تحقيقات وتقارير

هيومن رايتس ووتش : حكومة بوش عذبت خصوما لمعمر القذافي ثم سلمتهم قسرا إليه

أعلنت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تقرير أصدرته الخميس 6 سبتمبر/ أيلول إن السلطات الأمريكية في عهد الرئيس السابق جورج بوش عذبت خصوما اسلاميين لمعمر القذافي ثم سلمتهم قسرا إلى النظام الليبي، حيث تعرضوا للمعاملة السيئة، وذلك بناء على شهادات لمحتجزين سابقين ووثائق سرية للاستخبارات الأمريكية والبريطانية كشف عنها مؤخرا.

وذكر محتجز سابق إنه تعرض لـ “محاكاة الإغراق” ووصف محتجز سابق آخر أسلوباً مشابها من أساليب التعذيب باستخدام المياه، بما يتعارض مع مزاعم مسؤولي إدارة بوش بأن 3 أشخاص فقط رهن احتجاز الولايات المتحدة تعرضوا إلى “محاكاة الإغراق”.

ويستند التقرير ” الذي صدر في 154 صفحة، على مقابلات أجرتها المنظمة الدولية في ليبيا مع 14 محتجزا سابقا، أغلبهم كانوا ينتمون إلى “الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة ” والتي كانت تحاول قلب نظام حكم القذافي على مدار 20 عاما. وانتمى هؤلاء المحتجزين لاحقا إلى المعارضين للقذافي المدعومين من الناتو في نزاع عام 2011.

وصرحت لاورا بيتر، المستشارة في شؤون مكافحة الإرهاب في “هيومن رايتس ووتش” وكاتبة التقرير: “لم يقتصر الأمر على تسليم الولايات المتحدة خصوم القذافي إليه على طبق من فضة، بل يبدو أيضا أن وكالة الاستخبارات المركزية عذبت الكثيرين منهم أولا. يبدو أن نطاق تورط إدارة بوش في الانتهاكات أكبر بكثير مما أقرت الإدارة الأمريكية، مما يعني أهمية فتح تحقيق شامل في حقيقة ما حدث”.

ويستند التقرير أيضاً إلى وثائق ، بعضها أعلن عنها للمرة الأولى ، عثرت عليها المنظمة  في 3 سبتمبر/أيلول 2011 في مكتب رئيس المخابرات الليبي الأسبق موسى كوسة، بعد سقوط طرابلس في يد قوات المعارضة.

ويتبين من المقابلات والوثائق أنه إثر هجمات 11 سبتمبر/أيلول على الولايات المتحدة، وبدعم من المملكة المتحدة، وبلدان بالشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، تم توقيف واحتجاز عدد من عناصر الجماعة الإسلامية ممن كانوا يعيشون خارج ليبيا.

كما يصف التقرير انتهاكات جسيمة قال خمسة من أعضاء الجماعة الإسلامية المقاتلة السابقين إنهم تعرضوا لها في منشأتي احتجاز تديرهما الولايات المتحدة في أفغانستان، والأرجح أن الاستخبارات المركزية هي التي كانت تديرها.

وشملت الانتهاكات مزاعم جديدة عن التعرض لمحاكاة الإغراق وتقنيات أخرى للتعذيب باستخدام المياه والربط بسلاسل إلى جدران وهم عراة في ظلام دامس داخل زنازين بلا نوافذ، لأسابيع وشهور، وإجبارهم على المكوث في أوضاع مؤلمة ومجهدة لفترات طويلة، وإجبارهم على الجلوس في مساحات ضيقة لا تسعهم، والضرب بالأيدي واللطم بالجدران، والبقاء في حجرات دون الخروج للشمس لمدة تصل إلى خمسة أشهر، دون إتاحة الاغتسال، والحرمان من النوم عن طريق تشغيل موسيقى غربية صاخبة للغاية بلا توقف.

سيريان تلغراف | هيومن رايتس ووتش

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock