Site icon سيريان تلغراف

كلام لا علاقة له بالأمور السياسية .. “49” .. بقلم برهان إبراهيم كريم

عندما يزور المسلم أوروبا فأنه بحاجة لمن يرشده لاتجاه القبلة, ومواعيد الصلاة, ومحل التركي.

وإن كان من غير المصلين فأنه بحاجة شبه يومية إلى بقالية ومتجر التركي, لتأمين ما يحتاجه من اللحوم المذبوحة على الطريقة الاسلامية, والتي يطلق عليها تسمية اللحم الحلال.  كما  أن بعض  المواد المعتاد عليها كالزيتون والمكدوس والفول والقهوة والطحينة ودبس الرمان والفجل والبقدونس والنعنع والمخللات لن يجدها سوى عند ما يطلق عليه تسمية التركي. وكم سيعاني من جوره ومن مستوى انخفاض جودة بضائعه وأسعارها الباهظة, وضآلة الكميات من التوابل وغيرها المعبئة والمغلفة, والتي لن  يجدها سوى في بقالية التركي!!!

وهذه البضائع لن يجدها العربي والمسلم سوى في بقالية ومتجر ما يطلق عليه  التركي. فالتركي وفي فرنسا المغربي والجزائري هم من يبيعونك لحوم الضأن والبقر والدواجن  وغيرها على أنها مذبوحة على الطريقة الاسلامية.  وقد تشعر بالحزن والألم يعتصران قلبك حين تجد منهم من يجهل سماحة الإسلام وقيمه ومكارم أخلاقه. وأن همه هو المتاجرة بالدين الاسلامي فقط.  وسترى  العجب العجاب  حين تتعامل مع البعض منهم. ومنها على سبيل المثال:

كم هم  محزن عدم اهتمام من يدعون حرصهم على المسلمون والاسلام بتوفير اللحوم الحلال للمسلم في دول الغرب!! رغم أنها ضرورية وليست من أنواع الرفاهية والكماليات!! وكم يدمي القلب وجود من يستغلون حاجة  المسلم لتحقيق الربح الحرام !!! وكم هذه الأصناف تسيء للإسلام  ولأنفسهم كمسلمين!!! ولا يسعنا إلا أن نتوجه لرجال الدين الكرام و بعض المرجعيات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية الذين نكن لهم كل محبة وتقدير واحترام كي يتكرموا  مشكورين وغير مأمورين بإجابتنا على هذه الأسئلة والتساؤلات:

  1. ما هو رأي  رجال الدين الكرام  بأفعال وسلوك وأخلاق هذا الصنف من التجار الذين يسيئون للمسلمين والاسلام ويتاجرون بالإسلام لحصد الأرباح باستغلالهم لكل مسلم يسعى جاهداً للحفاظ على إسلامه وتقيده بكل ما حرمه وحلله الله ربه؟
  2.  وهل  تصرف مثل هؤلاء يرخص للمسلم  تناول لحوم لم يذكر على ذبحها أسم الله  لأنها أرخص وأفضل من تلك التي يبيعها مثل هذا الصنف من المستغلين للإسلام؟
  3. ثم ما هو  رأي السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية لبلاد هذا الصنف من التجار الذين  يسيئون للإسلام والمسلمين ولبلادهم بمثل هذه التصرفات؟
  4. ولماذا تغيب بعض الدول العربية والاسلامية التي تنصب من نفسها حامية للإسلام عن هذا الميدان, وهي  تشتري الفنادق والموانئ والشركات الكبرى, ولا تتكرم ببناء مجمعات في البلاد الأجنبية لتأمين اللحم الحلال للمسلمين في هذه البلاد الأجنبية؟
  5. ولماذا لا نجد من دور لسفراء وقناصل الدول العربية والاسلامية في هذا المجال, مع ان في كل سفارة ممثل تجاري بإمكانه ان ينشأ قسم خاص لتأمين اللحوم الحلال لمواطني بلاده في الدول الأجنبية بدل ان يتركهم فريسة لمثل هذا الصنف من التجار؟
  6. ولماذا لا تقلد البعثات الدبلوماسية والسفارات والقنصليات العربية والاسلامية في البلاد الأجنبية البعثات الدبلوماسية وسفارات الدول الأجنبية المعتمدون في بلادهم. والذين يوفرون لمواطني بلادهم كل متطلباتهم الضرورية المعاشية والصحية والتعليمية؟
  7. وما هو سر غياب التجار العرب والمسلمون عن هذا المجال, رغم أن وجودهم يخدم الروح العربية والاسلامية ومتطلبات الدين الاسلامي الحنيف, ويوفر لإخوانهم من المسلمون والعرب حاجاتهم الضرورية, ويخفف عن كواهلهم الكثير من المتاعب والمشقات والمصروفات الباهظة. ويساهم في تطوير التجارتين العربية والاسلامية وتوسيعها في البلاد الأجنبية, وتصدير الكثير من البضائع والمنتوجات والمحاصيل العربية والاسلامية للدول الأجنبية, ويحقق لهم ولبلادهم الكثير من الفوائد والأرباح؟
  8. ولماذا تغيب الدول الاسلامية  عن تذليل بعض ما يعترض المسلمين في دول الغرب؟

أسئلة نتمنى أن يتكرم علينا بالإجابة عليها كل من رجال الدين الكرام و المرجعيات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية الذين نكن لهم كل  حب ومحبة وتقدير واحترام.

سيريان تلغراف | العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

Exit mobile version