الصحف العالمية

مجلة روسية : العالم لن يكون أكثر هدوءا في السنة الجديدة

سيكون عام 2013  على الصعيد الدولي استمرارا  للأحداث التي بدأت في عام 2012 أو قبله. وليس من المتوقع أن نشهد اختتام العمليات السياسية الجارية ، التي يتطور كل منها وفق منطقه الداخلي. ولنحاول التنبؤ بالمعالم الرئيسية. في الشرق الأوسط يبدأ عام 2013 كسابقه بتوقعات عن سقوط وشيك لنظام بشار الأسد. وهناك احتمال أن ينتهي هذا العام أيضاً دون تحقق تلك التوقعات. شهدت نهاية العام الماضي تنشيط المحاولات الرامية لتنظيم الحوار بين الأطراف المتصارعة في سورية، وبدا أن الأطراف الخارجية ، الولايات المتحدة وروسيا بالدرجة الأولى ، ترغب فعلاً في تحريك العملية من نقطة الجمود التي تقف عندها.

والحقيقة، أن التوافق بين واشنطن وموسكو، حتى لو كان تاما ، لا يعني شيئاً في الواقع، فلكل من الأطراف المتحاربة على الأرض أسبابه الخاصة . وهذه الأطراف لا تخوض معركة من أجل السلطة ، بل من أجل البقاء. والحرب بينها تتحول بشكل ملحوظ الى حرب دينية، لا مكان فيها للحلول الوسطية. ومهما كانت نتيجة الصراع الدائر في سورية، يبقى السؤال الرئيس : ماذا بعد ؟.

العالم لن يكون أكثر هدوءا في السنة الجديدة

يتحدث الكثيرون عن انفجار حتمي  في الأردن، فـ “الإخوان المسلمون” هناك يحددون موعداً أقصاه – ربيع 2013 . وحتى ذلك الموعد سيكون على الحكم الملكي الهاشمي إما القبول بالديمقراطية وتسليم السلطة عملياً إلى الإسلاميين، أو أن يُزهر الربيع في الضفة الشرقية لنهر الأردن. ومن الجدير بالذكر أن الأردن يعتبر بلدا محوريا لمستقبل القضية الفلسطينية وعملية التوازن بين القوى الإيديولوجية والسياسية في المنطقة. وفي حال حدوث التغيير، فإن الكثير من الأمور ستتوقف على الجهة التي ستسيطر على هذا البلد.

ويبدو أن الأحداث الرئيسية ستحصل في شتاء وصيف عام 2013 ، ففي شهر كانون الثاني / يناير ستجري انتخابات برلمانية في إسرائيل، وفي شهر حزيران / يونيو انتخابات رئاسية في إيران. إن المعضلة الإيرانية الإسرائيلية ، التي بقيت في اطار التهديدات عام 2012، ستظل قائمة ، ولن يرفع السيناريو العسكري من جدول الأعمال. وفي الوقت نفسه تتعالى الأصوات، ولو في الكواليس ، حول احتمالات خطوة قوية قد تغير الجو المتوتر في الشرق الأوسط، فمن شأن اعتراف متبادل بين طهران وتل أبيب، أن يشكل انعطافا استراتيجيا في تطور الأحداث.

وعمليا ، لايمكننا تصور خطوة كهذه في الوقت الراهن، ولكن الأجواء قد تتغير برحيل الرئيس المتعنت محمود أحمدي نجاد، الذي لن يستطيع الترشح مرة اخرى. ولهذا السبب أيضاً لن يستطيع باراك أوباما تغيير السياسة الأمريكية تجاه إيران، التي تحتاج الى رئيس براغماتي من طراز نيكسون الذي مكنته سمعته أن يتصالح مع الصين في حينه. ومن المسائل الأخرى المثيرة للإهتمام على مستوى المنطقة، ماستؤول اليه الأمور في مصر بعد حصول الرئيس محمد مرسي على السلطات بموجب الدستور الجديد. وعما ستسفر عنه الانتخابات العامة في بلد “الربيع العربي” الأول ، تونس.

الكاتب : فيودور لوكيانوف – رئيس تحرير مجلة “روسيا في السياسة العالمية”

سيريان تلغراف | GAZETA.RU

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock