كرة القدم

“الهدنة المؤقتة” في سورية تنعكس إيجابا على المشهد الرياضي

توقف نسبيا حمام الدم إلى وقت غير محدد في العديد من المناطق السورية بعد قرار وقف الأعمال العدائية الذي أقر دوليا قبل نحو أسبوعين وتطبقه الحكومة السورية وبعض الفصائل المسلحة.

وانعكست “الهدنة الموقتة” بشكل إيجابي على الأمور الحياتية وكذلك على المشهد الرياضي السوري عموما وكرة القدم خصوصا بعد معاناة كبيرة بدأت مع اندلاع النزاع قبل 5 سنوات والذي حول البلاد إلى جحيم حقيقي وأودى بحياة المئات من الرياضيين من لاعبين ومدربين وإداريين وقياديين بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا جراء تواجدهم في المكان والزمان غير المناسبين أو مرورهم مصادفة بقرب خطوط النار.

الهدنة-المؤقتة-في-سوريا-تنعكس-إيجابا-على-المشهد-الرياضي

ولم تسلم ملاعب العاصمة السورية دمشق من نار المسلحين وتحديدا في مدينة الفيحاء الرياضية في شمال العاصمة ومدينة تشرين في وسطها، وتعرضت للعديد من القذائف تسببت بقتل أو جرح رياضيين كثيرين.

وآخر ضحايا قذائف الهاون كان مبنى اتحاد كرة القدم في مدينة الفيحاء قبل نحو شهرين حيث دمر مكتب رئيسه صلاح رمضان وقاعة الاجتماعات بعد دقيقتين فقط من خروج العشرات منها.

ومع تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، انتعشت ملاعب العاصمة تحديدا التي تشهد حاليا مباريات إياب المجموعة الأولى من بطولة الدوري والتي تقام على طريقة التجمع بمشاركة 9 فرق 6 منها من المحافظات الأخرى وهي الجزيرة (الحسكة) والطليعة (حماة) والحرية (حلب) وحطين وجبلة (اللاذقية) والكرامة (حمص) فضلا عن الجيش والمجد والمحافظة وجميعها من مدينة دمشق.

وساهمت الهدنة في إراحة اللاعبين القادمين من المدن الأخرى الذين كانوا يخشون أن تمطر السماء “قذائف الموت”، وهو ما عبر عنه اللاعب الدولي السابق المدرب الحالي للكرامة عبد القادر الرفاعي.

وقال الرفاعي الذي يقيم فريقه في الفندق الملاصق لمبنى الاتحاد في مدينة الفيحاء، لوكالة فرانس برس “كنا نخشى الإقامة في مدينة الفيحاء التي تعتبر من الأهداف الدائمة لنار المسلحين.. ومع تنفيذ الهدنة ارتاحت نفسيتنا وانعكس ذلك على الجانب الفني فحققنا فوزين متتاليين وانفردنا بالمركز الثاني وصرنا قريبين جدا من حجز إحدى البطاقات الثلاث المؤهلة إلى الدور النهائي من البطولة.

وأجمع معظم الكوادر التدريبية للفرق المشاركة على أنها تخوض الآن مباريات البطولة دون ضغوط ودون خوف من المجهول المقيم في ريف العاصمة… في غوطة دمشق حيث يتواجد المسلحون المعارضون خصوصا “جيش الاسلام”.

 ويرى العديد من المهتمين بأمور اللعبة أن الأزمة لعبت دورا لافتا في تفريغ المدرجات من شاغليها خوفا على حياتهم، ويقول حسان المشجع المدمن على حضور المباريات “أعشق كرة القدم ولا أخاف من الهاون لكني لم أعد اصطحب أولادي معي إلى الملاعب”.

ويرى “أن نظام البطولة الحالي وخوض معظم الفرق مبارياتها بعيدا عن أرضها وجمهورها ساهم في عزوف الجمهور عن الحضور بكثافة، كما أن صعوبة التنقل بين المدن السورية منع الجماهير من مرافقة فرقها”.

ومع بدء الهدنة، علت أصوات فرق المحافظات مطالبة بتعديل نظام البطولة والسماح لها باللعب على ملاعبها في حمص وحماه والحسكة.

وانعكست الهدنة بدورها على جمهور اللعبة الذي كان قبل الأزمة يحضر بكثافة كبيرة من الجنسين ومن كافة الأعمار، وكانت متابعة المباريات على الطبيعة أشبه بنزهة ذات طقوس خاصة جدا، وخصوصا في مباريات الكبار التي تجمع الجيش والاتحاد والوحدة والكرامة وحطين وتشرين.

ويقول اللاعب الدولي السابق مصعب محمد المدرب الحالي لفريق الجزيرة “نحن مظلومون جدا… نعاني من مشكلة التكلفة المادية الكبيرة والتنقل والسفر الطويل إلى دمشق أو اللاذقية ونتمنى أن يسمح لنا باللعب على أرضنا خصوصا أن الوضع جيد في الحسكة”.

ويتفق مدرب الطليعة الحموي فراس قاشوش معه على هذا الأمر “ملاعب مدينة حماة جاهزة وآمنة وهي في موقع جغرافي جيد لكافة فرق المحافظات الأخرى ونأمل بأن يسمح لنا بخوض مبارياتنا على أرضنا”.

بدوره، ذهب عبد القادر الرفاعي في نفس الاتجاه مطالبا بإقامة الدور النهائي في حمص أو على الأقل على ملاعب أخرى في مدينة حماه على سبيل المثال.

ويرى رئيس الاتحاد الرياضي العام “أعلى سلطة رياضية) اللواء موفق جمعة أن الهدنة انعكست إيجابيا على الحياة كلها في سوريا ومنها الجانب الرياضي الذي انتعش بشكل ملحوظ وسيؤدي بالضرورة إلى تحسن المستوى الفني نتيجة الشعور بالأمان والراحة النفسية.

ويأمل الرياضيون السوريون بأن تستمر الهدنة وإلا تكون مجرد بركان خامد مؤقتا سرعان ما يثور في أي لحظة ليعيد مشاهد الموت والدمار.

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock