الصحف العربية

السفير : تقاطع مصالح في الحرب على “جهاديي” سوريا

جريدة “السفير” اللبنانية تقول إن التضافر الدولي – الإقليمي على مكافحة الإرهاب سيفاقم من أزمة المعارضة المسلحة في سوريا، كما تكشف أن الإستخبارات التركية بدأت بتقنين خطوط الإمداد للمعارضة المسلحة.

تحت عنوان ” تقاطع مصالح في الحرب على “جهاديي” سوريا” كتبت جريدة “السفير” اللبنانية أن تضافر جهود دولي – إقليمي على مكافحة الإرهاب، سيفاقم من أزمة المعارضة السورية المسلحة، وسيزيد من تراجعها. فالقضاء على التكفيريين هدف النظام “الطبيعي” وحلفائه، وبات يتقاطع مع السياسة السعودية والأميركية والتركية، والقطرية بحكم الأمر الواقع.الأميركيون كانوا شديدي الوضوح في التعبير عن أولوياتهم السورية، عندما طلب كيري من الجربا تعزيز العمل لمكافحة الإرهاب. ويبدو الاجتماع بشأن “جهاديي” سوريا في بروكسل معْلماً مهماً في تحول مجرى الحرب السورية.
تقاطع-مصالح-في-الحرب-على-جهاديي-سوريا

وأشارت الصحيفة إلى أنه سبق المؤتمر رسائل تركية عن انعطافة محتملة، تؤكد تضافر الجهود الموضوعي في مواجهة “الجهاديين” في سوريا. فخلال الأيام الأخيرة، نفذت الاستخبارات التركية عمليات اغتيال وخطف “لأمراء الجهاد”، ولا سيما في كسب. وبحسب مصدر سوري معارض للسفير بدأت الاستخبارات التركية بتقنين خطوط الإمداد للمعارضة المسلحة في ريف اللاذقية الشمالي، والدفع بالمقاتلين إلى جبهات حلب. ويقول إن الأتراك انشأوا كتيبة متخصصة في ملاحقة بعض القيادات “الجهادية” وتصفية البعض الآخر.

وبحسب مصدر متابع للعمليات، فإن الأتراك رفضوا في الأيام الماضية طلباً ملحاً من قيادة “الأنفال” لإرسال تعزيزات إليها من جبل التركمان الشمالي، لشن هجوم مضاد على قرية السمرة وحول المرصد 45. وبحسب مصادر في المعارضة فقد أصيب مقاتلو “الأنفال”، بخسائر فادحة أدت إلى تراجع زخم الهجوم على منطقة كسب وتلالها.

ويقول خبير دولي، عائد من المنطقة، إن مد السعودية سياسة إضعاف “الجهاديين” إلى سوريا، ومماشاة القطريين لهم، ستؤدي في النهاية إلى إضعاف كل الجماعات التي تعتمد على التمويل الخارجي، لا سيما “أحرار الشام”، و”صقور الشام”، و”جيش الإسلام”، و”لواء التوحيد”، وهي اكبر جماعات المعارضة المسلحة، من دون أن تنشأ بالضرورة المعارضة “المعتدلة” المنشودة. ولن يكون المحور «المعتدل» في نهاية العملية سوى أمراء الحرب، وهو المحور الذي يمكن الركون إليه وتسليحه نوعياً، في مرحلة لاحقة. وستطفو على السطح الجماعات التي يقودها أمراء الحرب لأنه لا يمكن السيطرة عليهم كلياً، لاعتمادهم على تمويل حربهم من غنائم الحرب الداخلية، وعلى جزء يسير من التمويل الخارجي، والإمدادات التي تعبر من تركيا.

وخلال الأسابيع الماضية، جرى الترويج لجمال معروف لقيادة محور معتدل. ومعروف قائد «جبهة ثوار سوريا»، هو مقاول من جبل الزاوية، يمثل شريحة من أمراء الحرب، الذين نجحوا نسبياً، بتمويل كتائبهم من غنائم الحرب. وأصبحت الجبهات الأكثر اشتعالا في سوريا، تلك التي توفر لأمراء الحرب غنائم سريعة ومباشرة لدفع رواتب المقاتلين، وتجنيد جماعات جديدة. وباتت عمليات كثيرة تسقط من حسابات بعض الكتائب لقلة عوائدها المباشرة، خصوصاً في الأرياف. كما نجح قائد «كتائب نور الدين الزنكي» توفيق شهاب الدين في تكوين إمارة حربية شبه مستقلة عن التمويل الخارجي، إذ يشرف على 33 كتيبة مقاتلة في الاتارب وريف حلب. وتبلورت سلطته كأمير حرب من خلال السيطرة أيضاً على شبكة واسعة من 40 مدرسة، تستقبل 40 ألف تلميذ في المناطق التي يسيطر عليها. ويعتمد شهاب الدين على غنائم الحرب، وميليشيات محلية مترابطة، وصلت في استقلالها إلى درجة الخروج مؤخراً من «صقور الشام».

وتظهر “جبهة النصرة”، من جهة ثانية، فئة ناجية من تجفيف منابع التمويل الخارجي. لكن اصطدامها بإعادة الهيكلة، التي تنحو إلى صناعة محور “معتدل”، عجل في خروجها في درعا، واعتقالها رئيس “المجلس العسكري” في المنطقة العقيد احمد فهد النعمة، يظهر أيضاً حدود البحث عن “معتدلين” في المعارضة المسلحة. إذ تسيطر النصرة على 60 في المئة من جبهات القتال مع الجيش السوري، بحسب تقديرات خبير في النزاع.

ونجحت “النصرة” في قيادة غرف عمليات الحرب على الجيش السوري، من خلال تركيب تحالفات متقاطعة، لا تقدم فيها أكثر من ثلث الجهد القتالي، لكنه جهد يكفي لوضعها في مقدمة القوى التي تقاتل على كل الجبهات، ويبرهن أن “الاعتدال” السوري المقاتل، لن يرى النور قريباً.

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock