إجتماع مراكش .. جرعة دعم معنـوية ليس أكثر .. بقلم محمد نور الدين
لم يجد مؤتمر «أصدقاء الشعب السوري» الذي انعقد في مراكش في المغرب الصدى المتوقع داخل تركيا، فالقناعة السائدة انه لن يستطيع أن يغير شيئا، حتى لو اعترفت «بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» دول عديدة، ومنها الولايات المتحدة.
ويقول الكاتب في الشـؤون الخارجية سـامي كوهين في صحيفة «ميللييـت» ان «اعتراف اجتماع مراكش بالائـتلاف المعـارض بصفته الممثل للشعب السـوري، وحلوله محل المجلس الوطني والجـيش السـوري الحر قدم جرعة دعم معنـوية ليس أكثر. إذ ان ترجمـته واقعـا على الأرض مرتبطـة بتجـاوب النظـام السوري والدول المؤيدة له. والرئيـس السوري بشار الأسد لن يتجاوب مع مطلب انسـحابه من الحياة الســياسية، ولا تزال روسـيا والصـين وإيران تقـدم الدعم للرئيـس السـوري، ومن المشـكوك فيه أن تبدي مرونة حيال قرارات اجتماع مراكـش، حيـث ان روسـيا أعربت عن غضـبها من الاعتراف الأمـيركي بالائـتلاف السـوري المعارض، وترى انه يدمر فرص إيجاد حل سلـمي للأزمة السـورية».
وباختصار، يقول كوهين ان «قرارات مؤتمر مراكش، رغم أنها شكلت خطوة إلى الأمام في دعم المعارضة السورية، غير أنها لن تغير من الوضع الميداني. ومع أن المعارضة السورية شكرت الداعمين إلا انها تتوقع دعما أكبر وملموسا أي تسليحها بأسلحة ثقيلة. بينما أعلن وزير الخارجية الفرنسـي لوران فابيوس بصراحة أن الموقف الغربي لم يتغير لجهة عدم تسـليح المعارضة بأسـلحة ثقيلة، كما عدم القيام بتدخل عسـكري خارجي».
ويقول كوهين انه «إذا لم تحل المشكلة السورية في ميدان الحرب، فإنــها في ظل الظروف الراهنة والإمكانات الحـالية سـتشهد إراقة المزيد من الدماء. وما يفهم من اجتـماع الأصدقـاء في مراكـش انه لم يسـتطع أن يجد علاجا ينهـي به الوضـع القـائم».
وفي صحيفة «طرف» كتب سميح ايديز قائلا انه «مع دخول الشرق الأوسط مرحلة الشتاء العربي، فإن الغموض يضاعف من المخاطر على تركيا. وليس أدل على ذلك ما أعلنه وزير الخارجية احمد داود اوغلو مؤخرا في بروكسل لصحيفة حرييت من أن التوتر في العراق بين حكومة نوري المالكي والأكراد يقلق تركيا أكثر من الأزمة في سوريا. ونظرا لأن داود اوغلو يملك معطيات، فعلينا أن نصدّق كلامه».
ويعتبر ايديز أن «تحوّل الأكراد إلى قوة عسكرية معتبرة هو من زاوية دول المنطقة ومنها تركيا يجب أن يعتبر من بين أهم التطورات التي شهدتها المنطقة». وقال «إننا نشهد ولادة القوات المسلحة الكردية، المزودة بأسلحة حديثة وفقا لبرنامج يجري العمل عليه بصمت».
محمد نور الدين
(المقالة تعبر عن راي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)
