بلدنا اليوم

زمن الإنشقاقات .. لا للجنس اللطيف في المجلس الوطني السوري

أعلنت المُعارضة السورية يارا نصير إنسحابها من المجلس الوطني السوري، إحتجاجاً على ما إعتبرته عجز المجلس عن القيام بمهامه، وإتباع طريقة الإقصاء غير المبررة لبعض المعارضين، وتجاهل السوريين الخائفين على مستقبل البلاد.

وقد أصدرت نصير بيانا جاء فيه “بعد اجتماع الهيئة العامة في المجلس الوطني خلال الأيام الماضية ونتائج انتخابات الأمانة العامة البارحة، أجد نفسي مضطرة لإعلان انسحابي من المجلس الوطني السوري الذي لم أعد أجد فيه ما يمكن أن يمثل آمال السوريين في السعي إلى التغيير وإلى إحقاق دولة المواطنة والديمقراطية”.

وتابعت نصير قائلةً “لا زلت أذكر حماسي منذ ثلاثة عشر شهراً لولادة مجلس سياسي ديمقراطي يؤذن بانتهاء الديكتاتورية في بلادي ويخطو إلى الأمام خطوة جديدة في سبيل ولادة سوريا ديمقراطية حرة.

ومع مرور الأشهر تولدت لدي قناعة كما الكثيرين عن عجز هذا المجلس عن القيام بمهامه، ألا وهي تمثيل السوريين جميعاً بمختلف أطيافهم وتوجهاتهم وعجزه عن إدارة مرحلة انتقالية تضمن العدالة والمساواة للجميع.

استندت هذه القناعة على الطريقة التي شكل بها المجلس وعلى تحكم بعض الكتل السياسية فيه والتي رفضت ولاتزال حتى اللحظة مصرة على رفضها وإقصائها لسوريين آخرين يشاركونها هموم التحرر والعدالة والتغيير دون أن يشاركوها بالضرورة الوسائل عينها لتحقيق هذا الهدف”،مضيفةً” وإن كان المجلس الوطني يدعي تمثيل الثورة، فإنه قد فشل لا فقط بتمثيل جميع توجهات الثورة وإنما أخطأ أيضاً بتجاهل بقية السوريين من صامتين وخائفين على مستقبل البلاد”.

وأكملت نصير “في الأشهر الأخيرة راقبت بألم شديد كيف تحول نضال المجلس الوطني في سبيل الحرية إلى صراع على السلطة بين مجموعة من الكتل والشخصيات لم تعد أسماؤها خافية على أحد، وما رافقه هذا الصراع من تهميش للشباب وللطاقات والقدرات السورية.

وإني إذا أعلن تحملي كامل المسؤولية مع بقية الأعضاء إلى الحال التي وصل إليها المجلس، كنت وبصدق أعول على اجتماع الهيئة العامة الأخير لإحقاق تغيير حقيقي في رؤى وآليات عمل المجلس نحو مزيد من الديمقراطية وقبول الآخر”.

نصير أشارت إلى أنه “بعد نتائج البارحة، والهجوم غير المحق الذي يشنه أعضاء المجلس على تشكيلات المعارضة والمبادرات السياسية الأخرى ، أرى أن التغيير الذي طمحت إليه وصل إلى أفق مسدود لا يمكن إصلاحه، وأن المجلس أغرق ذاته في دوامة العنف الفكري والإقصاء ورفض الآخر بشكل نهائي لا أمل فيه بالشفاء”، مضيفةً “لم يعد باستطاعة المجلس الوطني بعد الآن الخروج بحلول للأزمة في سوريا.

وهو بإصرار معظم كتله وأعضائه على دعم العسكرة وطلب التدخل الخارجي دون جدوى ودون القدرة على تقديم رؤية سياسية بديلة، تسهم في إنقاذ البلاد وتخفيف الخسائر في الأرواح والممتلكات، أصبح الآن في نظري معيقاً لإيجاد حل للكارثة الحاصلة في سوريا.

وأرى وبصدق أنه من الأفضل ألا يستمر وأن نعترف كأعضاء وبشجاعة أننا فشلنا ونفسح المجال لكل أولئك الذين استبعدناهم دون وجه حق للمساهمة في تشكيل مستقبل البلاد”.

وختمت بالقول “خلال السنة الماضية، كان لي شرف العمل مع العديد من الأعضاء الرائعين ضمن المجلس، وأود أن انتهز الفرصة لأشكرهم على إخلاصهم وتفانيهم في العمل ولأتمنى للجميع القدرة على الاستمرار والصمود لما فيه خير الشعب السوري الذي ذاق من عنف النظام ومن تخاذلنا معاً صنوف العذاب، وأقدم أعتذراص ولو متأخراً من الشعب السوري على الحال التي وصلنا إليها.

وكلي ثقة بأن شعبنا العظيم، الذي أثبت للعالم أنه شعب لا يقهر، سوف يداوي جراحه بنفسه ويمضي نحو مستقبل عادل وكريم دفع ثمنه غالياً من دم أبنائه”.

سيريان تلغراف | عربي برس

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock