Site icon سيريان تلغراف

كوميرسانت : “داعش” أعد انتحاريين نخبويين

تناولت صحيفة “كوميرسانت” محاربة القوات العراقية لـ”داعش”، مؤكدة أن إحراز النجاح في ذلك يرتبط بدرجة كبيرة بالقدرة على مواجهة التكتيك الجديد للتنظيم.

جاء في مقال الصحيفة:

أعلنت القوات العراقية، يوم أمس (03/(7/2016)، عن تحرير ثلاث قرى في محافظة نينوى، التي تقع جنوب – شرق مدينة الموصل، وتعدُّ المعقل الرئيس لـ “داعش” في العراق.

ويرى الخبراء في هذا بداية للهجوم على المدينة وتحريرها. غير أن نجاح العملية مرهون بمدى تمكن القوات العراقية الخاصة، التي تعدُّ القوة الضاربة في الجيش العراقي، من كشف ومواجهة الانتحاريين “الانغماسيين”، الذين يفجرون أنفسهم وسط الجنود العراقيين، والذين لم تتمكن هذه القوات من إبطال تكتيكهم هذا في العراق أو في سوريا.

هذا التكتيك لم يفشل حتى الآن، وقد بدأ تنظيم “داعش” يركز على استخدامه منذ بدء انضمام الأجانب إلى صفوفه، وخاصة القادمين من بلدان الخليج العربي ورابطة الدول المستقلة. وقد استخدم التنظيم هذا التكتيك خلال عملية تحرير الفلوجة، وأدى إلى وقوع خسائر بشرية كبيرة في صفوف القوات المسلحة العراقية. وأصبح من المؤكد الآن أن التنظيم يُعدُّ مجموعات من هؤلاء الانتحاريين النخبويين وفق منظومة خاصة، ولا سيما أنهم كانوا هم السبب في إطالة معارك تحرير الفلوجة أكثر مما كان مقررا.

كما أن “داعش” استخدم هذا التكتيك في مطلع يناير/كانون الثاني الماضي في معارك تحرير تكريت؛ حيث فجر انتحاريون أمام بوابة معسكر “سبايكر” سيارتين وثلاثة أحزمة ناسفة، ما تسبب في مقتل 12 من أفراد قوات الأمن العراقية.

وهذه المشكلة بالذات بدأت تلاحَظ في سوريا؛ حيث هاجم الإرهابيون، في النصف الثاني من شهر يونيو/حزيران الماضي، القوات السورية في غرب مدينة الرقة باستخدام الدبابات والمدفعية والسيارات المدرعة المفخخة والانتحاريين “الانغماسيين”، الذين يتمكنون عمليا من اختراق الخطوط الدفاعية للخصم، ثم يفجرون أنفسهم وراءها. إذ انطلقت الجرافات والشاحنات والجرارات المفخخة نحو مواقع القوات السورية بأقصى سرعتها، وانفجرت بحيث تطايرت قطعها إلى مئات الأمتار، ما اضطر القوات السورية والميليشيات إلى الانسحاب من مواقعها إلى خارج حدود محافظة الرقة.

“الانغماسيون” – هم فصيل يتشكل ليس فقط من المتشددين والمفرطين في تعصبهم، بل من المدرَّبين تدريبا عاليا. وهم يفجرون أنفسهم عند اقترابهم من العدو، بهدف إيقاع أكبر عدد من الضحايا البشرية.

كما أنهم يستخدمون في بعض الحالات السيارات المفخخة، التي يمكن تفجيرها عن بعد. والمهمات الرئيسة لهؤلاء تتمثل في الاستيلاء على مواقع العدو المهمة، وأسر قادته وتدمير آلياته العسكرية، ويخطَّط لهذه العمليات مسبقا.

ويتسلح “الانغماسيون” عادة ببنادق آلية ورمانات يدوية وأحزمة ناسفة. وإذا نفذ “الانغماسي” المهمة المكلف بها بنجاح، فإنه يعود إلى قاعدته.

يقول أليكسي مالاشينكو، رئيس برنامج “الدين، المجتمع، الأمن” في مركز “كارنيغي” بموسكو: “نحن نواجه تطورا في “الجهادية”؛ حيث أصبحت أكثر براغماتية. لذلك يجب التعامل مع أفرادها ليس كمتشددين بل كإرهابيين محترفين. لأنهم ليسوا مستعدين للموت والتضحية بأنفسهم فحسب، بل يرون في أنفسهم مقاتلين يجب عليهم البقاء على قيد الحياة. ونفسياتهم تشبه إلى حد ما نفسية الانتحاريين. وإذا كان بعضٌ ما يعدُّهم في السابق قطاع طرق أو انتحاريين مجانين، فقد تبين في الفترة الأخيرة أنهم أصحاب إيديولوجيا ولديهم إعداد مهني عالي. وهؤلاء سينتشرون في العالم، وأنا متخوف من ظهورهم عندنا عاجلا أم آجلا”.

وأضاف مالاشينكو: “ليس هناك ما يقف بوجه هؤلاء، ولا يمكن معرفة متى يتم كشفهم، ولا يمكن إيقافهم بالدبابات ولا يمكن تدمير مواقع تجمعاتهم، التي لا وجود لها عمليا”.

سيريان تلغراف

Exit mobile version