.
وقد انتقد موخين في مقاله تصريح رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان الروسية الفريق أول سيرغي رودسكوي بأن عملية السلام في سوريا بمساعدة روسيا تكتسب مزيدا من القوة، وأن خطوات سياسية نهائية لتسوية النزاع السوري سيتم اتخاذها في القريب العاجل، وأن “الحرب الأهلية في سوريا تم ايقافها”. وعدَّ موخين استنتاج الفريق أول رودسكوي هذا “إفراطا في التفاؤل”.
ويرى المعلق السياسي أن الوضع في سوريا ما زال معقدا، وأن مناطق “خفض التوتر”، التي أنشئت بمساعدة روسيا، لا تشكل أكثر من 10%من مساحة سوريا.
ولدعم رأيه هذا، استشهد موخين بأقوال العسكريين الروس أنفسهم بأن العمليات العسكرية ضد الجماعات الإرهابية بعد إنشاء مناطق “تخفيف التوتر” تستمر بقوة أكثر زخما؛ مشيرا إلى أن القوات الحكومية ووحدات القوات الشعبية المساندة لها، بدعم من القوات الروسية، لم تتوقف عن خوض القتال ضد تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” وغيرهما من العصابات المسلحة.
ويقول المعلق السياسي إن وزارة الدفاع الروسية تثق بأن قوات الرئيس السوري بشار الأسد والقوى الداعمة له تواصل تطوير نجاحاتها في الشمال-الشرقي من محافظة حلب، في منطقة تدمر وفي القلمون الشرقي وكذلك في جنوب البلاد. وإن “وتيرة الحركة الهجومية للقوات الحكومية قد ارتفعت إلى 8 كم في اليوم الواحد”.
ويشير فلاديمير موخين إلى أن تصرفات “التحالف الدولي”، الذي تقوده الولايات المتحدة، أعاقت في مراحل محددة المكافحة الفعالة الموجهة ضد تنظيم “داعش” وغيره من العصابات المسلحة.
ويقول الكاتب إن البنتاغون بدأ مواجهته المكشوفة ضد قوات الحكومية السورية والقوات الشعبية الداعمة لها بعد أن حققت نجاحات في التقدم بمحاذاة الحدود مع الأردن والعراق؛ مشيرا الى أن الولايات المتحدة أقامت في هذه المناطق قواعد عسكرية لها ومعسكرات لتدريب ما يسمى “الجيش السوري الجديد”، الذي لا تضعه موسكو أو دمشق بطبيعة الحال في قائمة المعارضة المعتدلة.
ويؤكد المعلق السياسي أن استمرار هجوم قوات الأسد في الجنوب الشرقي من البلاد لن يسمح من الناحية الاستراتيجية للقوى الموالية للولايات المتحدة، والتي تملك قواعد ارتكاز لها في الأردن والعراق، من التقدم في اتجاه منطقة دير الزور الغنية بموارد النفط والغاز، الأمر الذي لن يكون في حال نجاحه مرضيا للولايات المتحدة، وهذا يعني أيضا ان هناك معارك جديدة تنتظر القوات الحكومية السورية في المستقبل المنظور.
ويؤكد الكاتب استنادا إلى وسائل الإعلام العربية أن أفرادا من الوحدات الخاصة ومستشارين عسكريين وموجهي أهداف للطائرات على الأرض روسًا يعملون في التشكيلات القتالية للقوات السورية. ويضيف أنهم ربما كانوا هم من أطلق الأسهم النارية في ضواحي مدينة تدمر يوم 12 حزيران/يونيو احتفالا بالعيد الوطني الروسي.
من جانب آخر، يقول موخين، استنادا إلى وسائل الإعلام هذه، إنه إضافة إلى متطوعي فيلق حرس الثورة الإسلامية، وصلت عناصر من قوة النخبة الـ65 المظلية في الجيش الإيراني إلى جنوب حلب، وذلك للبدء في محاربة “داعش” إلى جانب القوات الحكومية بمحاذاة نهر الفرات في اتجاه الرقة.
سيريان تلغراف