Site icon سيريان تلغراف

الفخامة القوطية تظهر من جديد في أبردين

شكراً لفريق Holmes Architects المعماري، فهو من أعاد لأفق “المدينة الفضية” كلية ماريشال، التي تُعتبر واحدة من أكبر وأهم المباني الغرانيتية ليس فقط في أبردين ولكن أيضاً في العالم.

فبمشروعٍ تطويريٍّ كلفته 40 مليون جنيه، تأتي هذه النتيجة المبهرة عقب عامين من العمل المضنِ أنجزته شركة Holmes Architects في تجديدها لكلية ماريشال وتحويلها لمقر جديد لمجلس مدينة أبردين؛ الذي تألق بمبناه الغرانيتي الأبيض والرمادي الشاهق، والذي أصبح نقطة علامٍ مميزةٍ في المدينة.

فالآن بات المقر جاهزاً لاستقبال 1400 موظف سيجتمعون فيه خلال بضعة أشهر، وذلك بعد أن توزعت أماكن عملهم على مبانٍ عديدة في أرجاء المدينة.

يمتد المبنى بطول 400 قدم وبارتفاع 80 قدماً، وهو بذلك ثاني أكبر مبنى غرانيتي في العالم بعد قصر Escorial Palace في مدريد.

أما عن الشكل، فقد تم إنشاء مبنى الجامعة سابقاً في وقتٍ كانت فيه أبردين تصدر الغرانيت بكميات أكبر بكثير من تلك التي تستخدمها في بناء مبانيها الخاصة.

وقد تم بناء الجامعة حينها على مرحلتين؛ وهنا يعلّق السيد دوغلاس جاك، الشريك في Holmes Architects قائلاً “في وقتٍ كانت اسكوتلندا تنشر فيه بكل ثقة أسلوب (ناطحات السحاب المتعامدة القوطية) المغلفة بمثاليةٍ دينية وثقةٍ مدنية باسكوتلندا أواخر القرن التاسع عشر، كان هذا الأسلوب الأسلوب المثالي لإظهار ما يمكن للغرانيت أن يحققه بالزخارف الناعمة والدقيقة والأبراج المنحوتة.”

أما عن مشروع التجديد، فقد أُنجزت المرحلة الأولى منه في الوقت المحدد لها وضمن حدود الميزانية، وقد تضمنت هذه المرحلة عملية اصلاحٍ دقيقة للواجهة، إلى جانب تجريدٍ شبه كامل للمساحات الداخلية بالإضافة إلى تهذيب وإصلاح النحت الحجري الغرانيتي.

ونظراً لكون المبنى حاصل على تصنيف’A’  بين المباني الأثرية، كان تحريك أية حجرةٍ أمراً دقيقاً وكانت كل العمليات مراقبة بدقة، فقد تم تجديد العديد من السمات التاريخية الفريدة في المبنى، بما في ذلك قاعات مجلس الشيوخ المكسية بخشب السنديان، والتي باتت الآن المنطقة الأساسية في المدينة لإجراء حفلات الزواج المدني.

وإلى جانب هذه القاعات تم تجديد المدخل الغرانيتي بإضافة بابٍ دوّارٍ حديث، وتمت إضافة نوافذ زجاجية كبيرة، وأخيراً تم تجديد البرج الشمالي الغربي.

كما تم تحويل الساحة المركزية الكبيرة مربعة الشكل، التي كانت تُستخدم فيما مضى كمرأبٍ للسيارات، إلى مساحةٍ مدنية أساسية، وذلك عن طريق التنسيقات الغرانيتية عالية الجودة.

أما في الداخل؛ فبهدف جعل المبنى أكثر ملائمةً للأعمال التي سيحتضنها، كان من الضروري مضاعفة المساحة الطابقية المُستخدمة، وكنتيجة تمت إضافة طابقين جديدين إلى الطوابق الأصلية، كما تم تركيب مستوى سقفي جديد، تم إكساؤه بالزنك الطبيعي الذي يندمج بشكلٍ رائع مع البناء الغرانيتي المميز.

ليس هذا فقط؛ إذ تم التعامل مع تفاصيل الحواف السقفية بمنتهى الحذر، بهدف التخفيف من التأثير البصري للكتلة الجديدة أعلى حاجز السقف الحجري الموجود أصلاً.

أما عن الجناح الغربي من المبنى، فهناك تصبح الطوابق عميقة للغاية، وهذا ما يعني عدم وصول الضوء الطبيعي لها بشكلٍ فعال؛ لذا تم حشر أضواء سقفية وفجوة كاملة الارتفاع للسماح لكمياتٍ وافرة من الضوء بالتغلغل عميقاً في قلب المبنى.

وفي ردهة هذا الجناح تحديداً تمت إضافة نافذتين جديدتين على كلا الجانبين، تم استيحاء شكلهما من المبنى الأصلي، وهذا ما يخلق نقطة تركيزٍ على الإطلالات وعنصراً يذكر بجسد المبنى الخارجي الأصلي.

أخيراً فيما يخص مواد البناء، فتتميز المساحات الداخلية الأساسية المجاورة للمدخل، وهي مساحات الاستقبال ومركز خدمة الزبائن، بجدران بيضاء وأرضيات وتفاصيل غرانيتية تضيف قواماً وسياقاً خاصاً على المكان.

هذا عدا عن الحجرات والمكاتب التي تم تصميمها لمساعدة سيل الأعمال اليومية المتدفق للمجلس ومن يتلقون خدماتهم هنا، حيث الهدف أولاً وأخيراً هو خلق تجربةٍ مريحة خالية من التوتر.

Exit mobile version