بلدنا اليوم

٧ آلاف مختطف في سوريا ولجنة المصالحة الوطنية تقرع ناقوس الخطر

7 آلاف مواطن سوري مختطف في مختلف المحافظات السورية من قبل عصابات إرهابية مسلحة،امتهنت هذا العمل المشين بهدف المتاجرة والربح السريع أو المساومة والتفاوض. هذا الرقم الكبير تم الكشف عنه لأول مرة في عمر الأزمة السورية من قبل المهندس قاسم خليل سليمان أمين سر اللجنة المركزية للمصالحة الوطنية في سورية ورئيس مكتب إعلامها.

وبالطبع الرقم المذكور ليس مجرد تخمينات وتقديرات حسابية لما أفرزته الأزمة الحالية من ظواهر سلبية في المجتمع السوري، بل أرقام موثقة ومسجلة برقم الهاتف والمكان والزمان لدى مكتب متابعة شؤون المخطوفين في لجنة المصالحة الوطنية وكذلك الوزارة المختصة (وزارة المصالحة الوطنية )، وفق تأكيدات اللجنة المركزية للمصالحة الوطنية لموقع “العهد الإلكتروني .

الخطير في الأمر أن ظاهرة خطف المواطنين السوريين في وتيرة مرتفعة ربّما لقلة التمويل اللوجستي المقدم من قبل مشايخ الخليج العربي وعلى رأسهم السعودية وقطر، للمسلحين الأمر الذي يدفع كثيرا من العصابات المسلحة إلى تعويض ذلك عبر اختطاف مواطنين وطلب فدية مالية، وفق ما أكد قاسم سليمان.

2000 مختطف في دمشق وريفها

الغريب في الأمر أن ظاهرة الخطف بعد أن بدأت بشكل ملحوظ في محافظة حمص وانتشرت سريعا في قراها، امتدت لتطال أيضاً العاصمة دمشق وريفها،حيث سجل أعلى رقم حصل عليه الخاطفين من ذوي المخطوفين ما يقارب 6.5 مليون ليرة سورية ،هذا ما أكده أمين سر اللجنة المركزية للمصالحة الوطنية الذي أشار إلى أن “محافظة دمشق وريفها دخلت مؤخرا في نفق خطير عبر ازدياد عمليات الخطف فيهما حيث وصلت أعداد المختطفين في كلتا المحافظتين (دمشق وريفها) إلى ما يقارب 1800 -2000 مختطف ولهذا فإن اللجنة تتابعهم بشكل يومي وتتواصل مع الجهات المعنية عن طريق أقنية معينة مع الخاطفين في محاولة منها لإيجاد حل”.

رئيس مكتب الإعلام في لجنة المصالحة الوطنية اعتبر أن “ظاهرة الخطف ليست ثقافة السوريين الذين يعرف عنهم التسامح والوحدة الوطنية بل هي ثقافة “الغرباء” الذين دخلوا إلى سوريا تحت مسمى “القاعدة” و”الإرهاب” وهذا ما أحدث شرخاً اجتماعياً في صفوف المجتمع السوري وكذلك حالة اجتماعية سيئة تحاول اللجنة قدر الإمكان أن تعالجها ” .

وبحسب،سليمان، فإن نسب عمليات الخطف تتفاوت بين محافظة وأخرى ، إلا انه في الوقت نفسه ، طرح سؤالاً وضعه برسم الجهات المعنية قائلاً: “عندما يتم اختطاف شخص ما ، ووضعه في سيارة في منطقة ما في دمشق ، فإننا نتفاجأ كلجنة بعد عدة أيام انه يتواجد في محافظة القصير في حمص ، وهنا نتساءل ، عن كيفية وصوله إلى حمص في ظل وجود حواجز للأمن والجيش؟”.

أهداف الخطف

أما فيما يتعلق بأهداف الخاطفين ونواياهم الخبيثة فردها سليمان إلى شقين الأول تجاري بقصد الحصول على المال، كأن يتم اختطاف أبناء التجار والوجهاء والمسؤولين، والثاني إرهابي بهدف إثارة النعرات الطائفية بين مختلف مكونات المجتمع السوري والأخطر إشعال الفتنة بين الطوائف السورية ( سني وعلوي وشيعي ودرزي ) كأن يتم خطف وقتل أحد من الطوائف بهدف إثارة الفتنة وإضعاف الثقة بالسلطة السياسية للإيهام بأنها غير قادرة على حماية المواطنين “.

ولم يخف سليمان في حديثه لموقعنا أن “الضباط والشخصيات الكبيرة وأصحاب العقول من أساتذة الجامعات هم من أكثر الشرائح الاجتماعية استهدافاً من قبل الخاطفين ، حيث يتم المفاوضة أحيانا على ضباط لإطلاق سراح موقوفين ،أو أن يتم خطف ضابط معين والتفاوض على إطلاق سراحه مقابل 50 قطعة سلاح خفيف وهذا أمر يدعو للاستغراب”.

اللجنة تنبه السوريين

لجنة المصالحة الوطنية دعت أهالي وذوي المخطوفين عبر موقع “العهد ” إلى ضرورة الامتناع عن دفع الفدية المالية للمخطوف لحين إيجاد الحل المناسب ، ولاسيّما أن دفع المال يشجع على عمليات خطف أخرى.

كما حثّ سليمان ذوي المخطوفين على التواصل مع اللجنة بهدف التفاوض والتواصل مع الخاطفين للوقوف على مطالبهم في حال كانت غير مالية، وأضاف “في حال أكان لديه موقوف لم تتلطخ يده بالدماء فنحن على استعداد على إخراجه”.

وأكد سليمان أن “دور لجنة المصالحة الوطنية هو دور تواصلي مع الجهات المعنية وأهالي وذوي المخطوفين وحتى الخاطفين، إضافة إلى دورها في توعية الناس وكذلك التواصل مع شيوخ العشائر باعتبار أن لدى كثير منهم إمكانية الوصول إلى كثير من المناطق والمحافظات ،فدورنا ليس نظري بل وطني كي يخرج وطننا من الأزمة”، مشيراً إلى أن “مشكلة الخطف لا حل لها وأن لجنة المصالحة لا يمكن أن تعمل لوحدها بل في سياق تضافر جميع جهود الجهات المعنية وكذلك تعاون الناس”.

سيريان تلغراف | العهد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock