البلوز يتحدى عوامل الأرض والجمهور والتاريخ التي تصب في مصلحة البايرن الليلة
لا صوت يعلو يوم السبت فوق هدير مدرجات ملعب إليانز أرينا الخاص بنادي بايرن ميونيخ ابتداءً من العاشرة إلا ربعاً عندما يتقابل الفريق المحلي المثقل بخسارة قاسية في نهائي كأس ألمانيا مع ضيفه تشلسي اللندني الذي بدا قوة كروية كبرى في الألفية الثالثة بانتظار حفر اسمه في سجلات الفائزين بالكأس الأوروبية ذات الأذنين الكبيرتين، وهو اعتاد لعب أدوار متقدمة خلال سنوات الألفية الثالثة بانتظار معانقة الكأس الغالية وصناعة المجد الكروي من أوسع أبوابه، ومعلوم أن إنكلترا بأسرها تنتظر تتويج فريقها باستثناء الجار توتنهام الذي سيتضرر من ذلك.
لعلها مصادفة أن يلعب العملاق البافاري سيد أندية ألمانيا النهائي السابع والخمسين في تاريخ البطولة على أرضية ملعبه إليانز أرينا في نهائي كبير وهذا يحدث للمرة الأولى، بل إن المرات السابقة التي كان البايرن هو مستضيف البطولة لم يكن مشاركاً، وكل النهائيات السابقة على ملعب ميونيخ الأولمبي كانت تحمل بطلاً جديداً وآخرها دورتمند الألماني عام 1997 وقبلها مرسيليا الفرنسي عام 1993 وقبلها نوتنغهام فورست الإنكليزي 1979. مالك نادي تشلسي أبراموفيتش بذل الغالي والرخيص في سبيل هذا اللقب الذي لطالما حلم به، والكثير من عشاق المستديرة في العالم قاطبة وخصوصاً المحايدين يرون أن هذا الحلم قيد التأجيل مرة جديدة من منظار أن أربعة عناصر بارزة في النادي الإنكليزي ستكون حاضرة على المدرجات، كما أن النادي الألماني الذي يعتبر من كبار المسابقة التاريخيين اشتاق لمعانقة الكأس بعد أحد عشر عاماً عجافاً، ويزيد الأمور تعقيداً بالنسبة للنادي الإنكليزي أن صاحب الأرض والجمهور لم يعد أمامه سوى اللقب الأوروبي لإنقاذ موسمه، وهذا اللقب هو وحده الكفيل بإبقاء المدرب هاينكس على رأس عمله. المدرب الإيطالي الشاب دي ماتيو فرض نفسه في الأجواء الإنكليزية والأوروبية على حد سواء، فماذا يريد العشاق أكثر من الوصول للمباراة النهائية رغم المطبات الصعبة التي واجهت الفريق؟ وماذا يريدون أيضاً أكثر من التعافي بسرعة قياسية والوصول للنهائي الأوروبي وهو متوج بالكأس الإنكليزية الأقدم في العالم؟ باختصار، المباراة تأخذ الكثير من الأبعاد وتسبقها عشرات الأسئلة والاستفسارات، ويلفها الكثير من الغموض والتعقيدات، لكن ما هو مؤكد أن تشلسي مطالب بتحدي عوامل الأرض والجمهور والتاريخ التي تتكلم باللون الأحمر
