Site icon سيريان تلغراف

معادلة الورقة الكردية على طاولة أنقرة

الكرد وقضيتهم الممزقة بين 4 دول وتناقضات ترى فيهم ورقة يمكن رميها في تثبيط أو تثبيت مشروعات ومصالح مختلفة فمن حكمهم الذاتي في العراق إلى انتزاع هوياتهم في سوريا.

وخوفا من قيامهم أيضا ضد حكومتها كان الانتصار الأخير لهم دخولهم البرلمان التركي ممثلا بحزب الشعوب الديمقراطي بنسبة ربما هزت مشروعات أردوغان وحزب العدالة والتنمية.

وجاء تفجير سروج ومقتل 35 شخصا، لتتهم أنقرة داعش ولتقلع مقاتلاتها مطاردة مسلحي التنظيم وكذلك أعداءهم التقليديين من عناصر حزب العمال الكردستاني وبالتهمة الأكثر عصرية.. الإرهاب.

وانهارت الهدنة الهشة، التي تم التوصل إليها بين الكرد والحكومة التركية، فسارعت واشنطن إلى وصف الكردستاني بالإرهابي رغم دعمها أكراد سوريا في حربهم ضد داعش تحت ستار حماية عين العرب كوباني.

ودعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تركيا إلى الحفاظ على عملية السلام مع الأكراد، فيما اكتفى بان كي مون بالقلق، أما أربيل فقد اكدت استعدادها للمساهمة بوقف إطلاق النار واستئناف عملية السلام مشددة على أن استخدام القوة والعنف لا يحل أي مشكلة.

وكان عمل أحمق واحد أو تفجير انتحاري كافيا لعودة الحرب التي استمرت 3 عقود بين الأتراك والكردستاني في محاولة من الأخير لانتزاع أكبر قدر من المكاسب في ظل شتاتهم وميولهم للانفصال فدخولهم البرلمان التركي كان انتصارا قلب إلى حد كبير التوازن المفقود في المعادلة التركية الكردية.

لكن ذلك لم يدم طويلا فأنقرة التي دخلت الحرب مؤخرا لها حساباتها الإقليمية، التي قد تجبرها على التخلي عما أعتقد البعض أنه درب سلام في ظل الفوضى، التي تعيشها المنطقة.

وكان من السهل أن تبدأ تركيا حربا بعنوان مكافحة الإرهاب، وبخلفيات سياسية في بانوراما الحرب على داعش تكاثرت الأطراف وانشطرت، فهناك من يعتقد أنه يمتلك أوراقا للعب من دون أن يعلم وفي الوقت ذاته أنه ورقة لعب ليس إلا.

سيريان تلغراف

Exit mobile version