الصحف العالمية

كوميرسانت : الحرب السورية تتجلى في تركيا

تطرقت صحيفة “كوميرسانت” في مقال لها الى العملية الارهابية التي نفذتها “داعش” في تركيا وأودت بحياة أكثر من 30 شخصا وجرح العشرات اغلبهم من اكراد تركيا.

جاء في مقال الصحيفة:

أودت العملية الارهابية التي لم تشهد تركيا مثيلا لها منذ عشرات السنين، بحياة أكثر من 30 شخصا وجرح العشرات، وقد اتهمت السلطات التركية “الدولة الإسلامية” في تنفيذ هذه العملية، لأنها كانت موجهة ضد أكراد تركيا، الذين كانوا يستعدون للتوجه الى سوريا لمساعدة وحدات حماية الشعب الكردي في صراعها ضد المتطرفين الإسلاميين.

الحرب-السورية-تتجلى-في-تركيا

بعد هزيمته في معارك عين العرب “كوباني” ركز تنظيم “داعش” على توجيه ضربات ضد الأكراد باستخدام اسلحة كيميائية. مع ذلك يقول الخبراء، إن تنفيذ مثل هذه الاعمال الارهابية على الأراضي التركية لن يجبر السلطات هناك على تقديم المزيد من الدعم للأكراد. لأن تدخلها بصورة مباشرة في النزاع السوري سيكلفها ثمنا باهضا.

نفذت العملية الارهابية في مدينة سروج التركية القريبة من الحدود السورية فتاة عمرها 18 سنة. أغلب ضحايا هذه العملية الارهابية هم من اعضاء منظمة الشباب الأكراد، الذين كانوا يستعدون للتوجه الى مدينة عين العرب “كوباني” لمساعدة المدافعين عنها في التصدي لهجمات “داعش”. وحسب رأي السلطات التركية كل الشواهد تشير الى ان العملية من تخطيط وتنفيذ “داعش”، ونفس الرأي لدى السياسيين الأكراد.

تجدر الاشارة الى أن عددا كبيرا من مواليد عين العرب، يعيشون في مدينة سروج التركية. وكان سكان عين العرب قد اعلنوا مدينتهم ذات حكم ذاتي عام 2012 . ولكن خلال الأشهر الأخيرة الماضية تستمر المعارك بين الأكراد ومسلحي “داعش” الذين يحاولون السيطرة على المدينة. إلا أن الأكراد تمكنوا من فرض سيطرتهم على المدينة في النهاية. بعد هذا عمليا توقفت المعارك وحلت محلها العمليات الارهابية، فبعد العملية الارهابية في سروج، انفجرت في عين العرب مباشرة سيارة مفخخة بالقرب من نقطة تفتيش تعود لوحدات حماية الشعب الكردي وأسفر الانفجار عن استشهاد شخصين.

يقول الخبراء، ان الهزيمة في عين العرب أجبرت المتطرفين على تغير تكتيكهم، وبدأوا يركزون على هجمات موجه ضد افراد وحدات حماية الشعب الكردي. وحسب معطيات منظمتين بريطانيتين مستقلتين “Conflict Armament Research ” و”Sahan Research” بدأ مقاتلو “داعش” في استخدام السلاح الكيميائي ضد الأكراد، حيث سجلت في نهاية شهر يونيو/حزيران حادثتين في محافظة الحسكة السورية الواقعة بالقرب من الحدود التركية.

يشير الخبراء، الى انه رغم هذه العملية الارهابية الكبيرة، إلا ان انقرة ستكتفي في تعزيز الاجراءات الأمنية داخل البلاد، دون تقديم مساعدات الى الأكراد في مواجهتهم للمتطرفين. لأن تركيا أولا- تقف ضد قيام دولة كردية، لذلك ليس من مصلحتها تقويتهم. وثانيا – ان التدخل المباشر في النزاع السوري سيكلف تركيا ثمنا باهضا، ماليا وسياسيا، في مجال أمنها الداخلي.

يقول السياسي التركي توغرول اسماعيل من جامعة الاقتصاد والتكنولوجيا، “منذ أمد بعيد يحاولون توريط تركيا في النزاع السوري”، مشيرا الى تصريحات رئيس حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين ديميرتاش بعد العملية الارهابية في سروج، بأن على الأكراد “ضمان أمن شعبهم بنفسهم، لأن أنقرة رغم سماحها بتنقل الفصائل الكردية عبر الحدود، إلا انه ليس من مصلحتها تقديم أكثر من ذلك”.

وأضاف ان المواجهة بين الأكراد و”داعش” هي “مسألة محلية في اللعبة السورية الكبيرة، حيث تركيا تدعم المعارضة وتقف ضد نظام بشار الأسد”. ويعتقد السياسي التركي بأن” التدخل المباشر لقواتنا المسلحة في النزاع السوري، قد يؤدي الى انتقال المعارك الى داخل الأراضي التركية”.

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock