Site icon سيريان تلغراف

موجة الصقيع تجتاح القارة العجوز ومشردو الأزمة الاقتصادية يواجهون الموت في الشوارع

على وقع ازمة الديون السيادية التي ضربت القارة العجوز والتي أخرجت مئات الالاف الى الشوارع ما بين محتج ومشرد يتخوف الأوروبيون في غرب القارة من موجة الصقيع غير المسبوقة التي ضربت شرق أوروبا وسط توقعات بارتفاع عدد القتلى المتوقع سقوطهم في الموجة على وجه الخصوص بين المشردين والمعوزين الذين أصبحوا ركنا أساسيا في المشهد الاوروبي المتأزم واتساع حدود الفقر والجوع إلى مستويات قياسية.

ففي وقت كشفت فيه إحصاءات حكومية عن ارتفاع عدد القتلى إلى 120 شخصا في أوروبا بسبب انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الـ 30 درجة مئوية.. و بالتزامن مع الأنباء عن أن معظم هؤلاء هم من المشردين والسكارى وممن يبيتون في المنازل لكن لا تتوفر لهم التدفئة المناسبة يعيش الاوروبيون في هذه الساعات مطاردين بكوابيس احتمال تعرضهم لمصير اسوأ من الذي لقيه جيرانهم نظرا للاوضاع المأساوية والواقع المرير الذي فرض عليهم جراء انحياز قادتهم إلى الرأسمالية وفرض خطط التقشف عليهم حيث فقد 6 ملايين من مواطنيها وظائفهم وارتفت نسبة من يعيشون على حافة خط الفقر إلى 25 في المئة بينما يشكو اكثر من 3 ملايين شخص في أوروبا من التشرد.

وباسترجاع للدول التي شهدت أعنف الهزات جراء أزمة الديون السيادية يتوقع مراقبون أن تزداد وطأة موجة الصقيع على وجه الخصوص في اليونان التي تراجعت فيها درجات الحرارة إلى 12 درجة مئوية تحت الصفر حيث ارتفعت فيها نسبة الفقر خلال العامين الماضيين بنسبة 25 في المئة بينما ترتفع اعداد المشردين فيها إلى أكثر من 20 ألفا كما يتوقعون ألا تسلم ايطاليا وبريطانيا وفرنسا وكذلك ألمانيا التي توصف بأنها جلاد اليونان من الموجة وأشد صورها قتامة وهي موت المشردين في الشوارع في ظل البيانات التي تشير الى ارتفاع نسبهم في هذه الدول.

ويفرز هؤلاء نتاج الازمة الاقتصادية الاوروبية من المشردين الى مشردين قدامى ومشردين جدد بينهم مثقفون وجامعيون وأناس كانوا يملكون عملا ومنزلا قبل الازمة متوقعين أن يواجه هؤلاء موجة الصقيع بمفردهم كما جرى عندما رفعت حكوماتهم الغطاء عنهم امام رياح الازمة الاقتصادية في وقت يصر المتابعون على التمسك برأيهم بخصوص اقتراب اوروبا بخطا متسارعة نحو سيناريو انهيار الاتحاد الاوروبي مدفوعين بواقع ان اوروبا تبدو اليوم مكشوفة بشدة على الازمات اكثر من أي وقت وتضافر كل العوامل التي تهيئ لسيناريو كهذا واهمها فقدان الولاء والتأييد الشعبي للحكومات الاوروبية التي فشلت حتى الان في سد الفجوات والثغرات الاقتصادية.

Exit mobile version