عالميعربيمحلي

الملك الاردني : على العالم واجب ولديه المصلحة والقدرة في مساعدة السوريين بشكل عاجل

أعلن الملك الأردني عبد الله الثاني ان على الأطراف المتنازعة في سورية السماح للمساعدات الانسانية بالوصول الى المناطق المنكوبة، داعيا المجتمع الدولي الى زيادة المساعدات للنازحين السوريين في المملكة الاردنية.

وقال عبد الله الثاني في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء 24 سبتمبر/ايلول ان “مستقبل الأمن العالمي سيتشكل بناء على ما يحدث في الشرق الأوسط الآن. ويمكن لمنطقتنا أن تكون، بل يجب أن تكون، بيتا للسلام والإزدهار، بوجود ركائز قوية من الحكم الرشيد، وفرص متاحة أمام الجميع، خصوصا لشبابنا. وهذا هو بيتنا الأردني الذي نعمل على بنائه، ونحن لسنا وحدنا في هذا الأمر”.

وأضاف: “لكن علينا أن نتذكر أنه لا يمكن بناء أي بيت للسلام والإزدهار في مدينة تحترق. واليوم، لا يمكننا تجاهل الحرائق في المنطقة، التي تمتد الى العالم أجمع. ولذلك، ومن أجل حماية المستقبل، على العالم أن يتجاوب معنا في إخماد هذه الحرائق”.

الملك الأردني عبد الله الثاني

عبد الله الثاني : الأزمة السورية كارثة دولية والمتطرفون اججوا واستغلوا الانقسامات العرقية والدينية

ولفت الى ان “الأزمة السورية كارثة دولية على المستوى الإنساني والأمني، وتصاعد العنف يهدد بتقويض ما تبقى من مستقبل اقتصادي وسياسي لهذا البلد”.

وقال: “سارع المتطرفون لتأجيج واستغلال الانقسامات العرقية والدينية في سورية. ويمكن لمثل هذا الأمر أن يقوض النهضة الإقليمية، وأن يعرض الأمن العالمي للخطر. وعليه، يترتب علينا جميعا مسؤولية رفض ومواجهة هذه القوى المدمرة”.

عبد الله الثاني : الأردن ظل نموذجا تاريخيا للتعايش والتآخي بين المسلمين والمسيحيين

وأكد ان “الأردن قد ظل نموذجا تاريخيا للتعايش والتآخي بين المسلمين والمسيحيين، وسنستمر في بذل قصارى جهدنا لحماية مجتمعات المسيحيين العرب والأقليات، وندعو جميع الدول الى الانضمام الينا في موقفنا الداعي للتنوع والتسامح واحترام الجميع”.

ولفت الى ان “الاحترام المتبادل بين الجميع هو سبيلنا للمضي قدما. والتحول التاريخي الذي تمر به منطقتنا الآن لن يصل إلى مبتغاه عبر الوصفات الجاهزة، وإنما عندما يشعر المواطنون جميعا بأنهم ممثلون تمثيلا حقيقيا. وبيتنا الأردني الذي نعمل على إعلاء بنيانه هو بيت المستقبل الجامع، الذي يقوم على أسس ومبادئ متينة من إجماع الأغلبية، وحماية حقوق الأقلية، والثقافة الديمقراطية المرتبطة بالمواطنة الفاعلة، والتغير السلمي التدريجي”.

عبد الله الثاني : حان الوقت لمواصلة التغير السياسي في سورية وانهاء العنف

وتابع ان “الشعب السوري لا بد ان يحصل على ذلك المستقبل، ولا بد على المجتمع الدولي ان يخطو خطواته، وقد حان الوقت لمتابعة التغير السياسي في سورية وانهاء العنف وسفك الدماء وتحييد السلاح الكيميائي واستعادة الأمن والاستقرار فيها”.

وأكد ان “على العالم واجبا ولديه مصلحة وقدرة في مساعدة السوريين بشكل سريع، فالأخطار تتفاقم”.

عبد الله الثاني : الأردنيون فتحوا اذرعهم لكل من احتاج للمساعدة، لكن لا يمكن أن يتحمل شعبي وحده عبء التحدي الإقليمي والعالمي

واشار عبد الله الثاني الى ان “النازحين السوريين في الأردن باتوا يشكلون عشر السكان وهذا العدد قد يصل إلى المليون، أي ما يعادل 20% من عدد سكان المملكة بحلول العام المقبل. وهذه ليست مجرد أرقام، بل هي أعداد لأشخاص هم بحاجة إلى الغذاء والماء والمأوى وخدمات الصرف الصحي والكهرباء والرعاية الصحية، وغيرها. ولا يمكن حتى لأقوى الاقتصادات العالمية استيعاب هذا الطلب على خدمات البنية التحتية والموارد، ناهيك عن حدوث هذا الأمر في بلد ذي اقتصاد صغير ويعد رابع أفقر دولة في العالم من حيث مصادر المياه”.

واكد ان “الأردنيين فتحوا على الدوام اذرعهم لكل من احتاج للمساعدة، لكنني أقول من على هذا المنبر وفي هذه اللحظة بأنه لا يمكن أن يتحمل شعبي وحده عبء ذلك التحدي الإقليمي والعالمي”.

واشاد بالمعونات التي قدمتها الأمم المتحدة قائلا في نفس الوقت ان “الاحتياجات تفوق المساعدات المقدمة” للنازحين السوريين.

واكد كذلك ان “من يعاني داخل سورية يحتاج الى عزيمة دولية، ويجب على الأطراف المتنازعة داخل سورية ان تحترم القوانين الدولية وتسمح للمساعدات الانسانية بالوصول الى من يحتاج اليها”.

عبد الله الثاني : تسوية حل الدولتين ستمنح اسرائيل أمنا حقيقيا وعلاقات طبيعية مع 57 دولة عربية وإسلامية

كما تطرق الملك الأردني الى القضية الفلسطينية معلنا ان “على المجتمع الدولي أيضا أن يعمل معا من أجل إيجاد حل سريع للقضية الجوهرية في المنطقة. فقد استنزف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الموارد التي نحتاجها لبناء مستقبل أفضل، وهو نزاع يغذي نيران التطرف في جميع أنحاء العالم، وقد آن الأوان لإخماد هذا الحريق”.

وقال: “نعلم الطريق الصحيح الذي يجب أن نسلكه، ونعلم أنه بإمكاننا تحقيق الهدف، والمتمثل في تسوية عادلة ونهائية قائمة على حل الدولتين، ترتكز إلى الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وهذه التسوية ستمنح إسرائيل أمنا حقيقيا وعلاقات طبيعية مع 57 دولة عربية وإسلامية، وستمنح، بعد طول انتظار، الشعب الفلسطيني حقوقه التي يستحقها في دولة مستقلة قابلة للحياة على التراب الوطني الفلسطيني، وعلى أساس خطوط عام 1967 والقدس الشرقية عاصمة لها”.

واختتم قائلا انه “مع تحقيق هذا السلام العادل المنشود استنادا الى حل الدولتين، سينصب تركيزنا على ما سنقوم ببنائه من مجتمعات آمنة يعيش فيها الناس حياة طبيعية، وشرق أوسط ببيوت عديدة تعمل ضمن تعاون واسع في المنطقة، وهذا ما يضمن الأمن الأمثل لمستقبلنا”.

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock