الصحف العالمية

كوميرسانت : خطة تحرير الرقة جاهزة ؟

اجتمع وزراء الدفاع الروسي والسوري والإيراني في طهران يوم أمس في إطار تنسيق عمل عسكري مشترك تؤازر فيه موسكو وطهران دمشق في الزحف على الرقة معقل “داعش” الأخير في سوريا.

وفي تعليق بهذا الصدد، كتبت صحيفة “كوميرسانت” الروسية أن الوزراء الروسي سيرغي شويغو، والسوري فهد جاسم الفريج والإيراني حسين دهقاني، قد ركزوا خلال المباحثات على الأهداف التي يتوجب ضربها في إطار اجتثاث “الخلافة” المزعومة في الرقة.

وزراء-الدفاع-الروسي-والسوري-والإيراني

ونقلت الصحيفة عن الوزير الإيراني قوله في مستهل استقبال نظيريه الروسي والسوري، إن بلاده كانت متمسكة على الدوام بضرورة أن يسوّي السوريون أزمتهم بالسبل السلمية.

وأضاف: “إيران أعربت عن تأييدها للهدنة في سوريا، شريطة ألا يتاح خلالها للزمر الإرهابية تعزيز مواقعها” وحشد قواها.

وناشد الوزير الإيراني في هذه المناسبة، فصائل المعارضة السورية المسلحة “تلبية نداءات الشعب السوري والجلوس إلى طاولة المفاوضات مع السلطات الشرعية” في البلاد، معتبرا أنه “لا يمكن بمعزل عن الجهود المشتركة إحلال السلام والاستقرار في البلاد والقضاء على الإرهاب”.

ولفتت “كوميرسانت” النظر إلى أن اجتماع الوزراء الثلاثة الذي عقد مساء أمس، قد استمر في جلسة مغلقة طيلة ساعتين، مشيرة إلى أن وسائل الإعلام الإيرانية، قد أجملت بدورها النقاط الرئيسة التي كانت مطروحة على طاولة البحث.

الوزراء الثلاثة، ركزوا حسب وسائل الإعلام الإيرانية بالدرجة الأولى على كيفية مواجهة انتهاك بعض التشكيلات الهدنة المعلنة، وحددوا الأهداف والمواقع التي سيضربها الطيران الروسي بما يتسق مع العملية البرية التي سيشنها الجيش السوري لتحرير الرقة.

وفي سياق تعليقها، أكدت الصحيفة نقلا عن مصدر عسكري روسي مطلع، صحة ما تحدثت عنه وسائل الإعلام الإيرانية، لدى تغطيتها اجتماع شويغو، والفريج، ودهقان، حيث قال: “لقد اتسم الحوار بين الوزراء الثلاثة بقدر عال من الصراحة والجدوى، وخلصنا إلى قناعة مفادها أن مواقفنا متطابق تجاه الكثير من القضايا المتعلقة بتسوية الأزمة السورية”.

وكشفت “كوميرسانت” وفقا لمصادرها، عن أن الوزراء الثلاثة بحثوا خطة الهجوم على الرقة، معيدة إلى الأذهان تقدم الجيش السوري نحو الرقة من المحور الجنوبي الغربي في عمليته التي أطلقها مطلع الشهر الجاري، وبلغ مدينة الطبقة.

وذكّرت بأن “تحالف قوات سوريا الديمقراطية” الكردي العربي المدعوم من الولايات المتحدة، يواصل زحفه من الشمال قادما من منبج الواقعة على الطريق الواصلة بين الحدود السورية التركية والرقة “عاصمة” “داعش”، الأمر الذي يعني أن الاستيلاء على المدينة سيقطع واحدا بين أهم خطوط إمداد الإسلاميين من تركيا.

أما دور موسكو في الخطة، فيقتصر على تكثيف غاراتها الجوية على مواقع المسلحين بما يتيح للجيش السوري الاحتفاظ بالمواقع التي يشغلها في محافظة الرقة ومواصلة زحفه قدما على “عاصمة” “داعش”.

وأعادت “كوميرسانت” إلى الأذهان، أن اجتماع وزراء الدفاع الثلاثة جاء في أعقاب نشاط حاد أبداه الإسلاميون الذين كثفوا من هجماتهم واعتداءاتهم، حيث ما انفك تنظيم “جبهة النصرة” طيلة أسبوع كامل يزحف على مواقع الجيش السوري في محافظات اللاذقية، وإدلب وحماة ودمشق، فضلا عن احتدام الوضع بشكل كبير في محافظة حلب.

وعلمت صحيفتنا من مصدر في مركز “حميم” الروسي للمصالحة في سوريا، بأن أهداف قذائف الهاون التي يطلقها الإرهابيون لا تنحصر في مواقع الجيش السوري، بل تطال المباني السكنية كذلك.

وذكّرت الصحيفة بأن الاستطلاع الروسي، قد كشف عن حشد الإرهابيين تعزيزات إضافية في تل نصيبين شمال غرب حلب، وأنهم استقدموا قافلة من المدرعات جاؤوا بها من بلدة حريتان في ريف حلب.

وأشارت إلى تكثيف المسلحين وتيرة قصفهم الذي صاروا يستمرون به لساعات متواصلة، فيما تتمنّع الولايات المتحدة، عن تنفيذ تعهداتها بفرز مسلحي تنظيم “جبهة النصرة” غير المشمول بالهدنة المعلنة، عن قوى المعارضة السورية المسلحة المدعومة من واشنطن، فيما أعلنت روسيا مؤخرا نيتها تكثيف غاراتها على مواقع المسلحين وقصف من تلمس فيه خطرا على الهدنة بغض النظر عن إيفاء الشركاء الأمريكيين بوعودهم أم لا.

وفي ختام تعليقها، خلصت “كوميرسانت” إلى أن الخلافات لا تقتصر على تلك البارزة بين موسكو ودمشق، بل تختلف موسكو مع كل دمشق وطهران حول بعض القضايا، وساقت ما صرح به أليكسي مالاشينكو الخبير في مركز “كارنيغي” في موسكو الذي استبعد لعب طهران دورا كاملا في العملية العسكرية الروسية السورية المشتركة، ورجح توخيها قدرا كبيرا من الحذر في خطواتها، بما لا يضر بعلاقاتها مع الغرب، ولا سيما في أعقاب رفع العقوبات الاقتصادية عنها مؤخرا.

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock