وداعاً نيلسون مانديلا .. بقلم حيدر شحود
كثيرون من يخبو عنهم بريق السلطة فتخبو شخوصهم , ولا يكون لهم بين العالمين من ذكر ليس من هؤلاء نيلسون مانديلا فقد بكت افريقيا وحزن العالم بعد وفاة طالب الحقوق والسجين السياسي والمناضل الرمز نيلسون مانديلا صاحب الزنزانة رقم 46664 الذي أنفق 27 سنة من عمره في سجون الظلم مكافحاً ضد نظام التمييز العنصري البغيض الذي أذاق السود عبر حقبة سوداء أبشع أنواع الظلم والإضطهاد متبنياً سياسة فصل عنصرية غير مسبوقة في التاريخ.
عانق الراحل الكبير حريته المطلقة بعد سنين من الصمود , وإثر أول انتخابات متعددة الأعراق تشهدها البلاد انتخب نيلسون مانديلا كرئيسٍ للجمهورية من سنة 1994 حتى سنة 1999 مدوناً بذلك اسم جنوب افريقيا على صفحات التاريخ المجيد جاهداً على تفكيك بقايا نظام الفصل العنصري , وتطبيق نظام تعددي يضمن الحقوق بين أبناء الوطن الواحد مرسخاً المبادئ التي ناضل من أجلها في العدل والحرية والمساواة أدار مانديلا سياسة خارجية تنتصر لحقوق المستضعفين فقد ندّد بالصهيونية كحركة عنصرية , ودعم حقوق الشعب الفلسطيني, وكان وفياً لمن وقفوا معه وقت الشِدّة فقد زار سوريا سنة 2000 ودعم موقفها في استرجاع أراضيها وهو من أثبت للعالم أجمع بأن من يحمل الحق ويدافع عنه لا بدّ أن ينتصر غيّب الموت نيلسون مانديلا جسداً لكن روحه ستبقى أيقونة إنسانية تنير دروب الحرية في العالم، وسيبقى تراثه ملهماً للأجيال القادمة، بمبادئه الأخلاقية التي جعلته يمنع نشوب حرب أهلية في جنوب افريقيا، وأن يقبل بمصافحة جلاده ومسامحته، حتى لا تظل الأجيال اللاحقة في البلاد تتجرع سم الأحقاد التي ولّدها نظام التمييز العنصري البغيض لذلك فإن الإرث الإنساني الغني بقيم المحبة والأخوة الانسانية والتاريخ النضالي الذي سجّله سيبقى خالداً في ذاكرتنا ملهماً لنا ,فما عاش الماديبا نيلسون مانديلا من أجله يبدو متجدداً في افريقيا وفي قلوب الملايين ممن أحبوه في كل لحظة.
سيريان تلغراف | حيدر شحود
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)