الصحف العالمية

روسيسكايا غازيتا : الولايات المتحدة حاربت دائما في عهد أوباما

نشرت صحيفة “روسيسكايا غازيتا” مقالا أشارت فيه إلى أن أوباما وصل إلى السلطة بفضل وعوده السلمية؛ ولكنه دخل التاريخ باعتباره صاحب الرقم القياسي في الحروب.

 جاء في مقال الصحيفة:

وصل الرئيس أوباما إلى السلطة بفضل وعوده بتخليص الولايات المتحدة من سلسلة مغامرات سلفه الحربية المستمرة؛ ولكنه دخل التاريخ كصاحب الرقم القياسي من بين زعماء الولايات المتحدة بعدد النزاعات الحربية، التي خاضتها الولايات المتحدة في عهده.

باراك-أوباما

ويقول المعلق في صحيفة “نيويورك تايمز” مارك ليندلير: “إذا استمرت الإدارة في عملياتها العسكرية في أفغانستان والعراق وسوريا خلال الأشهر الثمانية المقبلة المتبقية من ولاية أوباما الثانية…، فإن أوباما سيدخل التاريخ كأول رئيس للولايات المتحدة كانت البلاد في عهده في حالة حرب مستمرة”. وهذا أمر لا شك فيه إذا أخذنا بالاعتبار قرارات البيت الأبيض بشأن بقاء القوات الأمريكية في أفغانستان عام 2017، وزيادة عديد القوات الخاصة والمستشارين في العراق وسوريا.

لكن أوباما، بالكاد، كان يسعى لهذه النتيجة، وهو الذي مُنح عام 2009 جائزة نوبل للسلام، التي قدمت له، باعتراف غالبية المعلقين، كسلفة. ففي سنوات حكمه لم يكتف عسكريو الولايات المتحدة بالمشاركة في النزاعات التي خلفها جورج بوش-الابن، بل خاضوا عمليات حربية جديدة؛ بحيث ارتفع عدد البلدان التي شهدت تدخلا أمريكيا إلى سبعة بلدان، هي: أفغانستان، العراق، اليمن، ليبيا، باكستان، سوريا والصومال.

أما في يوم 6 مايو/أيار الجاري، فقد تجاوز أوباما ليس فقط سلفه بعدد أيام العمليات الحربية، بل وجميع رؤساء الولايات المتحدة، بمن فيهم فرانكلين روزفلت، الذي كان رئيسا للبلاد إبان الحرب العالمية الثانية. وكذلك أبراهام لينكولن، الذي ترأسها خلال الحرب الأهلية.

ويشتهر أوباما بشكوكه بشأن استخدام القوات الأمريكية في الخارج، ولذلك يتعرض دائما لانتقادات من جانب مؤسسات السياسة الخارجية في واشنطن، التي تصفه بأنه شديد الحذر. فقد كانت التدخلات الأمريكية في عهده محددة ومختصرة. كما أنه لم يخض حروبا واسعة. إضافة إلى تقليصه حجم العمليات الحربية في أفغانستان والعراق؛ ولكنه في المقابل، ينخرط في نزاعات تُستخدم فيها قاذفات القنابل والطائرات من دون طيار والقوات الخاصة؛ بحيث أصبحت هذه معيارا جديدا للولايات المتحدة، وأعيد تعريف شكل حروب الولايات المتحدة في القرن الحادي والعشرين.

لقد تمكن أوباما من تحديد حجم النزاعات، ولكنه لم يتمكن من الخروج من مستنقعها بصورة نهائية. ففي عام 2011، أعلن أوباما عن سحب القوات الأمريكية من العراق؛ ولكنه بعد مضي ثلاث سنوات أعاد 400 منهم إلى العراق ثانية، ردا على انتشار “داعش” وتوسعه، ليبلغ عددهم الآن 4 آلاف عسكري.

كما أن الوعود المتكررة عن سحب القوات من أفغانستان لم تنفذ. في حين أن “طالبان” أصبحت تسيطر على مناطق أكثر في أفغانستان مقارنة بعام 2001. وتحت الضغوط المستمرة من جانب المستشارين العسكريين الذين يصرون على أن الأفغان ليسوا جاهزين لردع المتطرفين، وافق أوباما على إبقاء نحو 5 آلاف عسكري أمريكي هناك.

ويضيف ليندلير أن النزاعات الخارجية، من وجهة نظر أوباما، ليست أخطارا كبيرة تتطلب تعبئة الموارد الوطنية، بل هي نزاعات مزمنة ومحدودة لا تهدد أمن الولايات المتحدة، ولا تمس دائما مصالحها. وهذا الموقف الفلسفي الجبري حسب نقاد أوباما هو سبب خروج “قوى الشر” عن السيطرة نتيجة السياسة الخارجية الضعيفة للإدارة الحالية.

وأحيانا استطاع أوباما الوقوف بوجه مؤسسات السياسة الخارجية. فمثلا في عام 2013، رفض بصورة مفاجئة قصف مواقع القوات السورية بالصواريخ. وفي بداية عام 2015 رفض توريد أسلحة ومعدات حربية هجومية إلى أوكرانيا.

ولكنه مقابل هذا، وافق على قصف ليبيا. غير أن مجلة “ذي أطلانتيك” نقلت عنه اعترافه بصورة غير مباشرة بأن هذا كان خطأً كبيرا.

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock