Site icon سيريان تلغراف

الغارديان : “داعش” يدرب جيشا من “أشبال الخلافة”

تولي قيادة تنظيم داعش الإرهابي الكثير من اهتمامها لإقامة برامج تدريبية وتعليمية لأجيال المستقبل من الانتحاريين.

وقد حصلت صحيفة The Guardian البريطانية على وثيقة من 24 صفحة تتضمن خطط المتطرفين على تطوير “دولتهم” الوهمية المزعومة، تلعب فيه معسكرات تدريب الأطفال واليافعين وتحويلهم إلى متعصبين دينيا أو ما يسمى بـ”أشبال الخلافة”، دورا هاما.

فبعد تلقي الأشبال تدريبا إيديولوجيا، يشارك القصر في عمليات إعدام “الكافرين” وتنفيذ أعمال إرهابية.

برودة دم وعدم رحمة

“تأخذ الرأس (بين يديك) ترجعها إلى الوراء وتقطع الرقبة”، هكذا علم مسلحو “داعش” قطع الرؤوس لرجب أحمد البالغ من العمر 14 ربيعا وللعشرات من رفاقه في عمر الخامسة حتى الـ16 داخل معسكر يطلق عليه “معهد فاروق للأشبال”.

ففي البداية يتدرب الأطفال على الألعاب ودمى الثياب، حيث نقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مراهق استطاع الهرب من المسلحين قوله: “لقد أروني في البداية كيفية إمساك السكين بشكل صحيح وكيفية الضرب ذاكرين أنها رؤوس مرتدين وكفار”.

من جهتها كتبت مجلة Foreign Policy أن “داعش يشكل جيشا من الأطفال، وسيضطر الغرب إلى خوض الحروب معهم فيما بعد سنوات طوال”.

هذا وتعج شبكة الإنترنت بالكثير من التسجيلات تظهر أطفالا يرتدون الزي العسكري ويحملون السلاح ويسيرون بمشيات عسكرية مرددين شعارات “داعش”، ويزحفون تحت الأسلاك الشائكة، ويحضرون الإعدامات ويشاركون شخصيا فيها.

وفي أحد التسجيلات يقوم 25 مراهقا في سن الـ 12-13 سنة بإطلاق النار على ظهور 25 جنديا على مسرح تدمر في سوريا.

ويظهر تسجيل آخر كيف يلعب الصبيان بكرة القدم راكلين بدل الكرة رؤوس مقطوعة وهم يركضون مبتهجين وضاحكين في شوارع امتلأت بجثث مشوهة لأشخاص ذبحوا، فيما يظهر تسجيل ثالث طريقة قتل بشعة لضابط في الجيش السوري في ريف حماة، حيث قام طفل لم يتخط العاشرة من عمره بكل برودة أعصاب بفصل رأس العسكري الذي كان ممددا على بطنه وهو موثوق اليدين مستخدما سكينا.

“أشبال الخلافة”

يطلق هذا الاسم على فتية لم يبلغوا 16 عاما تدربوا في معسكرات التنظيم، ومع ذلك، ونظرا إلى قلة خبرتهم في المعارك، فإنهم يستخدمون كدروع بشرية، فضلا عن عمليات إعدام الأسرى وأعمال التفجير الانتحارية لعدم إثارتهم الشكوك لدى العسكريين خلال عبور نقاط التفتيش.

كما يتبرع هؤلاء “الأشبال” بدمهم للمسلحين المصابين ويسيرون دوريات في الطرقات فضلا عن دفع أجور لهم على إخبارهم بالأشخاص غير المتعاطفين مع “داعش”، بمن فيهم أقاربهم ومعارفهم.

