اقتصاد

السوريون يتعرضون لعمليات احتيال بعقود عمل وهمية

وصلت إلى “الاقتصادي” شكاوى لعدد من الشباب السوري حول تعرضهم لعمليات نصب واحتيال من قبل أشخاص وشبكات تدعي أنها أمنت لهم وظائف في شركات عالمية، سرعان ما تبين أن العملية “نصب واحتيال”.

وقال أحد ضحايا تلك الشبكات في اتصال مع “الاقتصادي”: “في تمام الساعة 12 ليلا وردني اتصال من رقم دولي وعندما فتحت الخط رحب بي شخص يتكلم العربية لكن ليس بطريقة احترافية وادعا أنه يمثل شركة عالمية، وأنني قد نجحت في الحصول على وظيفة لدى تلك الشركة وأنه تم ارسال عقد عمل يتضمن تفاصيل الوظيفة والحوافز والراتب وغير ذلك، وطلب المتصل مني أن أقرأ العقد جيدا ثم أرد بالموافقة أو عدمها على الايميل”.

وأضاف “لقد وافقت على العمل وأرسلت ايميل بذلك فطلب مني تحويل مبلغ مالي لحساب شركة ادعى أنها تنشط في التأمين الصحي، لكنني لم اقم بذلك لأن صديقاً لي حدثت معه نفس القصة حيث ارسل المبلغ لشركة تأمين، وعند التواصل مع الشخص الذي طلب تحويل المبلغ وأنه يمثل الشركة طالبة الموظفين، لم يرد على الهاتف”.

وقال شاب آخر: “تلقيت اتصالا من شخص من السنغال وادعى ذلك الشخص بأنه قد رآه في المنام وأنه وفر له فرصة عمل في دولة أفريقية براتب مغر لكنه طلب منه تحويل مبلغ من الدولارات لحساب شركة”. وهي نفس الطريقة التي اتبعت مع الشاب السابق.

وتتم عملية الاحتيال بشكل محترف بحيث يتلقى طالب العمل عقداً يحمل لوغو شركات عالمية، ويطلب منه التوقيع عليه، ومن ثم دفع تكاليف الفيزا والتأمين الصحي على أن تعيده الشركة لهم لاحقاً، بينما يحصل هو أن النصب يتم عبر دفع هذه الدولارات للمكتب الذي يؤمن الفيزا او التامين الصحي والذي يرتبط اصلاً بتلك الشركة المحتالة.

وبحسبة بسيطة يتبين أن الشركات التي تدعي أنها توظف أشخاصا سوريين، إذا نجحت في النصب على 500 شخص وبمبلغ 300 دولار لكل واحد لقاء التأمين الصحي أو الفيزا، يكونوا قد حققوا نحو 150 ألف دولار أميركي شهرياً.

مدير “المرصد الوطني لسوق العمل” كنان بهنسي دعا الشباب السوري إلى اليقظة والحذر حيال هذه الشركات والأشخاص الذين يحترفون النصب والاحتيال ويستغلون الظرف الذي تمر به البلاد.

وقدم في لقاء مع موقع “الاقتصادي” عدداً من النصائح للشباب الباحث عن العمل، أبرزها التحقق من اسم الشخص الذي يتصل أو يرسل محتوى عبر البريد الالكتروني كالعقود ووثائق العمل وغيرها، ثم التواصل مع الشركة الأم عبر موقعها الالكتروني الأصلي والتحقق من اسم الشخص والتأكد منها (الشركة) هل يتبع ذاك الشخص لها وهل هو من ضمن كادرها الإداري.

وطالب بهنسي الشباب بعدم وضع السيرة الذاتية وكذلك رقم الهاتف والبريد الالكتروني على مواقع الكترونية غير موثوقة والتحقق من تلك المواقع ومدى شهرتها واهميتها في تأمين فرص العمل.

وقال بهنسي للاقتصادي: “على الشباب الذي يتعرض لمثل هذه الحالات أن يتريث وأن يقوم بالبحث والتحري سواء بنفسه أو عن طريق شخص أكثر منه معرفة وخبرة واطلاع سواء في التوظيف أو في البحث على الالنترنت وكذلك عدم ارسال اية وثائق تخص الباحث عن العمل مالم يكن متأكداً من الجهة الطالبة للشواغر”.

مبيناً أن الشركات التي تطلب موظفين لاتلزمهم أبدا بدفع مبالغ مالية مقدمة لقاء الفيزا أو النقل أو التأمين الصحي وغير ذلك، فأجور النقل والإقامة في أي دولة تكون على نفقة الشركة وكل ذلك يتم قبل إجراء مقابلة العمل.

سيريان تلغراف | الاقتصادي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock