مقالات وآراء

كلام الإبراهيمي .. والعد العكسي للقبول الأميركي بالحل السياسي في سوريا ؟ بقلم يوسف الصايغ

مجددا يطل المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي ليؤكد أن “حل الأزمة السورية ما زال ممكناً، مشيراً إلى وجود اتفاق أميركي ـ روسي على هذا الأمر، وعلى ضرورة أن يقوم أي حل سياسي على بنود “إعلان جنيف”. كلام الابراهيمي يأتي بعد اللقاء الذي جمعه ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ونائب وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز في جنيف، حيث اشار في بيان صادر بعد الاجتماع ان الاجواء كانت بناءه واتسمت بروح التعاون، كما اشار إلى ان البحث تطرق إلى سبل المضي قدماً بعملية سياسية وحشد المزيد من العمل الدولي بغية التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية”.

وأضاف البيان ان “الأطراف الـثلاثة شددوا على  ان العملية السياسية لإنهاء الأزمة في سوريا ضرورية وما زالت ممكنة”.واتفق المجتمعون على انه لا بد أن يقوم أي حل سياسي على بنود البيان الذي أصدرته مجموعة العمل التي التقت في جنيف في 30 حزيران الماضي، وعلى الاجتماع من جديد في المستقبل القريب.

موقف الابراهيمي  يأتي منسجما مع كلام وزير الخارجية الروسي الصادر عنه عقب اللقاء الاخير الذي جمعه بوزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، حيث اعلن لافروف ان اي حل سياسي للازمة السورية، لا بد وان يكون مستندا الى اعلان جنيف، بالمقابل لم تظهر الوزيرة كلنتون معارضتها للموقف الروسي، رغم انها لم تؤيده بشكل علني، واقتصر تصريحها بالسؤال متى سيقرر النظام السوري أن يشارك في العملية الانتقالية؟ وهذا ما تفسره المصادر المواكبة للحراك الدولي حول سوريا بأنه خضوع اميركي واعتراف من واشنطن بصحة الرؤية الروسية للحل في سوريا.

اما حول الموقف الأخير للابراهيمي فترى المصادر انه لا يأتي من عدم، خصوصا وانه يصدر في وقت تسعى واشنطن الى تطهير المعارضة السورية المسلحة من “جبهة النصرة”، لا سيما بعد تشكيل الائتلاف السوري المعارض وتشكيل هيئة جديدة للمعارضة المسلحة، ولكن اخراج المقاتلين الاسلاميين من جسم المعارضة المسلحة سوف ينعكس سلبا على سير المعارك لصالح القوات النظامية، فمسلحي جبهة النصرة وغرباء الشام ولواء التوحيد، يشكلون العمود الفقري للمعارضة السورية المسلحة ، وهذا ما ظهر جليا في داريا وقبله في رأس العين بمواجهة المجموعات الكردية.

كما ان تركيا تعتمد على هذه الفصائل في العمليات العسكرية التي تدعمها قرب حدودها وهذا ما يضعها في موقف مضاد للرغبة الاميركية باستئصلال تلك المجموعات من هيكلية المعارضة المسلحة حيث اقدمت على ادراج جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة على لائحة الارهاب، وهذا أيضا يضع المهلة الأميركية التي أعطتها للمعارضة كي تتمكن من تحقيق انتصارات ميدانية على القوات النظامية في مهب الريح، وهو ما يفسر التراجع الاميركي وبدء العد العكسي للقبول بالحل السياسي في سوريا بعد سلسلة الاخفاقات التي منيت بها المعارضة، لا سيما بعد ما سمي بـ”معركة المطار” وقبلها في حلب، وبالتالي فان ساعات الصفر والمهل الاسبوعية التي وضعها ائتلاف المعارضة السورية لسقوط النظام بدأت بالتلاشي، فالقوات النظامية وباعتراف اميركي لا زالت المسيطرة بقوة على الارض، وما يحصل ليس سوى تغيير في التكتيكات التي يعتمدها الجيش السوري في ادارة المعركة، فهل تسعى واشنطن في الوقت الضائع المتبقي ريثما تكتمل صورة ادارة اوباما الجديدة الى استنزاف المعارضة السورية المسلحة، ما يجعلها تقبل مكرهة على القبول بالحلول السياسية، وهي التي تدرك جيدا ان نشر الباتريوت في تركيا لا يمهد لأي عملية عسكرية اميركية داخل الأراضي السورية، وانما تمهد للخروج من المأزق السوري بحل سياسي قد يحقق لها بعض المكاسب ولكنه لن يسقط النظام الذي لا يزال متماسكا باعتراف واشنطن نفسها؟!

يوسف الصايغ | عربي برس

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock