الصحف العالمية

صحيفة “حزب العدالة والتنمية” التركي تكشف أن واشنطن طالبت أنقرة بالتوقف عن دعم “القاعدة” ومنعها من التسلل إلى سوريا

كشفت صحيفة «يني شفق» التركية، الموالية لــ«حزب العدالة والتنمية»، أن اقتراح رئيس الأركان التركي نجدت أوزيل على نظيره الأميركي مارتن ديمبسي تعاوناً استخباراتياً على مدار الأربع وعشرين ساعة ضد «حزب العمال الكردستاني» قوبل بمقترحين أميركيين، وهما أن تحارب تركيا حركة «طالبان» في أفغانستان، وان تكون تركيا جزءا من عملية هدفها محاربة أي وجود لتنظيم «القاعدة» في سوريا، وتتضمن أيضا إقامة نظام حكم ما بعد الرئيس السوري بشار الأسد يتمثل فيه حزب البعث والمسيحيون.

وقد وصفت الصحيفة المقترحين بالفخّين، وقد رفضتهما أنقرة.

ونقلت الصحيفة أيضا بعض ما دار في لقاءات وزير الخارجية احمد داود اوغلو مع نظيره الإيراني علي اكبر صالحي في اجتماع القاهرة، حيث اعتبر داود اوغلو اللقاء فرصة لأنه يحقق توازنا في المنطقة. فللمرة الأولى منذ 30 عاما يجتمع وزراء خارجية دول مصر وتركيا وإيران معا.

ونقلت الصحيفة قول داود اوغلو لصالحي إن «هذه فرصة على إيران ألا تفوّتها. نحن نتأسف ونحن نفهمكم. ولأنني أعرفهم عن كثب ففي قلبي جرح من أجل عائلة الأسد وأبنائه. ولكن في النهاية عندما ننظر إلى المشهد الكبير فيجب أن نتخذ القرار حول أي سوريا وأي منطقة نريد».

وقد توقفت الصحف التركية عند تكرار زيارات المسؤولين الأميركيين، مدنيين وعسكريين، إلى تركيا، وتركيز المحادثات على الشأن السوري وعمليات حزب العمال الكردستاني.

وفي هذا الإطار جاءت المكالمة الهاتفية من جانب الرئيس الأميركي باراك أوباما مع رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان، حيث قدم أوباما تعازيه بالقتلى الأتراك على يد حزب العمال الكردستاني.

ولم ينس أوباما، وربما يكون هذا أساس المكالمة لأن الرئيس الأميركي لم يتقدم بالتعازي سابقا بالكثير من قتلى الجيش التركي رغم أنهم كانوا يفوقون عددا وبكثير العدد الذي سقط أمس الأول، شكر اردوغان على تعاونه من اجل تهدئة الشارع الإسلامي في تركيا، ومنع تحركه ضد الفيلم المسيء للنبي. وقد لفت على سبيل المثال أن الذين تظاهروا في تركيا ضد الفيلم بدعوة من منظمات إسلامية مثل «مظلوم در» كانوا بأعداد قليلة جدا، بل إن المفارقة أن معظم المتظاهرين الآخرين الأكثر عددا ينتمون إلى حزب العامل اليساري الماركسي، وكان يندد بالسياسات الأميركية. وبات تجاوب اردوغان مع مطلب أوباما التحرك لتسكين الشارع مثار العديد من الكتابات.

وخرجت صحيفة «مللي غازيتيه»، الموالية للزعيم الإسلامي الراحل نجم الدين أربكان، منتقدة اردوغان في مانشيتها الرئيسية، ومقارنة بين حال تركيا قبل سنوات قليلة وحالها اليوم، حيث كانت أنقرة في قلب المشهد الإسلامي، فيما اليوم خاوية لا حراك فيها رغم أن المسألة تخص الرسول والقرآن ولا علاقة لها بشأن محلي ضيق.

وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها الرئيسية «عشر سنوات ورئيس الحكومة يحقننا بالغاز. من الشيشان الى دافوس الى فلسطين الى الشهداء. ملأنا الساحات وانفجرنا غضبا. أما اليوم فإن الرسول الأعظم يتعرض للتحقير واردوغان ساكت والساحات فارغة. حتى روسيا تحركت ونحن ساكتون. لم تعد تركيا في المشهد. لقد تحولت تركيا الى بلد عاطل من التحسس وردة الفعل، وتحول اردوغان الى اداة للجم التحركات بناء لتعليمات اوباما. حتى حادثة دافوس بتنا نشك في انها كانت لعبة من جانب اردوغان. لقد أثبتت تركيا في عهد اردوغان انها نموذج، لكن للبلد الذي ينفذ الأدوار التي ترسم له».

وفي صحيفة «ميللييت» اعتبر سميح ايديز أن تركيا باتت مرتعا للعصابات المسلحة والمسلحين الأجانب وتمرير السلاح، وتحولت فعلا لا قولا الى باكستان. وقال «كتب روبرت فيسك في 17 ايلول الحالي يتساءل عما اذا كانت تركيا قد تحولت الى باكستان لجهة انها باتت قاعدة لتمرير السلاح والمسلحين الى سوريا، ولتجمع المسلحين من جنسيات مختلفة.

وهنا فإن تقرير مجلس حقوق الانسان حول ارتكاب المعارضة السورية (كما النظام) جرائم حرب قد أحرج الحكومة التركية كثيرا، لأنه يتهمها بصورة غير مباشرة بدعم المسلحين، وللمرة الأولى تلتزم الحكومة الصمت تجاه تقرير لمجلس حقوق الانسان، خصوصا انه قال ان لديه أسماء بالمسلحين وبقيادات ارتكبت جرائم حرب من المعارضة.

وهو ما يشير إلى إمكانية أن يكون المقصود بالأسماء أولئك الجنرالات السوريين الذين تؤويهم تركيا في مخيم أبايدين داخل أراضيها، ورفضت الحكومة فتحه أمام الزيارات، قبل ان ترضخ وتسمح بذلك، بعدما غيرت معالمه الداخلية».

ويرى الكاتب أن «تركيا لن تخرج بسهولة من المسألة السورية، ومع ذلك يصر داود اوغلو على ان سياسته ذات البعد الواحد تجاه سوريا صحيحة، بينما غالبية الرأي العام التركي ضد هذه السياسة».

وفي ظل الأسئلة الكثيرة لن نكون بحاجة، كما روبرت فيسك، الى التساؤل، بل نقول ان تركيا تحولت فعلا الى باكستان جديدة .

سيريان تلغراف | السفير

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock