مقالات وآراء

هل يوجد صهيوني في مجلس الاخوان الوطني مهد للقاء باراك – غليون؟

بقلم عيسى عوام

لم يهتم السوريون كثيراً بأسماء أعضاء مؤتمر اسطنبول في طبعتيه الاولى او الثانية ربما لقناعتهم أن هذا المجلس مختصر ببعض الشخصيات الإخوانية وتلك التابعة لفرنسا أو أمريكا، أو لموقف يجملهم فيه بفعل خيانة لا تستحق التفصيل. و الملاحظ أن مشاحنات المعارضين السوريين حول تمثيل بعض الأسماء و إقصاء البعض الآخر عن المجلس تناولت سراً اسم غابرييل موشيه ،حيث ساد الاعتقاد أن هذا الشخص صهيوني فرنسي من أصل سوري .

و في الحقيقة فإن الاسم الذي يبدو للوهلة الاولى ليهودي سوري ما هو إلا لفظ من ألفاظ اسم السيد كبرئيل موشي كورية العضو القيادي فيما يسمى المنظمة الآثورية الديمقراطية ، وهي منظمة من مهامها خلق مشكلة قومية جديدة للسوريين تضاف إلى المشكلة القومية الكردية ، حيث حظيت منظمة كورية الأثورية بدلال لا مثيل له في مجلس اسطنبول ترجم اقراراً في اعتراف بحقها القومي دستوريا وحل مشكلتها العويصة ( 4200 عائلة أشورية في سورية فقط معظمهم قدموا من العراق وتركيا).

ولكن هل الاشتباه في وجود صهيوني في تشكيلة جماعة اسطنبول هو أمر غير وارد ؟ وهل يستبعد أن يكون هنالك عضو صهيوني في التشكيلة التي أعلن عن نصفها فقط وبقي النصف الآخر في سرداب ما تابع للمخابرات التركية أو الفرنسية ؟

مصدر مقرب من أحد قيادات مجلس اسطنبول أكد أن العضو أسر ّ له عن نقاشات حامية جرت بين ليبراليين و متأسلمين في المجلس حول ضرورة ضم شخصية صهيونية سورية . الفكرة لاقت رواجاً في الاوساط الليبرالية للمجلس واستذكروا على الفور النواب اليهود في البرلمانات السورية المتعاقبة .

والتساؤل يدور هل هنالك عضو تم إخفاؤه في النصف الذي لم يعلن عنه ؟ حيث أعلن عن 71إسماً فقط من أصل 140، ستكون هذه الفعلة سابقة خطيرة في العمل السياسي السوري، فاليهود منذ نصف قرن على الأقل هجروا العمل السياسي الوطني مع قيام دولة “إسرائيل” وعدوانها على العرب، واحتلال المزيد من أرضهم، وانتهى بهم الأمر إلى تأييد الكيان الاسرائيلي ودعمها.

ولئن كان هنالك صهيوني في صفوف جماعة إعلان اسطنبول هل يمكن القول على طريقة سيدنا مفتي الناتو يوسف القرضاوي ومالوووو ؟

لا اعتقد أن الامر طبيعي ويمكن تمريره ، و بيت القصيد في طرحي لصهيونية عضو ما في مجلس اسطنبول،هو أمر وطني شديد الحساسية ، لا يعنيني فيها لا كوشيره، ولا ختان قلفته، ولا تنبلته يوم السبت لارضاء الرب يهوه ، وسأكون سعيداً به و بها ( التنبلة يوم السبت )عندما يرفض قيام دولة إسرائيل بما هي دولة عنصرية لليهود فقط !

بل جل ما يعنيني في كل ما سبق هو معرفة إلى أي حد وصل مجلس اسطنبول وزعيمه برهان غليون في التماهي مع عدونا التاريخي والوجودي ( إسرائيل ) .

و لئن كان الراحل خالد بكداش ،الزعيم التاريخي للحزب الشيوعي السوري قام على مراحل، بإبعاد اليهود عن قيادة الحزب الشيوعي السوري، لشكوكه الدائمة بضعف وطنيتهم، الأمر الذي عبر عنه صراحة في لقاء صحفي، فلماذا يسعى مجلس الإخوان المسلمين بزعامة برهان غليون إلى ضم صهيوني إلى صفوفه ؟

مصدرنا القريب من العضو الاسطنبولي طويل اللسان ،ذهب إلى القول إن الدور الذي يضطلع به أي صهيوني في قيادة وتسيير مجلس اسطنبول مشتق في النهاية من الدور الأهم لعراب المجلس ، الصهيوني الفرنسي – الإسرائيلي برنار هنري ليفي ، القائد الفعلي لما يسمى بالثورة الليبية ، والذي لم يتردد في كشف حقيقة ما قام به في تصريحات مدوية خلال كلمة ألقاها في الملتقى الوطني الأول للمجلس التمثيلي للمنظمات اليهودية في فرنسا الذي انعقد تحت شعار “غدا يهود فرنسا” قائلا “لقد شاركت في الثورة في ليبيا من موقع يهوديتي”. و لأجل ” إسرائيل “.

المشاغل الكثيرة والمهام الجسام الملقاة على عاتق ليفي لخدمة دولة “إسرائيل” لا يستبعد معها فرض صهيوني من أصل سوري على مجلس الغليون للتنسيق وتقديم المجلس ورموزه للطبقة السياسية الأوروبية .

فهل يذكـّرنا هذا بالمعادلة الأمريكية: لتنالوا رضاي َ أيها الحكام العرب عليكم بالتعامل والتطبيع مع إسرائيل … أليس هذا ما طلبه الأمريكيون من معاوية ولد ” الصايع ” رئيس موريتانيا أبعد دولة عربية عن ” إسرائيل ” فبادر للتطبيع معها ؟

يؤكد المصدر أنه وخلال حواراته مع “الاسطنبوليين” تخامر عنده الشك بوجود منسّــق صهيوني للقاء الذي جمع برهان غليون بوزير الحرب الإسرائيلي أيهود باراك في النمسا قبل يومين، والذي كتم عن الإعلام و تم حظر نشر أي صور أو مشاهد للقاء الذي سربت خبر حدوثه مخابرات دولة صديقة لسورية يحرق المتظاهرون أعلامها بينما تستمر هي بتوريد السلاح للدفاع عن بلدهم المهدد بحروب الغرب الاستعماري منذ قرن ونيف، لكن بعض العرب لا يعقلون !

باراك خرج من لقائه مع غليون للقول إن النظام السوري سيسقط في غضون أسابيع، متمنياً للرئيس الأسد مصير علي عبد الله صالح لا مصير معمر القذافي ، ولعله خرج مشبعاً بأمل أغرقه فيه برهان غليون حول مقدرة مسلحيه على ارتكاب جرائم اغتيال بحق طياري النخبة السوريين ، وجز الرؤوس و اغتصاب الفتيات وتفجير حرب طائفية تكون مدخلا لانهيار الدولة وهجوم إسرائيلي صاعق.

ويؤكد المصدر أن برنار هنري ليفي قرر وضع عضو صهيوني في مجلس اسطنبول ، لكسر المحرمات الوطنية السورية، بالاتفاق مع صديقته لمى بنت عبد الحميد الأتاسي وهو شيوعي سابق، من “زلم” رياض الترك في المنفى ، ولمى لمن لا يعرفها إمرأة مزواج مطلاق ولا يمكن ” ضبّها “على حد تعبير أبيها، و هي ليبرالية لدرجة تذكر بجواري وقيان بغداد في عصر هارون الرشيد .

يرى المصدر أن ضم أي صهيوني لمجلس اسطنبول سيجعل عشاق المجلس ومؤيديه من “الثوار الحمقى ” وفق تعبير ميشال كيلو، تقبلون، و إن كان على مضض أمر وجود صهيوني في المجلس الذي آخذ له يوسف القرضاوي البيعة من مليار مسلم بميكروفون واحد على قناة الجزيرة ، وينبرون للدفاع عن وجوده حتى لا يظهروا بمظهر ضعيف أمام القوى الوطنية، أي هروب الاسطنبوليين ومؤيديهم إلى الأمام بالمشكلة.

و يمكن القول إنه لو تم التصويت على ضم هذا الصهيوني لربما رفض نصفهم (خوفاً من الفضيحة لا أكثر) ، لكن آلية هات إيدك والحقني ( أو أنا بشحطك ما مشكلة ) ، فعالة في توريط ضعاف الوطنية، وبالأخص من قبل فلول اليسار المتلبرل و المتأمرك الذي سيندفع في مباركة الخطوة و شتم ” القومجية” المنتقدين لها لدرجة التخوين (هل هنالك خيانة أكثر من الاشتراك بمجلس اسطنبول؟) و ذلك بحجة العلمانية و احترام الأقليات ، ولزوم “البروظة” أمام الرجل الأبيض .

انتهى الأمر بالسوريين الصهاينة ضعيفي الانتماء الوطني إلى مغادرتها ميممين وجوههم شطر فلسطين، أرض الميعاد، ومنهم من بقي فيها وحارب شعبنا إلى جانب جيش الاحتلال، و كثير منهم اختاروا الولايات المتحدة الأمريكية كوطن بديل لا يضاهي حبهم وتوقهم لإسرائيل بما هي “دولة اليهود”، وغير قادرين على إخفاء حنين لوطنهم الأم سورية الذي قرروا طواعية بيعه والتبروء منه، ولكن ما دهاهم ” أوبة ” اسطنبول ليبيعوا وطنهم بأسوأ مما فعل الصهاينة الذين ذهبوا إلى دول قوية ، بينما يريد دهاقنة اسطنبول تدمير دولتهم القوية ؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock