مقالات وآراء

رسالة من مواطن سوري أعزل إلى معارض خارجي …. رسالة تستحق أن تكون دليلا للثورة في سورية

قبل فترة أشهر وصلت الى ايميل الموقع رسالة من صديق مغترب يقيم في شمال اميركا ، الرجل مهندس متقاعد ويعيش في بلاد الاغتراب منذ عشرين عاما ونيف، وهو متجنس بجنسية ذلك البلد وحين كتب نزار قباني قصيدة انا الدمشقي فلا بد وأن صاحب الرسالة هذه طاله منها الكثير لأنه دمشقي حتى نخاع العظم، أهمية رسالته انها تمثل دليلا للمعارضين حتى لا يقعوا في فخ العنف والعمالة للخارج . ما حذر منه الرجل صديقا معارضا له حصل ونشر الرسالة الآن رغم مضي زمن على توزيعها بالإيميل هي لتكريم القول الحق في زمن عز فيه قول الحق.

الأخ الفاضل د. حسن ر المحترم أعزك الله آمين لقد قرأت ملاحظاتك بروية وأبين التالي :
1 – إني متفرغ لسماع أخبار سوريا من الصديق ومن العدو وبعدها أُراجع ماسمعت … إني لا أتهم أحداً بدون دليل , لقد شاهدتُ وسمعت من العديد من أعضاء المعارضة في الخارج ما يلي :
آ – مناشدة الشعب السوري لتهريب الأموال خارج سوريا والعمل لضرب إقتصاد سوريا ومناشدة العالم لفرض حظر إقتصادي … ( السيد العبدالله وغيره )…
ب – مناشدة الدول الغربية والعربية  للتدخل العسكري  لحماية المتظاهرين   …. والمناشدة لحظر جوي ….
ج – عدد من المعارضين في الخارج عبر محطات العربية والجزيرة وال ب ب سي يدعون إلى حمل السلاح لمقاومة النظام …..
د – بعض المتظاهرين في الداخل ( في درعا – بانياس – حمص – منطقة جسر الشغور – حماة …) حملوا السلاح وقتلوا ضباط علويين ومسيحيين بقصد إثارة الفتنة الطائفية …. وقام بعضهم بالتمثيل بالجثث  … وذلك لإثارة النظام ودفعه للإنتقام   … إضافةً إلى قيام المتظاهرين بالتعدي على أملاك الدولة التي هي أملاك الشعب وأنت وأنا واحد من الشعب ….
ح – المتظاهرون في دوما يُجبرون السكان وأصحاب المحلات على إغلاق محالهم والإشتراك في المظاهرات …وإلاَّ … ولا يسمحون للأولادهم بالذهاب إلى المدارس …!!!!
إنَّ أهلي في دوما وأقاربي لم يناموا في دوما منذ أكثر من ثلاثة أشهر وقد قاموا بنقل أولادهم من مدارس دوما إلى مناطق مختلفة عِلماً أنَّ بيوتهم مغلقة وأعمالهم معطلة ….
ط – هل تعلم أنَّ المعارض نواف البشير قُبِضَ عليه في منزلي بدمشق وعندما أفرِج عنه جاء إلى بيتي مباشرةً  …. فقالت المعارضة أنه قُتلَ في المخابرات ( فهذا الكذب يؤذي المعارضة ويدفع الناس بعدم تصديقهم … )
2 – أما عن تسليم الجولان بدون حرب … فقد كنت واحد من هؤلاء الذين عملوا في هذه الحوادث , إن الجيش المصري والأردني إنسحبوا بدون حرب … فخسرنا الجولان وسيناء والقدس وملحقاتها ومزارع شبعا … فهذا تجني على عبدالناصر والأسد وكل من حارب في هذه الفترة …
هذا من ناحية  ..ثم ما علاقة بشار الأسد بحرب 1967  ( قال تعالى : لا تذر وازرتٌ وِزر أخرى ..)…. لنكن معارضة منطقية صادقة لنجذب الآخرين لتصديقنا لأن شعبنا أصبح مثقفاً …
3 – تعود يا أخي وتذكرني بأحداث 1980 وما دخل بشار الأسد بهذه الحوادث فقد كان طفلاً ربما لم يكن قد وُلِد …..
4 – إنك تُنادي بوجود مراقبين دوليين وبنفس الوقت تُطالب بحماية المتظاهرين … السؤال كيف يستطيع المراقبين حماية المتظاهرين دون وجود قوة مسلحة ؟؟
5 – إننا نريد الإصلاح وهذا لايكون بالقتل والتخريب بل بمطالبة النظام ضمان تطبيق القوانين والقضاء على المحسوبيات لأنها من أكبر أنواع الظلم وملاحقة المرتشين واللصوص والعمل على تعديل بعض فقرات الدستور والقوانين…. هذه هي مشكلتنا هي عدم تطبيق القوانين في مختلف وزارات الدولة … أظن أنك لم تكن في يومٍ من الأيام موظفاً وصاحب  مسؤلية !!!
6 – أيها الأخ الفاضل ..لقد إجتمع أصحاب المصالح ضد النظام في سوريا … فمنهم غايته الإنتقام لما حدث في العهد السابق … ومنهم أصحاب المصالح والأهداف السياسية ( الإخوان المسلمون والسلفية وحزب التحرير الإسلامي …) ومنهم أصحاب النعرات الطائفية .. ومنهم المخلصون الشرفاء وعدد منهم أصدقائي وأحبابي وأقاربي …. ومنهم من تعامل مع أعداء العرب والإسلام وخاصة قسم من هؤلاء من المعارضة في الخارج , حيث تحدثت مع بعضهم فكان الجواب : إننا مستعدون للتعامل مع الشيطان في سبيل قلب النظام في سوريا …وقال أحد المعارضين في الخارج على الفضائيات مباشرة ً: ليقتل نصف الشعب السوري في سبيل قلب النظام …..
إن من أخطاء المعارضة أنها يجب أن تستنكر وتشجب  كل عمل يقوم به المتظاهرون أو النظام مخالف للأخلاق والأعراف والنظام , ويجب أن لا يُسمج لأي معارض بالحديث الإعلامي إلا بكلام صادق وموزون حتى تكسب المعارضة المثقفين أولاً…
الأخ الفاضل إنني لم أذكر إلاَّ القليل لك لأنَّ من أكبر أخطاء المعارضة في الخارج تعامل بعضها مع أمريكا ومع من يدور في فلك أمريكا من العرب ….
إنَّ هؤلاء الذين يُقتلون من الشعب ومن الأمن هم أولادنا وشبابنا ويجب أن يستفيد أهلهم والوطن من طاقاتهم لا أن نخسرهم نتيجة التحريض بل يجب أن يكون هناك أناس على مستوى المسؤلية لتوجيه المتظاهرين …. بارك الله فيك وبكل من أحب سوريا وكان غيوراً  عليها .. اللهم إزرع مخافة الله في قلوبنا وفي وجداننا واجعلنا من الذين يستمعون القول ويعملون
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock