Site icon سيريان تلغراف

ما حقيقة فشل العملية العسكرية السورية بحلب وريفها الشمالي ؟؟ .. بقلم هشام الهبيشان

لقد كانت سلسلة المعارك التي أنجزها الجيش العربي  السوري بريف حلب الشمالي ومدينة حلب,,قبل التدخل التركي العلني بمسار المعارك هناك ,,يعد انجازآ كبيرآ للقيادة العسكرية السورية ,,وكما نقرأ من بيانات وتصريحات القادة العسكريين السوريين ان العمليات التي تجري بعموم مدينة حلب وريفها الشمالي  ماهي الأهدف من سلسلة أهداف أستراتيجية كجزء من خطة ورؤية أكبر ،، لمسار الحسم العسكري لكافة البؤر التي يتواجد بها مجاميع مسلحة فوق الجغرافيا السورية، فبعد سلسلة خسائر متلاحقة منيت بها “جبهة النصره -الجبهة الاسلامية-الجبهة الشامية “في الفترة الأخيرة بريف حلب الشمالي تحديدآ،، ها هي اليوم  طلائع الجيش العربي السوري أصبحت اليوم على مشارف بلدتي نبل والزهراء الاستراتيجية بريف حلب الشمالي .

فبعد العمليات النوعية والخاطفة أنجز الجيش العربي السوري أنجازا كبيرا بتحريره مساحات واسعة من ريف حلب الشمالي تحديدآ مرورآ ببعض المناطق والبؤر بمحيط وداخل مدينة حلب ،، وكان آخر هذه العمليات النوعية والخاطفة بريف حلب الشمالي تحرير بلدة باشكوي المتموضعة بموقعها الاستراتيجي بالمدخل الرئيسي الشمالي لريف حلب الشمالي ،، المطل والواصل بشكل مباشر على بلدتي نبل والزهراء,مما يسمح أيضآ بقطع طريق المسلحين المتجهين من الحدود التركية الى الاحياء الشرقية داخل مدينة حلب,, وبعد هذه العمليات وتحقيق ألاهداف العملياتيه والاستراتيجية لها بريف حلب الشمالي ، اتجهت خطط القاده الميدانيين بالجيش العربي السوري العملياتيه والتكتيكية، الى توسيع العمليات وبشكل شامل، وقد نجح الجيش العربي السوري وبعملية نوعية وخاطفة بضرب أولى خطوط دفاع “جبهة النصرة -الجبهة الاسلامية-الجبهة الشامية” في ريف حلب الشمالي من خلال السيطرة على مجموعة قرى وبلدات استراتيجية ، وتطويق بلدتي نبل والزهراء بشكل شبه كامل، وبهذا يكون الجيش العربي السوري قد أمن “مرحليا” أولى مراحل التقدم باتجاه عمق البلدتين.

“فبلدتي نبل والزهراء” بموقعهما الاستراتيجي بخريطة العمليات العسكرية السورية تحتلان أهمية استراتيجية باعتبارهما مفتاح لسلسلة مناطق تمتد على طول الجغرافيا الحلبية فهما نقطة وصل بين ريف حلب الشمالي ” ومدينة حلب ,والحدود التركية ولهما أهمية أستراتيجية كبرى بخارطة المعارك المقبلة بالشمال السوري بشكل عام  ومدينة حلب واكمال الطوق العسكري حولها بشكل خاص.

فاليوم وبعد أن أصبح الجيش العربي السوري على مشارف العمق الاستراتيجي لريف حلب الشمالي ,,بعد أن حسم “مرحليآ ” جملة معارك هناك، من معركة رتيان الى باشكوي الى حردتين ، وبعد مجموعة انهيارات واسعة بصفوف مسلحي “جبهة النصره-الجبهة الاسلامية-الجبهة الشامية” واخرها ببلدة نبل التي استطاعت القوات السورية لاول مرة منذ عامين واكثر الدخول اليها لوقت قصير ,وكادت ان تحكم السيطرة على البلدة لولا تدخل مئات المسلحين المزودين بالسلاح الذين عبرو من الحدود التركية باتجاه ريف حلب الشمالي ,وبدعم لوجستي وقيادة من المخابرات والاستخبارات التركية ,,مما حول المعركة بعموم مناطق الريف الحلبي الشمالي  الى معركة كر وفر ,وسط حملة اعلامية لوسائل الاعلام المتأمرة ,تسعى من خلالها وسائل الاعلام هذه الى صنع انتصارات اعلامية للمجاميع المسلحة لا اساس لها على ارض الواقع .

أخيرآ ,,يبدو بشكل واضح  ان معركة الشمال السوري ومعركة حلب واريافها تحديدآ,,بدأت تأخذ عدة أبعاد ,ويبدو من الصعوبة تحديد او التنبوء بسهولة بابعاد المعركة المستقبلية وتطوراتها الميدانية ,,وخصوصآ بعد ان أتضح دور أنقرة العلني بالفترة الاخيرة بمحاولة منع تطويق مدينة حلب ,, والاسناد العلني والمفضوح للمجاميع المسلحة  بمعركة الريف الحلبي الشمالي مؤخرآ ,,ولكن بذات الاطار فمعركة الجيش العربي السوري بحلب المدينة وريفها الشمالي تحديدآ ما بدأت لتنتهي سريعآ  ،فالمعركة تحولت الى معركة استنزاف ,ومعارك كر وفر ,والجيش العربي السوري وقوى المقاومة التي تسانده بمعارك حلب ,تمرست بشكل واسع على هذه المعارك ,مما يعطي الجيش العربي السوري الافضلية بحسم هذه المعارك بشكل سريع  ،وهذا أن حصل , فسيكون الجيش العربي السوري قد حقق هدفآ أستراتيجيآ كبيرآ ونجح بضرب وإسقاط مجموعة أهداف أستراتيجية ,,مما يعني اسقاط رهان الاتراك على الجبهة الشمالية واسقاط كل مخططاتهم هناك,,فالعملية مستمرة ولن تنتهي سريعآ ,,والقادم من الايام سيعطينا مزيدآ من الاجابات حول التطورات الميدانية للمعركة.

سيريان تلغراف | هشام الهبيشان

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

Exit mobile version