أدانت رئاسة هيئة أركان جيش التحرير الفلسطيني دعوة المسؤولين القطريين لإرسال قوات عربية إلى سوريا، معتبرة إياها تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية السورية واستدعاء فظاً للتدخل العسكري الخارجي، وأكدت الهيئة في بيان لها أمس “أن هذه الدعوات تعبير عن حالة الفشل والعجز والإفلاس التي يعاني منها هؤلاء المسؤولون المنخرطون في سفك دماء الأبرياء في سوريا من مدنيين وعسكريين عبر وسائل إعلامهم التحريضية المضللة ودعمهم المعلن للمجموعات الإرهابية المسلحة بالمال والسلاح، مبينة أن هؤلاء الساسة يثبتون كل يوم عمق ارتباطهم بالغرب المتصهين وابتعادهم عن أمتهم العربية ومصالحها”.
وتساءل البيان حول غياب أي حديث عن قوات عربية لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة، وعدم استنفار هذه القوات للدفاع عن الأطفال والنساء والمدارس والمشافي وحمايتها من قصف الطائرات والبوارج والدبابات الإسرائيلية في مختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة، داعياً المسؤولين القطريين الذين يدّعون الدفاع عن مبادئ الديمقراطية والحريات إلى تبني نهج الإصلاح في ربوع قطر وتأسيس أحزاب سياسية والشروع بانتخابات برلمانية دستورية، وأشار البيان إلى أن هذه المطالب المشبوهة تأتي في سياق محاولات جديدة لتشكيل رأس جسر عربي للتدخل الخارجي في شؤون سوريا الداخلية تمهيداً لتدخل عسكري دولي يحقق ما عجزت عنه المخططات الإجرامية المشبوهة وأدواتها المحلية والعربية والإقليمية، مستنكراً الحملات السياسية والإعلامية المسعورة التي تشن لخلق الفتن وزرع الفوضى وتأجيج الأوضاع في سورية والتجاهل المشبوه لكل الخطوات الايجابية والمسيرة الإصلاحية الرائدة فيها وتعاونها المثمر البناء مع بعثة مراقبي الجامعة العربية.
واعتبر البيان أن هذه الدعوات دليل جديد على عمالة أصحابها وانخراطهم في مشاريع استعمارية صهيونية أمريكية تحت ذرائع واهية وأسباب لا تمت إلى الواقع بصلة، موضحاً أن هؤلاء الساسة يفتقدون أبسط معايير التعقل والسيادة والإرادة إلا ما يكفيهم ليكونوا أدوات خانعة ذليلة تنفذ إملاءات أسيادهم القابعين في الدوائر الاستعمارية الغربية دون النظر إلى مصالح شعوبهم وحقوق أمتهم.
وأشار البيان إلى أن مسؤولي قطر ومن ورائهم لن يستطيعوا بحقدهم الدموي وتآمرهم الفاضح وعمالتهم الرخيصة النيل من سوريا، وأن أرض الشام التي طالما أرسلت للعالم أشرعة المحبة والسلام وأهدت البشرية أبجديتها الأولى وكانت شوكة في عين كل حاقد غاصب لن تنال منها مؤامرات مدعي الحضارة والمدنية، وجددت الهيئة رفضها القاطع محاولات التدخل الخارجي من أي جهة كانت وتمسكها بخيار التلاحم الوثيق بخندق العزة والكرامة والتلاحم النضالي السوري الفلسطيني والتمسك بالثوابت الوطنية والقومية واستعدادها الدائم للتضحية بالغالي والنفيس جنباً إلى جنب مع رجال الجيش العربي السوري الباسل دفاعاً عن سوريا السائرة في درب بناء الدولة العصرية.