زاوية معمارية

المنزل الترابي

إن منزل التراب المرصوص هو منزلٌ من أربعة غرف نوم جاء بتوقيع فريق Jolson المعماري في أستراليا.

يحتفي المنزل ببركة سباحة خاصة وحديقة مميزة تم استيحاؤها من السياق المحيط؛ وهو عبارة عن عقارٍ ريفيٍّ مرتفعٍ، يمتد على 97 فداناً في بيئةٍ ساحليةٍ تتمتع بإطلالات خلابة على المحيط من بعيد.

يهدف التصميم لإنجاز عمارة وتصميم داخلي وتنسيق للحدائق وتصميمٍ للمفروشات موحّد بالكامل، مع أخذ الموقع والسياق المحيط بعين الاعتبار لضمان مساهمة المنزل في تقديم مزايا ريفية للمنطقة.

تم انتقاء موقع المنزل تبعاً لتحليلٍ دقيق هدف إلى استخدام جدران صد للرياح الطبيعية، بما يستجيب لتضاريس الموقع والألوان المتغيرة فيه وقوام المشاهد الطبيعية.

ويطوق المنزل ساحة أمامية مركزية، تضم حديقةً رسمية وممراً دائرياً للسيارات مسؤولاً عن خلق الشعور بالتوجه نحو المنزل، ويقدم الحماية في الوقت نفسه من العناصر المختلفة.

وتزين ممر السيارات هذا مجموعةٌ من أشجار الحور والأعشاب الطويلة، التي تم تصميمها لتلتقط حركة الرياح وتخلق غرفةً طبيعيةً لا جدران لها تؤدي نحو المدخل.

وما أن يتم الاقتراب من المنزل، يمكن للزائر رؤية الواجهة الغربية التي تتألف من جدرانٍ من التراب المرصوص من الداخل والخارج، تشكّل سدوداً حرارية تلتقط شمس ما بعد الظهيرة وتؤمن الخصوصية اللازمة في الوقت عينه.

أما خلف هذه الجدران الترابية فتنتشر سلسلةٌ من الوحدات المصطبة التي تتبع خطوط الموقع الطبيعي، حيث تقطع كل وحدةٍ هنا المشهد بطريقة تحوّل المناظر الطبيعية إلى امتدادٍ في المساحات الداخلية.

تتضمن الوحدة الفردية استراحة ومنطقة لتناول الطعام إلى جانب غرف النوم والحمامات ومنطقة المكتب والمطبخ، التي ترتبط مع بعضها البعض عبر عمودٍ فقريٍّ من الممرات بطول 25 متراً.

بالنسبة للواجهة الشرقية فهي مزججة بالكامل، وقد تم تصميمها حول فناء داخليٍّ كبيرٍ مغلق، يشكّل منطقةً محميةً من الرياح القوية، ويسمح لضوء الشمس الشمالي بالتغلغل في مناطق المعيشة الرئيسة، حيث تقع منطقة المعيشة والنوم في منطقة خاصة محجوبةٍ عن المنزل الرئيس عبر ساحة مميزة.

تشكل منطقة المعيشة وغرف النوم جناحاً خاصاً بالضيوف يرتبط مع بعضه البعض عبر رابطٍ مزجج يمكن فتحه لدمج المساحات بالبركة المائية المجاورة والمنصة المحيطة بها، التي تشكل مع البركة سوراً قائماً بحد ذاته، نظراً لارتفاعها عن المشهد الطبيعي.

الجدير بالذكر هنا أن مواد البناء المستخدمة في المشروع قد ساهمت في المحافظة على الكتلة الحرارية وحماية المنزل من شمس ما بعد الظهيرة والرياح القوية.

وتأتي بين مجموعة المواد المستخدمة الأرضيات والتبليط الحجري والنوافذ الألمنيومية المؤكسدة إلى جانب استخدامٍ واسعٍ للخشب.

في الختام لا يمكن الحديث عن منازل في أستراليا دون الحديث عن استراتيجيات مستدامة؛ حيث يتمتع المنزل بنظام تصريفٍ يجمع المياه ويعالجها ليستخدمها لاحقاً في الحدائق المنسقة، حيث يوجد خزانين مائيين بسعة 50 ألف لتر، تم دفنهما في أرض المنزل، لجمع مياه المطر مباشرةً من السقف، حيث يكون أحد الخزانين مسؤولاً عن مياه الشرب، بينما يكون الآخر مسؤولاً عن تخزين مياه الري.

وطبعاً تتم تدفئة بركة السباحة باستخدام الطاقة الشمسية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock