Site icon سيريان تلغراف

أبو بكر إبراهيم موسى ” العائد من حلب ” .. بقلم أحمد الحباسي

بالطبع هذا ” الاسم” لا يعنى للكثير شيئا و لن يعنى و مع ذلك سنرضى فضول البعض لنقول أنه اسم أحد ضحايا العقل الوهابي المنغلق و أحد ضحايا الفكر الاخوانى الموغل في التطرف على شاكلة من نراهم في كهوف تورا بورا و بين سفوح و جبال الحدود الأفغانية الباكستانية…رجال من الكهوف بعقل الكهوف… مجموعات خارجة بفعل انسلاخها الطويل عن الواقع و الحضارة و الإنسانية و الثقافة عن كل ما يميز المسلم المتشبع بأصول الدين الذي تنبعث منه الكلمات الطيبة الداعية للتسامح و القبول بالآخر و مغالبة الحجة بالحجة.

نعم هو اسم من أسماء كثيرة و هوية من هويات كثيرة و ارهابى من إرهابيين كـــــثر و قاتل مأجور من قتلة كثر أيضا…هو سم زعاف جاء ليخترق الجسم السوري البريء بحجة واهية و غير جديرة بالتصديق و لا بالاحترام و هي “موضة” البعض ممن يشتغل على غسل الأدمغة و العقول التي ميز الله بها الإنسان على الحيوان ليصنع منها متفجرات متنقلة و كوابيس مرعبة…نعم هذا الارهابى الذي نحره شاب سوري حر يحمل عقيدة الجيش السوري المقاوم برصاصة حاسمة قطعت شره و جاهليته و نياته الخبيثة هو واحد من كثر صدرته آلة القتل السعودية القطرية الحريرية.

هو يحمل اسم أبا بكر خطا لان والدته- ولعلها سيدة فاضلة- كانت تريده أن يكون شبيها و متسما بأخلاق أبا بكر الصديق و لعله كان من أبناءها البكر فرأت أن تتوسم خيرا في مستقبله ليصبح عالما فقيها جليلا أو شخصا ذا نفع لمجتمعه..

هو يحمل اسم إبراهيم و لعل والده سيد فاضل أراد أن يستذكر به دائما سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام و كله أمل أن يرعى هذا الابن الدين الذي اختاره الخليل و اطمأن نفسه إليه ….هذا الدين الذي يدعو إلى المجادلة و إلى الخلق الحسن فإذا بعض فقهاء آل سعود و قطر و مصر يحولون القران عن مواضعه و نياته و تفسيره إلى تأويل يحض على البغضاء و التكفير و القتل.

هو يحمل اسم موسى…سيدنا موسى الذي جاء بمعجزة لا ينالها إلا الأنبياء و كان من الممكن لهذا الارهابى أن يرى في هذه المعجزة الإلهية أن هذا الدين قد جاء لنصرة الفكر و الأخلاق و التعايش السلمي لا قطع الأميال و الأميال لقتل الأبرياء من نفس هذا الدين بحجة الجهاد لنيل الشهادة التي وعد بها أيمن الظواهري و يوسف القرضاوى و شيوخ الفتنة الوهابيين.

من منكم طرح السؤال التالي… إذا كان الجهاد في سوريا و تونس و مصر و ليبيا حـــقا و لا غبار عليه كما يقال و إذا كان هذا الجهاد طريقا مؤديا لا محالة و بدون أي شك إلى الجنة و حور الجنة و أنهار عسل الجنة و تفاح الجنة و لن يمر “المجاهد” على أي باب من أبواب جهنم التي أعدت للكافرين فلماذا… لم يذهب الشيخ القرضاوى من زمان إلى الجهاد في أي مكان لينال هذا الشرف و لماذا اكتفى بالتوجيه و رفع المعنويات “عن بعد” و الحال أننا كمسلمين لا نتمنى إلا الجنة حتى بدون “كماليات”. أليس الجهاد فرض عين و أليس أحرى بمن يدعو للجهاد أن يكون في أول الصف و أكثر الراغبين فيه ؟ ألم ي كن رجال الدين في عهد نشر الإسلام أول المجاهدين في سبيل الله و لم يمنعهم العلم من ذلك بل زادهم إصرارا على الوقوف في الصفوف الأمامية لنيل شرف الشهادة ؟

و مع ذلك نقول و قد ظهر أن المال ” الارهابى ” هو ” الجنة” التي يبشر بها آل سـعود و تذكرة السفر التي يتحدث عنها القرضاوى أن من يقتل في سوريا على يـــد الجيش و الشعب السوري هم مجرد قتلة مجرمين إرهابيين توصد أمامهم أبواب الجنة و تفتح أمامهم حتما كل أبواب جهنم خالدين فيها أبدا.

لقد وقف قريب هذا المجرم الارهابى في مجلس الشعب المصري – أي نعم – مجلس الشعب المصري و زف ” للإخوة” نبأ “استشهاد” هذا ” الأمير” الذي جاء إلى حلب سفيرا فوق العادة لنظام القتل الاخوانى الذي يتزعمه محمد مرسى .

إذا كان مبارك يكتفي بالعمالة و الخيانة من تحت إلى تحت فان رئيس مصر حسن البنا الجديد لا يكتفي بالانحياز إلى إسرائيل و مشروع إسرائيل …لا يكتفي بالسفارة في العمارة…لا يكتفي بالغاز السائل إلى الصهاينة…لا يكتفي باحتلال سيناء… بل بدأ “نشاطه” الاقتصادي بتصدير “الإخوة” القنابل الموقوتة لأنها “التجارة” الرابحة التي يرضى عنها اليهود و صندوق المال الخليجي المفتوح…

سيد مرسى …بضاعتك ردت إليك جثة هامدة…رصاصة سورية… مجرد رصاصة سورية… فليذهب أبو بكر إبراهيم موسى إلى الجنة…إن كانت هناك فعلا جنة للإرهابيين و للإخوان….

أحمد الحباسي

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

Exit mobile version