ولا يوجد إحصاء رسمي لعدد مثل هذه المعسكرات، وإن قال المسلحون أنفسهم إنها تبلغ المئات، ففي ريف الرقة، معقل التنظيم في سوريا، وحدها هناك 5 معسكرات على الأقل تحوي مئات الأطفال، الذين أخذ بعضهم قسرا فيما يتم تجنيد الآخرين بنظام ثابت يبدأ في المساجد أو حتى في الشوارع ضمن المناطق الخاضعة للتنظيم والتي ينتشر فيها ما يعرف بمراكز تعليمية، حيث يطلع المتطرفون الأطفال على تسجيلات دعائية ويضيفونهم بالبسكويت والحلويات والعصائر ويوزعون عليهم المنشورات وأقراص الفيديو. ولأن أغلبية المدارس مغلقة ولا يوجد ما يقوم به الصبية فإن الكثير منهم ينضم بسرور الى التنظيم فيما يتم دفع أموال لأهلهم.

الجدول اليومي للجهاديين المستقبليين

ويتم توزيع “أشبال الخلافة” في معسكرات مختلفة حسب عمرهم، فحتى سن الـ15 يتم التركيز أساسا على الدعاية الإسلامية المتطرفة في معسكرات الشريعة، وبعدها على التدريب الجسدي واستخدام السلاح. ويستمر التدريب لحوالي الشهر، يتم بعدها دون تمهل إرسال الأطفال الى ساحات الوغى.

وتسود المعسكرات ظروف متقشفة، إذ يبدأ اليوم الرابعة فجرا بالنهوض للصلاة، ومن ثم تبدأ محاضرات في الإسلام، والتدريب على فنون القتال اليدوية واستخدام السلاح الناري، ومن ثم التمرينات الجسدية والركض وتعلم اللغة العربية وحفظ سور القرآن، وهكذا يوميا حتى العاشرة صباحا.

وحكى رجب أحمد “أنهم كانوا يضربونني ويمشون علي مجبريني على عدم التحرك وكانوا يقولون أنني سأصبح هكذا أقوى”.

كما كانوا يرغمون الصبية على العراك مع بعضهم البعض، “وقال المدرب لي أنني إذا لم أضرب فك أخي البالغ من العمر 10 أعوام فإنه سيطلق النار علي. وكانوا يؤكدون أن ذلك سيجعلنا أكثر قسوة. وكانوا يضربوننا بأنفسهم”.

وكانوا يغرسون في الأطفال الآراء المتطرفة من خلال إجبارهم على مراقبة مشاهد العنف يوميا، من خلال تسجيلات عمليات الإعدام أو الأعمال الإرهابية، أو إجبارهم لحضور عمليات الإعدام والذبح شخصيا.

وذكرت صحيفة Foreign Policy بهذا الصدد أن الأطفال “الملهمين مما شاهدوه” من عمر 8 الى 12 خصوصا يوافقون على القيام بعمليات تفجير انتحارية.

فضلا عن الصبيان، لا يترك المتطرفون دون اهتمام الفتيات حيث يتم تجنيدهن في المدارس، إذ حكت إحدى المدرسات لقناة Channel 4 البريطانية أنه يتم إقناع الفتيات اللاتي يبلغن العاشرة من عمرهن وهب أنفسهن للدين.

وأوضحت إمرأة تقوم بتجنيد الفتيات أنه “يشرحون للفتيات أنهن بعد أن يصبحن انتحاريات ويقتلون الكفار يتوجهن مباشرة الى الجنة”.

ويقول شهود عيان إن الأطفال الذين يسكنون في المناطق الخاضعة لـ”داعش” في سوريا والعراق باتوا في الآونة الأخيرة “متعودين على القتل وجرائم الانتقام لدرجة أنهم باتوا لا يخافون من مظاهر الجثث مقطوعة الرأس”.

وحذرت ممثلة منظمة “الحفاظ على الأطفال” ميستي باسويل بهذا الصدد من أنه “لن يكون من المبالغة إذا قلت أننا نستطيع فقدان جيل كامل من المراهقين، فجميعهم تلقى صدمة نفسية. وإذا تم التدخل وإنقاذهم، فإنهم يستطيعون العودة الى حياة طبيعية نوعا ما. أما إذا استمروا بمشاهدة مثل هذه الوحشية كل يوم، فإن النتائج قد تكون وخيمة جدا”.

سيريان تلغراف

Exit mobile version