عربي

هل إنتهى زمن الانتصارات الاسرائيلية ؟!

تاريخ المواجهة العسكرية بين اسرائيل والعالم العربي، كان مليئا بالانتكاسات للدول العربية، باستثناء بعض المحطات كما حدث في حرب اكتوبر العام 1973.

وخلال العشر سنوات الاخيرة تلقت اسرائيل صفعتين، الاولى من حزب الله في حرب لبنان الثانية، واليوم تتلقى اسرائيل الصفعة الثانية أمام المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

وقد حاولت اسرائيل منذ انتهاء حرب لبنان الثانية تأهيل وتدريب وحدات النخبة في الجيش الاسرائيلي على أساليب وأنواع جديدة من المواجهات، ومنها حرب العصابات استعدادا للمواجهة التي من أجلها تدربت وحدات النخبة، وهي كما تسميها الدوائر الاسرائيلية بمواجهة “إغلاق الحسابات” مع حزب الله.

هل انتهى زمن الانتصارات الاسرائيلية ؟

وتقول مصادر مطلعة نقلا عن مسؤول أمني اسرائيلي قوله أن القيادات العسكرية في اسرائيل اعتقدت بأن الحرب ضد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ستشكل ميدان تجارب وفرصة لاختبار قوة الوحدات العسكرية الاسرائيلية وقدرتها في المواجهة الميدانية، الا أن هذا التأهيل والتدريب وتعزيز التنسيق والتعاون بين الأذرع العسكرية المختلفة، وانفاق مئات ملايين الدولارات لتطوير القدرات القتالية لقوات الاحتياط وابقائها في حالة جهوزية كاملة، جميع هذا الاستثمار فشل في تحقيق انتصار سريع توقعته الدوائر الاستخبارية في اسرائيل على المقاومة الفلسطينية، ورغم ما تعرض له قطاع غزة من قصف جوي تدميري منذ اليوم الأول للحرب على غزة.

ويرى المحللون بأن نتائج المواجهة في القطاع ستفرض على اسرائيل مراجعة حساباتها وطرق التأهيل التي تتبعها مع وحداتها العسكرية، ومدى القدرة على الدخول مستقبلا في مواجهة عسكرية جديدة في الجهات الساخنة خاصة الجبهة الشمالية ومع حزب الله تحديدا.

وهذه الانتكاسة العسكرية الثانية للجيش الاسرائيلي خلال أقل من عشر سنوات في مواجهة المقاومة اللبناينة والمقاومة الفلسطينية يفرض على اسرائيل أن تستغل حالة التحالف والتقارب الذي تعيشه مع دول عربية مؤثرة وبشكل خاص السعودية، من أجل الاحتماء باتفاقيات سياسية وضمانات دولية واقليمية تقيّد أعداء اسرائيل وتوفر لها الهامش الآمن لسنوات طويلة قادمة.

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock