خبر هام

مصادر فرنسية تربط عودة السفير الفرنسي المفاجئة لدمشق باعتقال ضباط مخابرات فرنسيين بحمص

فرنسا طلبت من روسيا التفاوض لإطلاق سراح أسراها ، و تقرير للتلفزيون الرسمي يلمح بطريقة غير مباشرة إلى اعتقال الفرنسيين .

دمشق ، باريس ـ الحقيقة  : حدثان وقعا اليوم لفتا أنظار المراقبين دون أن يجدوا لهما تفسيرا منطقيا، هما عودة السفير الفرنسي المفاجئة إلى دمشق ، و انسحاب السفير الفرنسي في ” مؤتمر أصدقاء سوريا ” بتونس من المقاعد الأمامية إلى الخلف ومنح مقعده لمندوب الإمارات العربية . وكانت فرنسا استدعت سفيرها “للتشاور” في السابع من الشهر الجاري ، وهو ما قامت به أيضا دول غربية أخرى.

مصادر في فرنسا ، مقربة من الخارجية الفرنسية، عزت هذين الحدثين إلى اعتقال أكثر من عشرة من ضباط وعملاء المخابرات الخارجية الفرنسية DGSE ، التي تعمل تحت إشراف وزارة الدفاع الفرنسية، في حي ” باباعمرو” غربي حمص خلال الأسبوعين الماضيين. وعلم أن من بين المعتقلين ضابطا برتبة كولونيل/ عقيد.

وكان صحفي التحقيقات الفرنسي تيري ميسان كشف جزئيا عن اعتقال هؤلاء في مقابلة مع التلفزيون الروسي في الثالث عشر من الشهر الجاري ، ثم عاد وفصل في الأمر في تسجيل تلفزيوني خاص بـ”شبكة فولتير” ..وبحسب ما قاله ميسان ، فإنه ، وخلال الهجوم على “معقل للمتمردين المتحصنين في منطقة باب عمرو في حمص، القى الجيش السوري القبض على أكثر من 1500 مسلح، معظمهم اجانب، و من هؤلاء اثنا عشر من الفرنسيين الذين طلبوا معاملتهم كأسرى حرب، ورفضوا اعطاء هوياتهم ورتبهم وتفاصيل وحدات مهمامهم، واحد منهم هو كولونيل في الادارة العامة للأمن الخارجي”. وبحسب الصحفي الفرنسي ، فإن فرنسا ” قامت بشن حرب سرية ضد الجيش السوري من خلال تسليح فيالق الوهابيين ومدهم بوسائل استخبارات الأقمار الصناعية،مما تسبب في أكثر من 3000 حالة وفاة في صفوف الجيش، وأكثر من 1500 ضحية من المدنيين في عشرة أشهر من القتال”.

وقال ميسان إن فرنسا طلبت مساعدة روسيا للتفاوض مع سوريا من أجل الإفراج عن أسراها. وأضاف ميسان القول إنه ” مع ذلك، فإن شبكة فولتيرتشكك بالمقالات التي نشرها مراسلون فرنسيون عن الأوضاع في حمص خلال الأيام الماضية: فبعد أسبوع من السيطرة على مقر الثوار، لم يتبق إلا اشتباكات خفيفة،ومع ذلك يصر هؤلاء المراسلون على اختراع سيناريو ثوري خيالي حاجبين الحقيقة عن القراء وبالتالي يتيحون المجال لآلان جوبيه للتفاوض على عودة الأسرى الفرنسيين بشكل سري”. وأضاف القول”في ظل غياب الالتزامات المنصوص عليها في المعاهدات ذات الصلة، فإن الحرب السرية التي يقودها الرئيس ساركوزي وحكومته يشكلان خرقاً غير مسبوق في ظل الجمهورية الخامسة. وهو ينتهك المادة 35 من الدستورالفرنسي ، ويرقى إلى جريمة يعاقب عليها القانون في المحكمة العليا ( المادة 68)”.

ومساء اليوم ، وخلال تقرير للتلفزيون الرسمي السوري ، جرت الإشارة بطريقة مواربة إلى ذلك . فقد قال التقرير إن ” المندوب الفرنسي إلى مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس أخلى مقعده في الصفوف الأمامية لممثل الإمارات العربية ، وانسحب إلى الصفوف الخلفية”، مضيفا القول إن سلوك المندوب الفرنسي ” يعود إلى حاجة له في أيدي سوريا”!؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock