الصحف العربية

السفير : لافروف يحذر .. أنظمة أخرى ستسقط قبل سوريا .. وتركيا وقطر ستدفعان الثمن غالٍ

نقلت صحيفة السفير اللبنانية تسريبات عن وقائع لقاء جمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع معارض سوري قالت أنه بارز، مشيرة إلى قناعة موجودة لدى لافروف أن شهران سيمضيان قبل أن تتقدم أي محاولة جديدة للحلّ السياسي في سوريا. وأنه يرى بأن «المهلة ليست رهاناً عشوائياً، ولكنها قناعة وزير الخارجية الروسية والتي تقوم على عناصر واقعية أكثر من التحليل».

ونقلت الصحيفة عن كلام أدلى به لافروف للمعارض السوري قائلا: «شهران ستنشط خلالهما المعارك وحدها، من دون أي أفق سياسي لدمشق. بعض التأجيل تقني الأصل: استكمال بناء الإدارة الأميركية لجهازها السوري الذي يشهد تغيرات في صفوفه. فردريك هوف المستقيل، هيلاري كلينتون المغادرة نحو قدر رئاسي قد يجعلها تخلف أوباما، وإدوارد دجردجيان، سفير واشنطن في دمشق التسعينات، الذي يدشن مهمته بمحاولة تجديد شبكته السورية القديمة عبر اتصالات، برفقة مسؤولين أمنيين أميركيين حاول إجراءها في باريس الأسبوع الماضي مع بعض قادة المعارضة السورية».

وبحسب المعارض السوري، فقد «أبلغ الروس المعارضة أن أحدا لن يكون على استعداد للذهاب إلى أي طاولة حوار أو مفاوضات سواء من المعارضة السياسية الخارجية، أو من المعارضة المسلحة في الداخل، أو حتى من الرعاة الدوليين من أميركيين وأوروبيين، نظرا لوصول كميات كبيرة من الأسلحة إلى جميع الجبهات السورية خلال الأسابيع الماضية. وهو ما أدى إلى ارتفاع عديد مقاتلي «الجيش الحر» ونوعية الأسلحة التي حصل عليها مؤخراً، لا سيما صواريخ أرض جو» .

وأضافت الصحيفة أن «الروس نهاية عام صاخب في دمشق وحولها، بسبب ارتفاع الرهان على الحلّ العسكري أكثر من أي وقت مضى، وعلى استعادة االمقاتلين المبادرة العسكرية في ريف دمشق، ومحاولتهم فرض حصار خانق على العاصمة قبل محاولة اقتحامها».

وقالت الصحيفة: «أبلغ الروس المعارضة السورية أن امتحان المعارضة العسكرية في ريف دمشق لزحزحة النظام بات يفرض نفسه، قبل عودة موسكو إلى محاولة التقارب مع الأطراف الإقليمية والدولية، لا سيما الولايات المتحدة، لاستكشاف احتمالات مؤتمر ثان لمجموعة العمل الدولية في جنيف».

وأبلغ لافروف معارضين سوريين أن «ثلاثة لقاءات جرت مع واشنطن ومجلس التعاون الخليجي والأتراك قد أخفقت في التوصل إلى نقاط تقاطع مشتركة حتى الآن». وقال «إنه يعمل على التحضير للقاءات ثنائية مع واشنطن لعقد مؤتمر جنيف الثاني حول مجموعة العمل الدولية لسوريا، شرط أن تنضم إيران ومصر إلى الدائمين الخمسة في مجلس الأمن وقطر وتركيا والإتحاد الأوروبي والجامعة العربية.»

لكن الصحيفة قالت أنه: «من غير المنتظر أن تنشط عجلة جنيف الثانية قبل شهر شباط المقبل على الأقل، وذلك بسبب الانشغالات الأميركية والرهانات على الحسم العسكري، إلا أن الروس سيسعون إلى نقل مقررات جنيف الثانية إلى مجلس الأمن واستصدارها بقرار ملزم، من دون أن يتم تظليلها بالفصل السابع وإلزاميته».

وقال وزير الخارجية الروسي لمعارضين حسب «السفير» «لقد سمعنا كثيرا في الماضي عن قرب محاصرة القصر الجمهوري في دمشق، بيد أنه هناك أنظمة أخرى في المنطقة قد تسقط قبل أن يسقط نظام الحكم في سوريا».

وقال معارض سوري إن «الروس متمسكون بقوة بالجيش العربي السوري والحفاظ على قدرته على القتال والدفاع عن الدولة في سوريا، ليس دفاعا عن النظام السوري بحدّ ذاته، ولكنهم يعتبرون الجيش الضامن الوحيد لبقاء الأقليات في سوريا.»

ويرى الروس أن «الجيش العربي السوري لا يزال الممثل الوحيد لكل الاتجاهات والطوائف في سوريا، وقال لافروف للمعارضين السوريين في موسكو إن المعارضة الحالية في أطرها الحالية تنتمي إلى لون واحد من الشعب السوري وفئة سورية واحدة، وقد اضطرت إلى تعيين ممثلي الأقليات تعيينا في «المجلس الوطني» والائتلاف لعجزها عن ضمهم إلى صفوفها. ويعتبر الروس أن «المعارضة الخارجية، بوجهيها القديم في المجلس والحديث في الائتلاف، قد أخفقت مع صعود جناحها الإسلامي والجهادي في اجتذاب الأقليات أو تمثيلها أو تقديم ضمانات بشأن مستقبلها.»

وسمع المعارضون في موسكو توقعات روسية حسب الصحيفة بأن «القيادة السورية ستكون قادرة على فرض نفسها والبقاء في السلطة حتى الانتخابات في ربيع العام 2014». ووصف المسؤول الروسي ما تقوم به قطر وتركيا في سوريا «بأنه خطر جداً، وأنهما سيدفعان ثمنا غاليا وكبيرا لسياستهما». واعتبر أن «الإقدام على إنشاء منطقة عازلة سيكون تصعيدا خطرا بين تركيا وسوريا. وواهم من يظن، أنه سيكون قادرا على ضبط حدوده، ومنع الجهاديين من الوصول إلى أهدافهم في المنطقة إذا ما انتشرت الفوضى في سوريا، خصوصا أن الجميع متورط في النزاع من الأردن وتركيا ولبنان وقطر والسعودية». ويعتقد الروس أن أي تصور لحلّ سياسي في سوريا بات بديهيا، ولكنه ينبغي أن يميز ما بين الحوار والمفاوضات، وينبغي الفصل بين ضرورة استمرار الدولة السورية وتغيير النظام.

ويسعى الروس، حسب الصحيفة، من خلال اللقاءات مع معارضين سوريين، إلى «بناء قطب ديموقراطي مدني»، وينصحون في لقاءاتهم السورية بالعمل لبناء ذلك القطب، وإلا فإن الطاولة ستنقلب على الجميع لمصلحة الجماعات الجهادية في سوريا.

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock