اقتصاد

جديد الاقتصاد : مقايضة السلع بالسلع للاستغناء عن الدولار واليورو

كشف معاون وزير الاقتصاد للتجارة الخارجية حيان سليمان عن صدور القرار 1409 عن وزير الاقتصاد الخاص بتشكيل لجنة لإدارة عمليات المقايضة.

وقال: “هناك توجه سوري عميق لتعميق العلاقات مع الدول الصديقة وبكافة المجالات سواء عن طريق المقايضة أو غيرها لكن هناك محاولة تأمين انسياب السلع من سورية للخارج وبالعكس، وبعد دراسة الأسواق تبين أنه يمكن الاستغناء عن الدولار واليورو عن طريق مبادلة السلع بسلع، لكن هذا لا يعني أن سورية تنقصها الاحتياطيات النقدية بل على العكس، وأكبر دليل على ذلك أنه يوجد بين الهند وروسيا اتفاق للتعامل بالعملات الوطنية والتبادل السلعي”.

وبيّن سليمان أنه ضمن هذا الإطار أتى التوجيه بدعم علاقات التعاون مع هذه الدول وفتح مراكز تجارية لها في سورية، وأيضاً فتح مراكز سورية في هذه الدول.

معتقداً بأنه إذا ما تم تطبيق هذه العملية بشكل واضح فإن سورية ستحاصر من أراد محاصرتها، وستتعامل مع كل الدول التي أثبتت مصداقيتها ووقفت معها خلال هذه الأزمة مثل دول الاتحاد الجمركي وروسيا وبيلاروس وكازاخستان والصين وإيران والعراق والهند وأوكرانيا ودول أميركا اللاتينية.

وأكد أن كل دول العالم تتعامل مع بعضها بالتبادل السلعي الداخلي، وتشير آخر المعلومات إلى أن هناك 62% من تعاملات أوروبا هي داخلية.

موضحاً أن السلع التي ستبادل سورية الخارج فيها هي تلك التي تحمل مزايا تنافسية لدينا مثل: المفروشات والأقمشة القطنية وزيت الزيتون والخضار والفواكه والمواد الخام والقمح والقطن وبعض الصناعات الهندسية والفوسفات.

وستحاول الحكومة السورية زيادة عدد هذه السلع والبحث عن جميع المزايا التنافسية لتواجد السلع السورية في الأسواق الخارجية وحجز مساحة كبيرة لها ضمن هذه الأسواق.

أما السلع التي ستحصل عليها سورية من الخارج نتيجة المبادلة فيمكن أن تتركز على السلع الغذائية التي لا تستطيع سورية تلبيتها عن طريق الإنتاج الداخلي مثل السكر، حيث إن 50% منه مستورد من الخارج، يضاف لذلك المشتقات النفطية وبعض مستلزمات العملية الصناعية وبعض السلع الوسيطة في العمليات الإنتاجية.

لافتاً بحسب صحفية “الوطن” المحلية، إلى أن “وزارة الاقتصاد” قامت بدراسة الأسواق ووجدت أن كل هذه المتطلبات موجودة بشكل فعلي في أسواق الدول الصديقة.

وتحدث سليمان عن وجود اتفاقيات مع الدول التي ستتم معها عمليات المقايضة منها ما وقع وأخرى قيد التوقيع، قائلاً: “نستعد لحوار مع دول الاتحاد الجمركي وروسيا وبيلاروس وكازاخستان، ونريد إقامة اتفاقيات تجارة حرة مع هذه الدول، وهناك اتفاقيات مع إيران علماً بأن الدولة الأولى التي وقعت معها إيران اتفاقية تجارة حرة هي سورية، وقد تم تنظيم عدة اجتماعات بغرض إتمام موضوع المقايضة، حيث ترأس وزير الصناعة اجتماع للعلاقة بين روسيا وبيلاروس وكازاخستان ووضعت النقاط على الحروف وتمت مناقشة احتياجاتنا من هذه الدول بالتنسيق بين الوزارات وخاصة الصناعة والزراعة والخارجية والاقتصاد ونحن بصدد دراستها وتبويبها وننتظر عقد اجتماعات اللجان المختصة بهذا الموضوع للانتقال من الحيز النظري للممارسة العملية”.

وبشأن إمكانية الاستغناء الفعلي عن الدولار واليورو، قال سليمان: “إن ذلك لن يكون بشكل عملي إلا أنه تمت إقامة منطقة اقتصادية تتعامل بالعملات المحلية، وهذا ما اعتمدته أميركا اللاتينية في تسعينيات القرن الماضي عندما تعرضت لحصار اقتصادي من قبل الولايات المتحدة الأميركية وتعتمده الآن دول البريكس، وتسعى سورية للتعامل مع هذه العملات وكلما زاد التعامل بها كلما قل الاعتماد على الدولار واليورو، وبقناعتنا أن هاتين العملتين ليستا قدراً وإنما وسيلة من وسائل التبادل يمكن استبدالهما بالسلع”.

سيريان تلغراف | الوطن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock