الصحف العربية

الديار : قصة اردوغان والفار رياض الاسعد والسر الكبير

وصلنا الى هاتايا بسيارة تاكسي تركية لم يكن السائق يفهم علينا ولم نكن نفهم عليه، فقلنا له نريد فندق فأوصلنا الى الفندق. وضعنا اغراضنا وبدأنا نتحرك فوجدنا لبنانيين كثيرين منهم اهالي المخطوفين، وهم يراجعون بشأن آخر معطيات اولادهم او اقاربهم المخطوفين.

في هاتايا المواطنون هم في تركيا ولكنهم يتكلمون اللغة العربية وهم سوريون لكنهم تحت الاحتلال التركي، انما منذ ان تم سلب لواء اسكندرون وكيليكيا وجعله ضمن تركيا اصبح سكان كيليكيا واسكندرون تحت الحكم التركي.

تعرفنا على رجل عربي من سكان اسكندرون، وسألناه بعد معرفتنا به جيداً كيف يمكننا الوصول الى المكان الذي كان فيه رياض الاسعد، فأجابنا ببساطة كاملة انه على بعد 2 كلم من هنا، ويمكنك المشي 10 دقائق وتصل اليه وهناك سترى جنود أتراك، وابنية وغيرها.

وصلنا سيراً على الاقدام بعد 10 دقائق من المشي، تكلمنا مع جندي فرفض الحديث، حاول المصور ان يأخذ صورة، فصادروا آلة التصوير، قلنا لهم يمكننا ان نلغي الصورة فأجابوا كلا، فأخذوا آلة التصوير. وطلبوا منا الابتعاد حوالى 50 متر عن المدخل. ماذا يوجد هناك؟ رياض الاسعد اعطته تركيا ثكنة عسكرية هي جزء من ثكنة عسكرية تركية كبرى، وكان مقره مؤلف من 3 بنايات وساحة واسعة مثل ملعب كرة قدم، عدنا نحاول مع جندي ان نرى رئيسه، فطلب الانتظار ثم جاء ضابط فقلنا له لسنا جواسيس انما صحافيين نريد فقط ان نرى مكان رياض الأسعد. ولم يعد لدينا آلة للتصوير او غيرها. فطلب تسليم الخليوي الذي نملكه الى الحرس ونضعه على المدخل، وقام بتفتيشنا ثم قال تفضلوا وادخلوا. دخلنا الى مبنى مؤلف من 6 طوابق، فارغ كلياً، لا يوجد فيه شيء، من الطابق الاول الى السادس لا يوجد شخص يداوم والمكاتب مفتوحة، ثم نزلنا ورأينا المبنيين وكل مبنى مؤلف من 6 طوابق، على الجدران كتابات عن الجيش السوري الحر، وفي الارض اوراق مرمية مبعثرة غير معروف ما هي، على عكس ما هو في المبنى الاول الذي كان نظيفا للغاية فان المبنى الثاني والثالث كانا في الفوضى وكانا بحالة وجود اوراق على الارض مبعثرة ووثائق، اما الساحة الكبرى التي هي موقف للسيارات فلا يوجد فيها الا سيارة واحدة.

تعارفنا على صحافي تركي واصبح صديقا لنا بسرعة، وسألناه عن رياض الأسعد، فقال كان هناك حوالي 30 ضابط سوري برتب عالية يساعدون رياض الاسعد، وأنا كصحافي أتابع كل يوم نشاط العقيد رياض الاسعد وأزور مقره. وفي يوم من الايام جئت لأزوره فمنعني الجيش التركي وكانت شاحنات تنقل أغراض من المبنى مع وثائق وسجلات، وفي المبنيين الاخريين يوجد حوالي 250 ضابط ورتيب وعنصر يعملون والعقيد رياض الاسعد كان قائدهم ولديه الكثير من المعلومات لكن عبثا حاولنا ان نحصل على معلومة واحدة فلم يكن يقول.

اخيراً بعد الحاح قال اسألوا أردوغان فقضية رياض الاسعد هي قرار شخصي اتخذه اردوغان رئيس الوزراء التركي. وملف العقيد رياض الاسعد مع حوالي 200 ضابط ورتيب وعلى طاولة الرئيس أردوغان.

هو قال لا يعرف شيئا اين هو رياض الاسعد، لكن قال ان المركز هنا كان يعجّ بالحركة ومسلحين يأتون من سوريا الى تركيا ثم يعودون الى سوريا، وكل هذه الحركة ذهبت فجأة واختفى 200 ضابط مع العقيد رياض الأسعد ولم يعد أحد يجدهم.

ابتسم اخيرا هذا الصحافي التركي وقال انا مختصّ بالشؤون العربية واتكلم اللغة العربية اقول لكم هنا وهناك لن تجدوا جواب وحده الرئيس اردوغان يعرف وهو الذي تعاطى بالموضوع شخصيا، حتى ان الجيش التركي وقيادته لا علاقة لهم بالموضوع بل هو قرار اتخذه رئيس مجلس الوزراء التركي اردوغان ونفذه الجيش باخلاء 3 مباني كبرى كانت تضم حوالي 600 شخص ويعملون ليل نهار وساحة كبيرة لوضع آليات منها عليها رشاشات ثقيلة واضافة الى سيارات الضباط والعاملين هناك.

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock