الصحف العربية

الحياة اللبنانية : تكشف خفايا «كتائب أحرار الشام» بإدلب بين «اللحية المحلية» و«الجهاد العالمي»

تناولت صحيفة الحياة اللبنانية بتمويل سعودي تقريرا عن الاتجاه الإسلامي لدى المقاتلين في سوريا والذين يقومون بأعمال إرهابية بحق الشعب السوري من مدنيين وعسكريين، التقرير تضمن:

حسن، الشاب من مدينة حماة السورية، الذي كان منتظراً في مركز «للجيش الحر» في بلدة أطمة على الحدود مع تركيا، «ليس إسلامياً»، على عكس ما اعتقدنا، ذاك أنه أطلق لحيته الحمراء وحلق شاربيه، فقط لأنه يريد أن يفعل ذلك وليس لأنه إسلامياً. لم يكن صائماً، وهو اقترب من محدثته الصحافية على نحو ما لا يقترب الإسلاميون من الصحافيات. كان ينتظر غاضباً وصول من ينقله إلى الجهة الأخرى من الحدود، ويقول إنه متوجه إلى بلدة الريحانية التركية للقاء عضو في المجلس العسكري «للجيش الحر».

الصحيفة نقلت عنه قوله: «أنا جندي في الجيش الحر لا أملك سلاحاً. أنتظر في المعركة أن يُصاب أحد أو أن يتعب لأستعير سلاحه. أريد سلاحاً، ولهذا أنا متوجه للقاء عضو المجلس العسكري في «الجيش الحر». وحسن كان على عجلة من أمره، لم يشعر بأن سؤالنا عن لحيته، هو غير الإسلامي، يستحق انتظاراً. الأرجح أنه لا يعرف سبب إطلاقه لحية من دون شارب. استغرب السؤال، لكنه أجاب عن سؤال آخر بسرعة حاسمة، وكان السؤال عما إذا كان مناصراً لجماعة الإخوان المسلمين، قال: «لا إخوان مسلمين في حماة، فهؤلاء ورطوا المدينة بمواجهة وغادروا. لقد دفعنا ثمن تهورهم».

الصحيفة قالت ان «كتائب أحرار الشام» تعتبر الفصيل السوري الجديد الأبرز الذي يشيع خبر انتمائه إلى «السلفية الجهادية»، هذه الجماعة الجديدة التشكل والتكوين تنتشر في الكثير من المدن والقصبات السورية، وهي غير منضوية ضمن كتائب «الجيش الحر» على رغم أن مسؤوليها يؤكدون أنهم يُنسقون أنشطتهم مع هذه الكتائب.

الصحيفة نقلت المسؤول الشرعي لـ«كتائب أحرار الشام» في ريف إدلب أبو زيد، واسمه الحقيقي أسامة العبود. قوله أن قائد «كتائب أحرار الشام» اسمه أبو عبدالله وإن أحداً لا يعرف اسمه الحقيقي ولا أين يقيم في سوريا.

الصحيفة أشارت إلى أن «كتائب أحرار الشام» تتمتع بدعـــــم خارجــي. ويقول قائد كتيبة في «الجيش الحر» في سراقب: «الأحرار متقدمون علينا في تسليحهم وفي عتادهم، وهم لا يشاركوننا في كل الأعمال العسكرية، ويُفضلون أن ينفذوا مهمات تُخاطب الإعلام، ولهذا السبب احتلوا معبر باب الهوى على الحدود مع تركيا».

الصحيفة كشفت ان أبو زيد، هو المسؤول الشرعي في كتائب أحرار الشام وهو شاب من مواليد عام 1987 درس الشريعة في جامعة حلب، يقول إن كثيرين من زملائه في الجامعة هم اليوم مسؤولون شرعيون في الكتائب، وهو إذ أكد في اللقاء الأول أن جماعته سلفية في العقيدة، لم يشأ أن يجيب عما إذا كانت سلفية في الممارسة، على رغم تأكيده «جهادية كتائب أحرار الشام» ما يعني أنهم ليسوا من السلفية التقليدية التي تتجنب العمل العام و«الجهاد بالسلاح».

الصحيفة نقلت عن أبو زيد اعترافه بوجود «متطوعين» غير سوريين في الكتائب. لكن أبو زيد يقول أن جبهة «النصرة» القريبة من تنـــظيم «القاعدة» تحوي مــــقاتـــلين غير ســـوريين من ليــبيا والأردن والسعودية واليمن بشكل أكبر بكثير.

الصحيفة نقلت عن أمجد وهو حلاق رجالي وإرهابي في «الجيش الحر» ببلدة بنش إنه لا يتحفظ عن انتماء شقيقه الصغير أحمد إلى «كتائب أحرار الشام»، فـ «الجميع يريدون أن يُقاتلوا، وجميعنا نصلي»، أما أحمد الذي يبدو أنه لا يميز بين سلفي وغير سلفي، يقول إنه لم يُطل لحيته لأن «الكتيبة لم تُبلور بعد هويتها الدينية» ولم يُطلب منه ذلك حتى الآن. ويقول إنه يتقاضى راتباً نتيجة تفرغه للعمل في الكتيبة.

الصحيفة قالت ان عناصر «كتائب أحرار الشام» متفاوتو الالتزام وقليلو الانسجام في مظهر واحد على ما يفترض انتماؤهم إلى جماعة «سلفية جهادية». إنهم من سوريي الداخل الذين لم تتح لهم خبراتهم المحدودة في العمل «الإسلامي» احتكاكاً بخبرات «السلفية الجهادية» العالمية، وهم في الوقت نفسه طامحون لوراثة جماعة الإخوان المسلمين، وهو ما يدفعهم إلى تفادي الانكفاء بمظاهرهم وأنشطتهم عن المؤمن العادي من السوريين وعن ممارسة طقس ديني تقليدي قد لا ينسجم مع الطقس السلفي في الممارسة.

وقالت الصحيفة أن “الراية التي اختارتها كتائب الأحرار علماً لها استبدلت فيها اللون الأسود باللون الأبيض في راية تنظيم القاعدة السوداء، ولم تُجرِ تعديلاً آخر، ويبدو أن ذلك جزء من الحيرة والاضطراب في هوية الجماعة. فالكتائب تسعى إلى تمثيل الإسلام كممارسة يومية وكطقس اجتماعي ديني”.

الصحيفة أشارت لخبر انشقاق مجموعة من «كتائب أحرار الشام» والتحاقها في جماعة «جبهة النصرة» الواضحة الوجهة السلفية الجهادية يبدو مؤشراً إلى بدء وصول «السلفية العالمية» إلى الكتائب. هذا الانشقاق حصل في مدينة سراقب، حيث لـ «جبهة النصرة» مقر في مدرسة تضمها إلى كتيبة أخرى من «الجيش الحر». ويقول سكان في المدينة إن مقر «جبهة النصرة» يضم مقاتلين غير سوريين، ويُرجحون أن يكونوا من ليبيا.

والانشقاق مؤشر في البيئة «السلفية الجهادية»، ذاك أنه المصير المحتوم الناجم عن «اكتمال السلفية» في جماعة غير مكتملة السلفية، فالأخيرة تدعو مريدها إلى الذهاب في إيمانه إلى أقصى النصوص، وهو ما يُفضي به لاحقاً إلى اعتقاد بتخاذل الجماعة عن اللحاق به، وسرعان ما يشرع بالبحث عن جماعة أخرى أكثر تشدداً.

الصحيفة أشارت إلى أن الريف السوري ليس بيئة نموذجية للسلفية، وهو لن يستدخل بسهولة الموديل السلفي. فهذه المدن الصغيرة والبلدات والقرى غير صارمة في ممارساتها اليومية، وقد يشعر المرء بأن النساء منكفئات في منازلهن لكنهن غير مقصيات ولا أثر في المشهد لمنقبات. لا فصل بين الجنسين في المنازل، والمجتمع الزراعي أخلى دوراً للمرأة في العمل.

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock