Site icon سيريان تلغراف

كوميرسانت : لافروف وكيري يحاولان إنقاذ مؤتمر سوري في جنيف

نشرت صحيفة “كوميرسانت” مقالا بعنوان ” لافروف وكيري يحاولان إنقاذ مؤتمر سوري في جنيف”.

وجاء في المقال أن وزيري الخارجية الروسي والأمريكي سيرغي لافروف وجون كيري قاما أمس في زوريخ بمحاولة حاسمة لإنقاذ عملية التسوية السورية. ولم تقدم لا الأمم المتحدة ولا وزارة الخارجية الروسية قبل ذلك أية ضمانات لعقد الجولة الأولى من المفاوضات بين ممثلي حكومة بشار الأسد والمعارضة السورية في ال25 من يناير/كانون الثاني الجاري. وقد تجلت المخاوف على المفاوضات في تهديد خصوم بشار الأسد الذين كانوا قد شاركوا في مؤتمر الرياض بمقاطعة مؤتمر جينيف إذا حضر إليه ممثلون عن مجموعات سياسية تصر موسكو على مشاركتها.

فالمندوب الأممي الخاص ستيفان دي مستورا لم يختر 25 يناير/كانون الثاني موعدا لعقد المؤتمر من قبيل الصدفة ، فهذا الموعد يصادف عيد ميلاده. وكان بوده أن يحتفل به يوم بدء المفاوضات واطلاق عملية التسوية السياسية في سوريا. أشار إلى ذلك المندوب الروسي في مجلس الأمن الدولي فيتالي تشوركين الذي قال أيضا إن الهدف النهائي للمؤتمر كما جاء في قرار مجلس الأمن الدولي المرقم 2254 هو تشكيل حكومة مؤقتة تضمن إجراء انتخابات عادلة وحرة في سوريا.

قائمتان بيضاء وسوداء.

وتنحصر العقبة الرئيسة القائمة في طريق بدء المفاوضات في تحديد قائمة بالمشاركين فيها. فلم يتضح الأمر مع اقتراب موعد عقد المؤتمر بعد أن أعلن دي مستورا يوم الاثنين أنه لم يبدأ بعد في توجيه الدعوات لحضور المؤتمر إلى المشاركين فيه. أما سيرغي لافروف فقال في مؤتمر صحفي عقده في أعقاب لقائه بجون كيري في زوريخ إن الأمين العام لمنظمة المتحدة هو الذي يتخذ قرارا نهائيا بموعد عقد المؤتمر. فيما أعرب لافروف عن أمله أن تنطلق المفاوضات عما قريب.

يذكر أن الأطراف المعنية لم تتمكن لحد الآن من تنفيذ شرطين تراهما وزارة الخارجية الروسية ضروريتين لنجاح المفاوضات، ألا وهما التنسيق في مسألة قائمة التنظيمات الإرهابية المشاركة في الحرب السورية من جهة ، وقائمة المعارضة المعتدلة الجاهزة لإجراء المفاوضات من جهة أخرى.

وأمس أكد المتحدث الرسمي باسم الكرملين أن الخلافات الشديدة بشأن “القائمتين البيضاء والسوداء” لا تزال قائمة.
فيما يتعلق بالقائمة السوداء هناك تنظيمان فقط لا يثيران أي شكوك لكونهما تنظيمين إرهابيين، وهما تنظيم “داعش” وتنظيم “جبهة النصرة”. وقد خطط الوسطاء الغربيون لاختيار المعارضين بناءً على اتفاق تم التوصل إليه في مؤتمر القوى المعارضة السورية الذي عقد في ديسمبر/ كانون الأول الماضي في الرياض. وكان من المقرر آنذاك أن يجلس 6 أعضاء في الائتلاف الوطني للقوى المعارضة والثورية السورية و6 ممثلين عن تنظيمات أخرى و13 معارضا آخر مقيما في دمشق وخارجها إلى طاولة المفاوضات.

وكانت وسائل الإعلام قد نشرت عشية لقاء زوريخ بين لافروف وكيري أسماء بعض  الأشخاص المنوي إدراجهم في وفد المعارضة، ومن ضمنهم محمد علوش العضو في تنظيم “جيش الإسلام” الذي تعتبره موسكو ودمشق تنظيما إرهابيا. وكان سيرغي لافروف قد ألمح أمس إلى أن موسكو لا تقبل قطعا فكرة إدراج ممثلين عن “جيش الإسلام” في القائمة البيضاء. وأعاد إلى الأذهان أن هذا التنظيم قصف أكثر من مرة الأحياء السكنية في دمشق والسفارة الروسية أيضا.

ولم توافق فحسب موسكو على قائمة “الرياض” بل اعتبرتها غير كاملة. وكان سيرغي لافروف قد سلم وزراء خارجية الولايات المتحدة وتركيا والسعودية في أثناء لقاء فينا الذي عقد في اكتوبر/تشرين الأول الماضي قائمة بممثلي المعارضة السورية الذين يتعاون معهم الدبلوماسيون الروس. وتضم القائمة 38 شخصا ، بمن فيهم ممثلون عن التنظيمات الكردية لم يحضروا إلى الرياض.

جانب ثالث

من جهته أعلن محمود الحمزة ممثل تنظيم “إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي” أن القائمة التي أعدت في الرياض قد استكملت، بينما اولئك الذين تريد السلطة الروسية إدراجهم فيها لا علاقة لهم بالمعارضة، كونهم يتعاونون مع نظام الأسد. وأوضح مصدر للصحيفة أن المقصود بالأمر هو قدري جميل النائب السابق للرئيس السوري والممثل حاليا لقيادة تنظيم “الجبهة الشعبية من أجل التغيير والتحرير” والذي ذكرته موسكو في قائمتها.

وأعلن الرئيس السابق للائتلاف الوطني السوري المعارض هادي البحرة إنه يجب أن يكون هناك وفدان أحدهما يمثل نظام الأسد ، وثانيهما يمثل مؤتمر الرياض، دون أن يستبعد أن تتسع قائمة المتفاوضين في المراحل القادمة.

وتعقدت الأوضاع المتصلة بعقد المؤتمر بعد الإنذار الأخير الذي تقدم به أمس في موسكو رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب الذي قال إن المشاركين في مؤتمر الرياض سيقاطعون مفاوضات جنيف في حال حضور جانب ثالث فيها. أما وزير الخارجية الروسي فإعاد إلى الأذهان أن شخصا واحدا فقط لديه صلاحيات أممية لتشكيل وفد المعارضة ، هو ستيفان دي مستورا.

سيريان تلغراف

Exit mobile version