عالميمحلي

ضابط استخبارات فرنسي سابق : الأزمة السورية أيقظت الدب الروسي .. الأسد باق وسياستنا إلى التبديل

يراهن الضابط  السابق في الإستخبارات الخارجية الفرنسية  (ا – د) على الوقت لإصلاح الأخطاء التي وقعت بها السلطات الفرنسية خلال ما يقارب من السنتين فيما يخص طريقة التعامل مع الأزمة  في  سورية.

الضابط الذي عاد للتو من زيارة خاصة إلى بيروت (رفض الإعتراف بدخوله سورية ولقائه مع عدد من المسؤولين الأمنيين فيها) عدد الأخطاء كما يلي :

–  السير في المشروع الأميركي المتحالف مع الإسلاميين دون مراعاة مصالح فرنسا التاريخية في سورية.

–  التخلي عن كنز من المعلومات السورية التي حمت فرنسا من هجمات إرهابية عديدة طوال سنوات خلت.

–  المراهنة على اسقاط نظام بشار الأسد دون مراعاة لمصالح الروس مما أطلق العنان للدب الروسي المدافع بشراسة عن مصالحه والنتيجة: حرب باردة حيث تقع المصالح الفرنسية الهشة حول العالم في مهبها  (الغضب الروسي).

–  خسارة تعاون استراتيجي سياسياً وأمنياً مع سورية لصالح وضع أحلى خياراته مرّة وأسوأها فوضى عارمة قد تصل تداعياتها إلى الشوارع الباريسية التي يسكن بعض ضواحيها خمسة ملايين مسلم ومسلمة.

ما الذي يفعله رجل أمن سابق في لبنان وعلى مقربة من الحدود السورية ؟

يجيب مصدر آخر وهو  خبير في السياسات الغربية الأمنية: في بلادكم يصبح رجل المخابرات بعد تقاعده إما مزارعاً أو مثقفاً (كاتباً) أو مجنوناً أو تاجراً.

وفي فرنسا يصبح الضابط المتقاعد مثل ( أ – د )  باحثاً متطوعاً أو مأجوراً لبيوت الخبرة الكثيرة التي تقدم المشورة للحكم وأحياناً للمعارضة وفي أحيان كثيرة لأطراف فاعلة من الجهتين.

الباحث الميداني الحالي  (الضابط السابق) يرى بأن الأخطاء التي ارتكبتها السلطات الفرنسية تعتبر استراتيجية وحمقاء لأنها دخلت في لعبة ضد النظام السوري خسرت بنتيجتها ولو ربحت، الربح سيكون صافياً للأميركيين إن انتصرت الثورة والخسارة ستكون لفرنسا حصة كبيرة منها إن بقي النظام وانهزم المقاتلون المدعومون من دول حلف الأطلسي ودول الخليج.

وحول التعاون السابق بين الأجهزة الفرنسية والسورية يقول الضابط الفرنسي السابق :

الإختلاف والتصعيد السياسي فيما بين فرنسا وسورية ليس المشكلة، فليس هناك بين الدول عداء ثابت ولا صداقة ثابتة، المصلحة هي التي تحدد شكل العلاقات في أوضاع كهذه، ولكن المشكلة الكبرى هي خسارة فرنسا لتعاونها الأمني مع سورية، فليست سورية هي التي كان المستفيد الأكبر من تلك العلاقة بل فرنسا. ويضيف:

إن الأجهزة الأمنية السورية انقذت الشعب الفرنسي عدة مرات من كوارث كان ارهابيون فرنسيون من أصول عربية على وشك تنفيذها في مدن عدة وكانت المعلومات التي حصلنا عليها من المخابرات السورية هي  التي حمت أرواح المدنيين الفرنسيين من الموت والإرهاب في مناسبات كثيرة.

وحتى بداية الأزمة كنا نتبادل التعاون مع سورية ونلتقي بضباط سوريين يتعاونون مع نظرائهم الفرنسيين في ملاحقة إرهابيين دوليين، ولكن غباء الساسة الفرنسيين دفع السوريين إلى وقف تعاونهم. وأنا لا ألومهم فهل من المعقول أن نضع على لوائح العقوبات الفرنسية والأوروبية ضابطاً (العقيد حافظ –  مخلوف ) أصيب في عملية تصدي لإرهابيين كانوا يشنون هجوماً إرهابياً على السفارتين الفرنسية والأميركية في دمشق؟ تصور لو أن رجلاً أنقذ أبنائك من الموت وبدل قول ” شكراً ”  تصفه ديبلوماسيتنا بالإرهابي وتضعه كما المجرمين على لوائح عقوبات متغطرسة (…) ويتابع الضابط الفرنسي السابق فيقول:

إن هذا الضابط السوري (العقيد مخلوف) وقادة آخرين نفذوا مهمات في السنوات الماضية لم يكن تأثيرها الإيجابي على السوريين فقط بل على الشعب الفرنسي وعلى شعوب أخرى في الشرق والغرب، ولا أخفي سراً ان الرجل حصل على مذكرات شكر علنية وجهتها إليه شركات أوروبية كبرى في مجال صناعة الأدوية حيث كان له دور بارز في تدمير مصانع الأدوية المزورة وفي ملاحقة والقضاء على كبار تجار المخدرات الذين كانوا يستقدمون الآفات المخدرة من دول مثل أفغانستان مروراً بسورية ثم يصدرونها عبر لبنان إلى أوروبا وعلى الخصوص إلى فرنسا، شخصيات كهذه وضعناها على لوائع العقوبات بدل توجيه الشكر لها كما فعلت شركات الأدوية الأوروبية على سبيل المثال.

ويتابع المصدر الفرنسي فيقول :

لقد حصلنا من خلال التعاون الأمني مع السوريين وخاصة مع قائد وحدة تعمل في دمشق ومحيطها من أقرباء الرئيس على معلومات قيمة أدت إلى كشف مخطط عام 2008 كان مقدراً له أن يقتل آلاف الفرنسيين في مترو أنفاق باريس وقد حصلت المخابرات السورية على معلوماتها بعد إلقاء القبض من قبل العقيد مخلوف على قيادات كبيرة من تنظيم القاعدة كانت في طريقها عبر سورية إلى لبنان ومن مطاره إلى فرنسا لتنفيذ تلك العملية ومن الإرهابيين القياديين الذي اعتقلهم السوريون مجموعة من أخطر إرهابيي القاعدة منهم: أيمن الضاهر الملقب بخالد الكاشف وعبد الله عزام (غير القيادي التاريخي المعروف) وغسان أبو القصب وعبد الحكيم قاسم ونعمان المندو وليث بدران (أردني) وأخطر الإرهابيين المشرقيين على الإطلاق أسعد حورية قائد عملية مترو باريس التي لو حصلت بالطريقة التي كانت مخطط لها أن تحصل لقتل فيها آلاف الفرنسيين وهي أخذت سنوات من التخطيط من قبل قادة التنظيم الدولي للقاعدة.

كانت وفود الأمنيين الفرنسيين شبه مقيمة في دمشق وتلتقي بقادة الأجهزة الفرنسية فهل سيتابع قادة الأجهزة السورية تعاونهم معنا في مكافحة الإرهاب الذي يخطط لقتل المدنيين في فرنسا ونحن وضعنا أولئك القادة الأمنيين في لوائح العقوبات ومنعنا دخولهم إلى أراضينا ؟ هل هناك عقل في السياسيين الفرنسيين حين يعتقدون أن رد الجميل للسوريين يتمثل في دعم الإرهابيين أنفسهم الذين قاتلناهم سوياً والسوريين. هم (السوريون) أنقذونا من عمليات إرهابية ونحن نمول العمليات الإرهابية على أراضيهم، هل هذه سياسة حكيمة ؟

هل يمكن لآراء مماثلة لرأيه في الأجهزة الفرنسية أن تبدل المعطيات على الارض ؟

يقول المصدر الفرنسي: نعم يمكن للكثير من العاقلين في الأجهزة الفرنسية أن يؤثروا مستقبلاً في القرار السياسي الفرنسي وخاصة بعدما فشلت الدول الأوروبية في مسعاه لتكرار السيناريو الليبي في سورية، والموقف الروسي سيساهم في دعم موقف العقلاء في فرنسا وسيجعل من الضغوط على الموتورين الساعين لإرضاء الاميركيين في موقف صعب مع تكشف الحقائق الساطعة التي تؤكد أن النظام السوري باق والدعم الروسي له استراتيجي ولن يتبدل أو يتغير بل نحن من يجب أن يفعل ومن أجل مصالح فرنسا لا من أجل مصالح السوريين.

رسائل شكر من جهات أوروبية إلى ضباط سوريين :

سيريان تلغراف | عربي برس

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock