تلغراف

عندما يتعلق الأمر بسورية.. وكالة رويترز تحرف القول وتغفل التصحيح مغلبة الهوى السياسي على الأصول المهنية

إن غفرت الحقيقة لتلامذة الصحافة ومحدثي نعمة الاعلام من أعراب الشبهة وظلالهم القصيرة وهم يخذلونها ويتجنون عليها فإنها بالتأكيد لن تفعل ذلك مع من يزعمون أنهم أصحاب مدارس إعلامية عريقة مثل وكالة رويترز للأنباء.

الوكالة العالمية حسب التصنيف الدولي تناقلت أمس خبرا يفيد “بأن محققي الأمم المتحدة في قضايا حقوق الإنسان طلبوا إحالة انتهاكات حقوق الانسان في سورية إلى محكمة الجنايات الدولية” ولا شيء يمنع من نقل الخبر إن كان المحققون قالوا ذلك فعلا لكنهم لم يفعلوا وهنا بدأت القصة. رويترز حرفت القول وتجاهلت التصحيح لتغدو جريمتها الاعلامية مضاعفة فهي نقلت في البداية خبرا محرفا وعندما توضح اللبس (على فرض حسن النية) فإنها لم تصحح كعادتها في نشر الكثير من الإعادات المصححة.

الشريك المنافس للوكالة في تقاسم السوق الإعلامية الدولية متمثلا بوكالة الصحافة الفرنسية بثت الخبر مثل رويترز ولكنها ما لبثت أن أصدرت مذكرة إلغاء تخص ذات الخبر والسبب حسب الوكالة “أن المحققين لم يقولوا ذلك” .

وهنا نورد نص خبر الإلغاء على الوكالة الفرنسية كما جاء / إلغاء.. محققو الامم المتحدة يوصون مجلس الامن باحالة ملف الانتهاكات في سورية الى المحكمة الجنائية.. انتباه /الغاء .. هذا القسم من الكلمة لانه لم يرد في الخطاب الذي ألقي امام مجلس حقوق الانسان /// انتهى الاقتباس وتوضحت الصورة .

ما ألغته (ا ف ب) احتراما لأصول العمل الصحفي واصلت رويترز تأكيده في تقاريرها ومحصلاتها دون احترام لعقول مستقبلي اخبارها الذين لاشك في انهم اطلعوا على ما بثته شقيقتها ودون تاكيد ايضا لنصها بعد أن تطاولت إليه الشبهات.

ويرى مراقبون أن الأصول تخترق فقط عندما يتعلق الأمر بسورية لأن المطلوب بالحقيقة اختراق سورية فالوكالة الدولية باتت ناطقة باسم السياسة الغربية وهذا ما تؤكده تغطيتها للأزمة في سورية من اصطناع المصادر بصورة مكشوفة من قبيل “قال السكان المحليون ..وروى فارون من مناطق الاشتباكات ..و تحدث ابو فلان ..وقالت ام فلان ..واكدت فلانة دون اسم واضح او كنية أو صفة ” وكلها بدع إعلامية مفضوحة تلجأ اليها وسائل الاعلام الصغرى قليلة الخبرة التي لا تستطيع تحمل تكاليف ارسال المراسلين المعتمدين لملء مكان المصدر في الخبر كاساس مهني لا يمكن تجاوزه .

الوكالة التي يقال إنها دولية طالما حرصت على المبالغة في تغطية الأزمة في سورية والتهويل واعتماد الارقام التي تجدها مرمية على مواقع التواصل الاجتماعي دون أي تدقيق ودون أن تسال نفسها كيف تسنى لمن نشرها احصاء كل هذا الكم من القتلى والجرحى والدمار ومع ذلك بقي امنا ويستطيع ايضا التواصل عبر الشبكة التي يقول هو نفسه في غالب الاحيان انها مقطوعة والاغرب من ذلك ان الوكالة اعتادت عندما لا تجد من المعلومات التضليلية ما يشبع رغبتها في التهويل والاساءة لسورية والتحريض ضدها أن تلجأ لبدعة تختص بها وهي صيغة “سورية ..توقع عمليات قتالية عنيفة في محافظة كذا .. الاردن ..ترقب لعمليات نزوح شديدة من الجانب السوري ..توقع أعمال عنف ومواجهات وعمليات امنية واسعة في جمعة كذا”.

ورغم أن رويترز لم تنفرد في حصرية تحريف كلام المحققين وتقريرهم حيث شاركتها في ذلك قنوات اعلامية طالما عرفت أنها شريكة في سفك الدم السوري مثل الجزيرة والعربية وخلفها اقزام كثر من فضائيات الفتنة الوهابية التكفيرية التي زادت سمنة بما امتصته من مال نفطي خلال الازمة السورية واكثرت من الارغاء والازباد دون أن تدري إلى أين أو من أين ..إلا أن المراقبين للمشهد الاعلامي لا يعيرون اهتماما لما يقدمه هذا النوع من الفقاعات الاعلامية التي تشبه الكثير من الفقاعات في قطاعات اخرى افرزتها الطفرة المالية النفطية ولم تكن نتيجة تراكم ثقافي ومعرفي ومهني او نبعت عن ضرورة اجتماعية بقدر ما كانت متعالية على مجتمعها تغيب عن قضاياه وتحمله قضايا غيره من خلال سلطة الصورة التي ملأت الفضاء دون هدف.

وفي المحصلة سينسى شيوخ الكار الصحفي ما فعله صبيان المهنة الا انهم سيسجلون في ارشيف الصحافة أن وكالة رويترز ضحت بمصداقيتها وحرفت الاقوال عندما اقتضت السياسة ذلك ولن يكون بمقدورها الحديث عن الاحتراف والدقة والمهنية بعد ان تجاهلت النص وعمدت الى التفسير حالها حال مبتدئي حرفة الصحافة.

سيريان تلغراف | سانا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock