Site icon سيريان تلغراف

ناشطون أكراد : الانقلاب خيّر الأتراك بين “طاعون” و”كوليرا”

أكد ممثلو الأوساط الكردية أن الأكراد لا يدعمون طرفا ضد الآخر في أحداث تركيا الأخيرة، معتبرين أن محاولة الانقلاب ليست بمخرج لحل المشاكل في البلاد.

وأشار محمد تانري ويردي، نائب رئيس رابطة أكراد ألمانيا، إلى أن محاولة الانقلاب في تركيا أثارت استغراب الجالية الكردية في ألمانيا لأنها جاءت مفاجئة، قائلا إن “نتائج المحاولة لم تسعدنا ولم تحزنا. في الحقيقية، كانت الحالة بمثابة اختيار بين الطاعون والكوليرا بالنسبة إلى الناس في تركيا”.

واعتبر تانري ويردي إن حكم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يثير استياء المواطنين الأتراك، مؤكدا أن تغيير العسكريين للدستور والنظام الديمقراطي بالقوة لا يمثل مخرجا من الحالة. وقال: “لا يجوز تغيير الدستور بطريقة غير ديمقراطية، إن ذلك ضد إرادة الشعب”، مضيفا: “إننا ضد التمرد، لأنه ليس بمخرج، غير أن ما حدث يظهر حالة المؤسسات الديمقراطية في تركيا، حيث تنعدم الممارسة الديمقراطية، ما أدى إلى أن البلاد تواجه من حين إلى آخر انقلابات عسكرية”.

من جهة أخرى، أشار ممثل الجالية الكردية الألمانية إلى أن ما حدث يؤكد ضرورة  الاختيار بين “المضي قدما في مسار الأسلمة وتطوير الديمقراطية بمفهومها الأوروبي في البلاد”.

من جهته، أصدر حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، السبت، بيانا أعلن فيه أنه لا يدعم لا السلطات التركية الحالية ولا الانقلابيين، مضيفا أن محاولة الانقلاب بالذات تشير إلى أن تركيا ليست بلدا ديمقراطيا.

وجاء في البيان: “عندما يجري الصراع على السلطة عن طريق انقلابات، يعني ذلك أن البلد غير ديمقراطي. في مثل هذا البلد، قوة استبدادية تطيح بنظام استبدادي آخر بواسطة انقلاب”.

بدوره، افترض عبد السلام علي، عضو حزب الاتحاد الديمقراطي السوري المقيم في موسكو، في حديث لوكالة “نوفوستي” أن طبيعة الأحداث في تركيا قد تدل على أنها كانت محكمة من قبل السلطات وعرضا صوريا من شأنه تعزيز سلطة أردوغان الشخصية”.

وقال: “ربما، كان ذلك نوع من خطة معينة أو مسرحية.. إنهم أوقفوا التطورات خلال ست ساعات فقط”.

كما اعتبر عبد السلام علي أن هدف عرض كهذا هو تعزيز سلطة أردوغان الذي، كما نعرف، يصر منذ فترة على انتقال تركيا من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي من جهة، ومن جهة ثانية، يمكن استغلال محاولة الانقلاب لتوجيه انتباه الرأي العام التركي بعيدا عن المشاكل الداخلية والخارجية العديدة، من بينها أسلمة المجتمع والسياسة الداخلية في البلاد ومحاولة تغيير الدستور والتدخل في النزاع السوري ودعم تنظيم “داعش” وأخرى.

وخلص علي إلى أنه ينبغي على أردوغان، وبغض النظر عن إفشال محاولة الانقلاب، مراجعة سياسته المستقبلية لأن الوضع لا يمكن أن يستمر دون تغيير، مضيفا: “المجتمع التركي منقسم على نفسه وهذه الأحداث ليست نهاية”.

سيريان تلغراف

Exit mobile version