تحقيقات وتقارير

أعين غربية تترقب بوتين على المنصة الأممية

تترقب الأوساط الغربية خطاب الرئيس بوتين على المنصة الأممية نهاية الشهر باهتمام بالغ لجهة ما قد يحمله من مبادرات ربما تغير طبيعة التعامل الأممي مع أزمات الشرق الأوسط وخاصة سوريا.

وهنا اعتبر المحلل الصهيوني أميت ليفينتال أن موسكو اغتنمت الفرصة لتستعيد موقعها كدولة عظمى.

ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن المحلل الإسرائيلي قوله إن موقف روسيا إزاء الأزمة السورية تحول إلى عامل دبلوماسي يتعين على المجتمع الدولي الأخذ به، وأن خطوات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “تجعل بلاده صاحبة المبادرة في العمليات الدائرة على الحلبة الدولية”.

الجمعية-العامة-للأمم-المتحدة

وكتب المحلل الصهيوني في مقال أنه بات بحوزة الرئيس الروسي ما يحفزه على التهليل لجهة استعادة روسيا هيبة الدولة الدبلوماسية الأعظم، وتعاظم دورها على الساحة الدولية.

ويرى ليفانتال أن مرد ذلك يعود، وبدرجة كبيرة الى استمرار موسكو في دعم الحكومة السورية بما يشمل كذلك تزويد دمشق بالأسلحة المتطورة.

وتابع يقول في الفرصة التي اقتنصتها روسيا: “إن التوقيت الذي اختارته موسكو ملائم من الناحية الاستراتيجية، وخاصة قبيل انطلاق الدورة الـ70 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستحشد قادة العالم وزعماءه”. وتابع: “ستندرج على جدول أعمال الدورة الاوضاع في الشرق الاوسط وأزمة الهجرة في إفريقيا التي أثيرت من قبلهم /الدول الغربية/”. وشدد كذلك على أن الرئيس الروسي لن يأتي الى الجمعية العامة خالي الوفاض” بعد عشر سنوات على الكلمة الاخيرة التي القاها هناك.

واستطرد قائلا: “سوف يعرض بوتين مقترحاته بصدد التسوية في سوريا بما يشمل إطلاق الحوار ما بين الأسد وما تسمى بالمعارضة السليمة، التي تضم الجيش السوري الحر والمعارضة المعتدلة. سيقترح الرئيس بوتين كذلك حشد تحالف لمكافحة تنظيم “الدولة الإسلامية “بما يرضي روسيا”.

مجلة “دير شبيغل” الألمانية من جهتها، عنونت تقول في أحد التعليقات: الولايات المتحدة تخشى الكلمة التي سيلقيها بوتين في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أضافت: “أن الأوضاع في سوريا بلغت حدا من التعقيد يحتم على واشنطن إعادة النظر في نهجها والقبول بما كان يعتبر مستحيلا بالنسبة إليها قبل بضعة أسابيع. وعليه، فها هي الآن تتفق مع موسكو على المستويين الدبلوماسي والعسكري”. وأعادت المجلة الألمانية الى الأذهان تجميد واشنطن الحوار مع موسكو على المستوى العسكري بين العاصمتين على خلفية الأزمة الأوكرانية، والمواقف الروسية الأمريكية المتناقضة تجاه الأزمة السورية وسبل حلها.

وفي تسليطها الضوء على المتغيرات التي يشهدها الحوار بين البلدين اعتبرت أن السبب من وراء انبعاث الحوار المفاجئ بين البلدين يقوم على جملة من المسوغات. ولم تستبعد المجلة خشية واشنطن مما ستفرزه كلمة بوتين المرتقبة في الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي سيطلق من خلالها كما هو متوقع نداء يناشد فيه المجتمع الدولي حشد تحالف دولي موسع لمكافحة تنظيم “الدولة الاسلامية” الارهابي.

ورجحت المجلة أن يتمثل الهدف من وراء “التعاون المفاجئ مع موسكو في منع الاضطرار الى تقديم التنازلات أمام الرئيس الروسي أثناء دورة الجمعية العامة” المنتظرة.

ولم تهمل المجلة الألمانية في تعليقها ما يتعرض له الرئيس الأمريكي باراك أوباما من ضغوط داخلية، حيث ترى بعض الأوساط أنه لا ينبغي على الولايات المتحدة التدخل في الشؤون السورية، بينما وعلى العكس من ذلك ترى أوساط أخرى أن التدخل الأمريكي في سورية سطحي ولا يشفي الغليل، في وقت تجمع فيه هذه الأوساط حسب “دير شبيغل” على فشل الضربات الجوية لتنظيم “الدولة الاسلامية” والإخفاق في تدريب المعارضة السورية.

وخلصت المجلة الى القول إن التحول الأخير في طبيعة المواقف الأمريكية نابع من إدراك الولايات المتحدة أنه لا يمكن وقف الحرب في سوريا بمعزل عن مساعدة وموسكو. وختمت: “تهدف موسكو الى إرغام واشنطن على التفاوض، وبوتين قد أحرز النصر على هذه الجبهة”.

وفي هذا الإطار ترى صحيفة “لوس انجلس تايمز” الأمريكية أن الهدف الرئيس من وراء هذه المفاوضات يكمن في الحيلولة دون وقوع صدام عرضي مسلح بين القوات الأمريكية والروسية على الأرض السورية.

وعليه، فقد رجحت الصحيفة أن تبدي واشنطن نوعا من المرونة في التعاطي مع روسيا تجاه بعض القضايا المتعلقة بأفق التسوية في سوريا.

واعتبرت الصحيفة أن المفاوضات التي جرت مؤخرا بين وزيري الدفاع في البلدين ليست إلا نصرا كبيرا لموسكو على هذا الصعيد، حيث كتبت: “هذا يؤكد أن موسكو صارت لاعبا يحظى بأهمية أكبر رغم محاولات واشنطن عزلها”.

وأبرزت الصحيفة أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أفصح في لندن مؤخرا عن انطلاق مفاوضات بين بلاده وروسيا ستهدف إلى “تحديد مختلف السبل المتاحة أمامنا والتي يمكن من خلالها رسم الخطوات اللاحقة في سوريا”.

ويرى المراقبون في هذه المفاوضات أنها، إن دلت على شيء، فعلى إدراك البيت الأبيض ضرورة إعادة النظر في تصوراته الرئيسية حيال الأزمة السورية.

ونقلت “لوس أنجلس تايمز” عن جولياني سميث المستشار السابق لنائب الرئيس الأمريكي جون بايدن قوله في هذا الصدد: لقد أفرزت الأزمة السورية تحولات طالت المنطقة إلى درجة أنه لم يتبق أمام الإدارة الأمريكية “أي مفر سوى محاولة السعي قدما لاستباق موسكو، الأمر الذي يتطلب تفعيل الاتصالات معها”.

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock