بلدنا اليوم

مرتزقة ومجرمو الغرب يحولون منازل داريا إلى سجون مظلمة للأطفال وذويهم

لم تكن الأيام التي قضاها قصي وعبير ومحمد وأشقاؤهم محاصرين مع أسرهم في منازلهم التي حولها الإرهابيون إلى سجون لا يسمح لأهالي داريا بمغادرتها سهلة على أطفال كانت أيامهم الماضية كلها لعب ومرح وسعادة إلى أن جاءت المجموعات الإرهابية المسلحة لتسرق منهم هذه الأيام وتحولها إلى ظلام.. لن ينسوا ما عانوه وما شاهدوه خلالها من إجرام وأعمال تخريبية عمد الإرهابيون إلى تنفيذها لترويع الأهالي.

لن ينسى قصي ابن التسع سنوات إطلاق النار على منزله من قبل الإرهابيين.. كلمات التهديد لن تغيب عن مسامع عبير (11) عاما.. ولا تزال تدوي في إذني محمد أصوات طلقات الرصاص التي أطلقها الإرهابيون على كل شيء في المنزل في محاولة يائسة لإجبار الأهالي على الإذعان لمطالب القتلة بترك منازلهم التي تحمل في كل ركن منها ذكريات ملؤها السعادة والضحكات.

“الله يحميكم” يقول قصي وهو يركض باتجاه أحد بواسل جيشنا البطل الذين أنقذوه وأسرته من براثن المجموعات الإرهابية في منزله بداريا مع عديد من الأسر التي اتخذوها رهينة لتنفيذ أعمالهم الإرهابية وارتكاب كل ما نهى عنه الله وحرمته الشرائع والقوانين.

ويشير قصي بعد أن اجتاز طريق المعامل في بساتين داريا الشرقية برفقة الجيش مع والدته وأشقائه الستة إلى ” أن الإرهابيين أطلقوا النار على المنزل بينما كنا في الداخل.. طلقات رصاصهم حطمت زجاج النوافذ وأحدثت تصدعات في الجدران.. ظننا للوهلة الأولى أن البيت سيقع على رؤوسنا”.

بانفعال شديد تقول عبير التي تفيض حيوية ونشاطا والابتسامة والثقة مرتسمة على وجهها الطفولي “حبسنا الإرهابيون في غرفة واحدة واخذوا يهددوننا وهم يصوبون أسلحتهم باتجاهنا.. كنا ننتظر بفارغ الصبر وصول الجيش.. لم نخف لقد كنا على ثقة ان الجيش سينقذنا”.

ويروي الطفل محمد (14) عاما كيف أن الإرهابيين هاجموا منزله وطلبوا من أسرته الخروج ليتخذوه مكانا للقيام بأعمالهم الإرهابية والاعتداء على عناصر الجيش .. يقول وهو يتحدث بكل هدوء:” عندما رفضنا الاستجابة إلى مطلبهم حبسونا في غرفة واحدة أغلقوا الباب.. كانت دموع والدتي لا تقف وعندها أحسست أنهم سينتقمون ويقتلوننا .. لقد أطلقوا النار بكثافة وبشكل عشوائي داخل غرف المنزل بقصد اخافتنا ما تسبب بإحداث فتحات في الجدران”.

لم تتوقف أعمال المجموعات الإرهابية عند ترويع الأطفال واتخاذ الأهالي دروعا بشرية تماديا في ممارساتهم الوحشية فلم ينج من إجرامهم مسجد التوبة المطل على طريق المصانع الممتد حتى مشارف مدينة داريا حيث استهدفوا مئذنة المسجد الذي شيد قبل تسع سنوات وكسروا أبوابه ونوافذه ودنسوا أروقته.

وعلى طول الشارع الذي تنتظم على جانبيه المحلات التجارية ومنشآت صغيرة ومتوسطة كانت المحرك الحيوي لنشاط المدينة تجاريا واقتصاديا واجتماعيا قضى الإرهابيون على العديد منها بالتخريب والسلب والنهب وحولوا بعضها التي كانت تعيل أسرا بكاملها إلى معامل لتصنيع العبوات الناسفة والإرهاب والموت.

وفي أبنية قيد الإنشاء اتخذ الإرهابيون أقبيتها المظلمة ليقيموا حدود إرهابهم بحق الأهالي الآمنين بعد خطفهم والتلذذ بتعذيبهم بالأدوات الحادة ذنبهم الوحيد أن حبهم لوطنهم أكبر من حبهم لحياتهم.

سيريان تلغراف | سانا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock