مقالات وآراء

ميلاد لمن لم يولدوا بعد ..!

هذه الأرض العربية المعطاءة لن تتمكن بعض النجاسة من تغيير معناها.. الذين ولدوا لن يهرموا وطنيا بعدما ذاقوا طعم الممانعة التي مازالت تزعج الغرب وبعض العرب الذين يريدون جيلا ممسوخا من تاريخه ومن قوميته وعروبته.

حلم الجيل الحالي مشع رغم انه يدفع دمه ثمن انفجار له معنى القتل المستباح لجمع عربي أوسع مما وصل. في سوريا يتفتت جسد اطفال يتامى لأن هناك قررا أن يلغي الطفولة المصوبة عينيها رعدا وبرقا وعزة وطن مكافح .. وفي العراق عين القضية وسموها.. وفي غير مكان عربي، ثمة أحلام لأطفال، لكن الأهمية القصوى كامنة في أطفال لم يولدوا بعد، كان الزعيم الفيتنامي الراحل هوشي منه قد أوصى بهم وحدهم يوم فتحت وصيته بعد مماته. لا أجد كلاما في يوم عيد الميلاد سوى الحقيقة التي من أجلها صلب السيد المسيح الذي قال كلمته الأخيرة ” أعف عنهم يارب فهم لايدرون مايفعلون ” ..

الفاعلون يعرفون سبب اصطياد الضحايا كي يصلوا الى الذين لم يولدوا بعد، هؤلاء اللغز هم الخوف الكبير الذي يظل سابحا في مخيلة القتلة .. من أهم مباديء القتل الصهيوني هو تصفية الأطفال كيلا يصبحوا ثوارا يشكل وجودهم إعاقة لنمو الخلايا السرطانية في جسد الأمة الذي رغم ما يفعلون به سيظل معافى. مهما خربطوا من افكاره فهو سيعرف كيف يحدد بوصلته، وإن أفقروه فلسوف يعترف بأن غناه الحقيقي هو التصاقه بجذور وطنه مثلما تلتصق الجذور بالتراب. مذبحة دمشق وقبلها بغداد قررتا معنى الصراع ضد جيل لم يولد بعد عبر جيل له حكايته الجميلة مع وطنه الذي يشتهيه أكثر من لقمة العيش. في ظنون الذين دسوا المتفجرات ، إن انفجارا يذيب بعض الأجساد سيحد من الهامة الوطنية لشعب له قصته الكفاحية مع تاريخه، ومع أسلوب عيشه في منطقة لم تعرف الهدوء منذ أن قرر أول انسان العيش فيها. يخاف صناع المؤامرات من كل جيل يولد، ومن شباب يتغذى بنعمة إشراقة الوطن في عينيه.

من غريب ما يجري ضد العراق وسوريا أن القاتل واحد أراد توحيد الشهداء في كلا البلدين. نعمة الموت احيانا انه اهداء الى الصابرين الذين بصبرهم يكتبون الخلاص، وبعذابهم يفقأون عيون الجناة، وبتضحياتهم يرسمون صورة الجيل الذي لم يولد بعد لكنه على شاكلتهم سوف لا يتشهي العبودية لوطنه، وله معه قصص كثيرة وأسماء لن يمل من ذكرها ذات يوم من أيامه المجيدة كما أراها. سنظل نقول إننا في بداية الطريق، أجيال تلد أخرى، معها ولادات تنطق الحرية عند صرخة الولادة.

صحيفة الوطن العمانية -زهير ماجد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock