Site icon سيريان تلغراف

وزير الدفاع أنقذ أمريكا من “تهور” رئيسها

أبرزت الصحف الأمريكية، خلال اليومين الماضيين، تفاصيل مشادات وقعت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووزير دفاعه جيمس ماتيس. وتكشف الصحف الأمريكية أن ترامب أراد أن تستمر الضربة الأمريكية البريطانية الفرنسية لفترة أطول، وهو ما عارضه ماتيس.

وحسب ما تم نشره، عارض وزير الدفاع الأمريكي فكرة ترامب، بشأن استمرار الضربة العسكرية في سوريا ليومين، وأن تمتد لتشمل الرعايا الروس والإيرانيين هناك، مستخدما عبارة “لا بد أن يدفعوا الثمن”، مصارحا رئيسه “ترامب” بأنه سيعرض الولايات المتحدة لخطر الحرب، لأن روسيا لن تصمت على مقتل فرد واحد من رعاياها في سوريا.

ويعلق أستاذ العلاقات الدولية والمحلل السياسي عبدالفتاح أبو حجاب، على ما نشرته الصحف الأمريكية، قائلا إن وزير الدفاع جيمس ماتيس لم يتصرف بالحس العسكري فقط، وإنما اضطر أيضا إلى التعامل بشكل سياسي مع الأمر، لأنه وجد أنه في مواجهة رئيس لا يفقه أي شيء في أمور السياسة، ومستعد لرمي بلاده في آتون ملتهب، لمجرد إرضاء نزواته.

وأضاف أبو حجاب، اليوم الاثنين 16 إبريل/ نيسان 2018، أن “ترامب يريد أن يقدسه الجميع باعتباره رئيس أقوى دولة في العالم، وبالتالي فهو سيكون أقوى رجل في العالم، وفي سبيل الحصول على هذا اللقب، لا مانع من أن يزج ببلاده في حرب ضد روسيا، يدرك الجميع أنها ستكون حربا عالمية، المهم أن يرضي أمراضه النفسية”.

ولفت المحلل السياسي المصري، إلى أن الجميع يعرفون أن جيمس ماتيس اضطر إلى إلغاء أوامر الرئيس ترامب بشن هجمات عسكرية على سوريا مساء يوم الخميس الماضي، وكان أكثر العسكريين الأمريكيين تحفظا على تولي ترامب ملف كهذا، رغم كونه الرئيس، خاصة بعدما أعلن الأخير عن نيته ضرب سوريا في الساعة التاسعة صباحا، معلنا موعد ضربة يفترض أن تكون مفاجئة، ما اضطره لتغيير الموعد.

أما السياسي السوري الدكتور سعد القصير، فإنه يرى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتعامل في الملفات الدولية كما لو كان يتحكم في لعبة أطفال يملكها، ولا يريد للأطفال الآخرين أن يلعبوا بها، ويتصرف بطرق صبيانية، متخيلا أن نفوذه كرجل أعمال يرأس دولة عظمى، سيحميه من القصف الروسي إذا أسقط ضحايا روس.

ويوضح القصير، في تصريحات خاصة لـ”سبوتنيك”، أن جيمس ماتيس تمكن من حماية الولايات المتحدة من تهور دونالد ترامب، الذي كان من الممكن أن يقود بلاده إلى حرب عالمية، سيدفع الأمريكيون فاتورتها كاملة، خاصة أن دول الخليج التي تدعم أمريكا الأن لن تجرؤ على مساندتها في هذه الحرب، خوفا على مصالحها واقتصاداتها ونفوذها.

وأكد الأمين العام المساعد لاتحاد القوى السورية، أن معارك ترامب مع المسؤولين في إدارته، التي تؤدي به كل عدة أشهر إلى الإطاحة بعدد من القيادات في الإدارة الأمريكية، وبعضهم من المقربين إليه، سوف تقوده في النهاية إلى مصير أسود، لن يكون في صالحه، ولن ينتهي بالتقاعد أو الاستقالة كما يتصور البعض، فقد يقوده الأمر إلى المحاكمة والعزل.

وعن الضربة التي وجهها ترامب إلى سوريا، قال القصير إن السوريين اعتبروا أنفسهم منتصرين في هذه الهجمة، فمن بين 103 صواريخ تمكنت الدفاعات الجوية السورية من إسقاط 71 صاروخا، وهو رقم كبير جدا، جعل الأمريكيون يدركون أنهم يواجهون قوة لا يجب الاستهانة بها، كما أنها وضعت ترامب في موقف حرج، لأنه اعتمد على معلومات غير صحيحة أبرزت له ضعف الجيش السوري.

وأشار السياسي السوري إلى أن هناك شكوك قوية في القوى العقلية للرئيس الأمريكي، وهذه ليست اتهامات من جانبنا للرجل، وإنما هي تقارير منشورة في عدد من وسائل الإعلام الأمريكية، التي تطالب بتوقيع الكشف الطبي عليه، لبيان مدى سلامة عقله وملائمته لمنصبه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، لذلك هناك حاجة إلى أن يكون بجواره أشخاص عاقلون يكبحون جماح قراراته المتهورة، حسب قوله.

وكان مسؤولون بالبيت الأبيض، قالوا إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، طلب أن يشمل الهجوم على سوريا القوات الروسية والإيرانية. وأكد المسؤولون أن ترامب لم يكن راضيا عن الخيارات العسكرية التي قدمها له العسكريون بشأن الضربة ضد سوريا، حسب صحيفة وول ستريت جورنال.

وقال مسؤول بالبيت الأبيض إن ترامب — خلال اجتماعه بوزير الدفاع الأمريكي — ضغط لأجل هجوم شرس “لا يعاقب النظام السوري فسحب، بل رعاته الروس والإيرانيين”.

وأراد الرئيس الأمريكي أن تدفع “روسيا ثمن دعمها للنظام السوري”، وطالب وزير دفاعه بتوسيع “حدود الهجوم”، لكن ماتيس رفض لأن الإدارة الأمريكية تفتقر إلى “أية استراتيجية في سوريا، كما أن الضربات العسكرية قد تؤدى إلى صدام مع روسيا وإيران”، حسب المصادر.

سيريان تلغراف

Exit mobile version