مقالات وآراء

إسألوا الجزيرة مباشر عمن نفذ تفجير الميدان

كثرت الاتهامات المتبادلة إثر انفجار دمشق صباح جمعة “إن تنصروا الله ينصركم” في حيّ الميدان، والذي استهدف باصاً يقل قوات لحفظ النظام ، ولكن المفجر الإنتحاري فجر سيارته مقابل الباص فقتل من المدنيين اكثر مما اصاب من العسكريين ما أدى إلى استشهاد 25 وجرح 45 أغلبهم مدنيون.

ما يسمى بالجيش الحُر وعلى لسان قائده رياض الأسعد أعلن قبل أيام عن تحضيره لعمليات نوعية في الداخل السوري، إلا أنه أنكر علاقته بالانفجار فور الإعلان عن حدوثه متّهماً النظام السوري بتنفيذه.

ولكن وعلى صفحة قناة الجزيرة مباشر عبر الفيسبوك جاءت الصدمة.. إذ إن ليلة الخميس وتحت مقال منشور بعنوان “واشنطن وباريس تحاصران بعثة المراقبين العرب في سوريا” جاء تعليق من شخص مجهول يحمل صورة علم التقسيم ذي الثلاث نجوم معلناً عن الانفجار قبل ليلة من حدوثه، ومن الدقة بحيث حدّد مكان الانفجار ذاته.

التعليق باسم “سورية الأبية” يقول: “ترقبوا عمليه للجيش السوري الحر بمنطقة الميدان للشبيحه المتواجدين امام قسم شرطة الميدان”، كلامٌ أعجب بعض الأشخاص منهم فراس مبارك واثنان آخران لم يتسنّى لنا الحصول عليهما بسبب حذف إدارة الصفحة للمقال جملةً وتفصيلاً مع كامل تعليقاته.

وعليه فإن عدداً من السوريين المشاركين في صفحة الجزيرة مباشر تساءلوا عن مُطلِق هذا التهديد وعلاقته بصفحة الجزيرة، سيّما وأن علاقته جيدة مع أدمن الصفحة بل ومتواطئ معه من خلال حذف التعليقات التي تهاجمه أحياناً أو حذف ردوده ذاتها التي تعطي معلومات سابقة لأوانها أحياناً أُخرى، والمثال الحيّ جاء اليوم وهو حذف الإدارة وبوضوح كامل لتذهب المعلومة بكاملها لولا توثيقنا لها بالصور.   واعتبر البعض أن السلطات في سوريا كانت صاحية لمثل هذه التهديدات إلا إن الانفجار وقع رغم كل الاحتياطات لأن الحيّ سكنيّ ومكتظّ بالمدنيين.   من الجدير بالذكر أن تشييع شهداء انفجار الميدان سيتم بعد صلاة عصر يوم السبت من أمام مسجد الحسن في الميدان. ويتوقع أن يكون التشييع شعبياً وحاشداً.

جمعة “قرع الطناجر”!

وعلى صعيد آخر فإن قرع “الطناجر” في بعض المناطق المؤيدة للحِراك كان سائداً  بناء على دعوة من “الشيخ” عدنان العرعور لفعل ذلك بهدف إسقاط النظام، وهو الأمر ذاته الذي روّجت له قناة الأورينت، فحسّنت من صورة دعوة العرعور لقرع الطناجر كي يسقط النظام بتسميتها حملة “اكسر صمتك”..

ملاعق- طناجر- صحون- أبواق سيارات..بهذا عبّر مناصري ما يسمّى “الثورة السورية” عن ولائهم لدعوات العرعور.. ليصبح بيت الشعر على لسانهم: “للحرية الحمراء طناجر بكل يد مضرجة يدق”. بهذا يسخر بعضُ أنصار”الثورة” من ضحايا القوى الأمنية ومؤيدي السلطة من المدنيين. كما يستخدمون الطناجر كمجسّمات للسخرية من الجثث المستهدفة في الانفجارات وعمليات القتل “المستندة الى فتاوى الشيخ العرعور وامثاله “.

ويرمز استخدام الطناجر والصحون دينياً وتاريخياً إلى سقوط مدينة أريحا الفلسطينية بيد اليهود، إذ جاء ذكر ذلك في التوراة وفي سفر يشوع تحديداً على الشكل التالي: “كانت أريحا منيعة جداً فارتأى يهوا إله الجنود أن يقوم اليهود بالدوران حولها سبع دورات وهم ينفخون بالأبواق ويقرعون الطبول والطناجر”.

ويلفت الشاعر والإعلامي السوري باسم سليمان إلى ذلك بقوله: “لكل المستغربين من دعوة العرعور إلى قرع الطناجر والصحون فإن التوراة تخبركم كيف سقطت أسوار أريحا ودخلها اليهود وعملوا العجائب التي ترضي الإله النموذج الأول للإله التوحيدي بأن يقتلوا كل إنس وحيوان فيها وإلا عين الرب ستغضب عليهم”.. ويتابع سليمان قائلاً: “أعتقد أن دلالة مثل هذه الدعوات واضحة لا مجال للإسهاب في تفصيلها”.

إذاً هي.. الجمعة الأولى من عام 2012 ترفع شعار “إن تنصروا الله ينصركم”.. نصرة الله على أصوات الانفجار وطرق الطناجر.. فهل يقصد “الثوار” حقاً إسقاط النظام؟ أم تُراه إسقاط أسوار سوريا في يد الصهاينة الجدد؟ وأي علاقة للصهاينة ويهوا خاصتهم فيما يجري في سوريا من نصرة ل “الثوار”!!.

مرح ماشي- دمشق

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock