الصحف العالمية

غلوبال ريسيرش : إعلان واشنطن عن مساعدات “غير قاتلة” للإرهابيين إشارة جديدة على دخولها مع حلفائها في لعبة مكشوفة لتدمير سورية

شكل الإعلان الأخير الذي تشدقت به الولايات المتحدة عن زيادة مساعداتها العسكرية “غير القاتلة” للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية اشارة جديدة من نوعها على دخول واشنطن وحلفائها من عرب وأوروبيين في لعبة صريحة ومكشوفة تبذل فيها أقصى ما بوسعها في محاولة لتدمير سورية وانهائها كدولة.

التصريحات التي صدرت مؤخرا عن الإدارة الأمريكية وعلى لسان وزير خارجيتها جون كيري يمكن ان تعتبر كإعلان صريح عن أهداف الولايات المتحدة والغرب بالتدخل فعليا في سورية والحديث بشكل رسمي عن مساعدة الإرهابيين الذين يتدفقون بكثافة إلى داخل سورية ويكشف النوايا الحقيقية للجهات التي تسعى بشكل دؤوب لإنشاء موطئ قدم لها تنطلق عبره للسيطرة على المنطقة برمتها.

المعارضة السورية

اعلان كيري عن زيادة المساعدات العسكرية “غير القاتلة” على حد تعبير واشنطن لا يثير الدهشة ولا يشكل مفاجأة جديدة بحسب موقع غلوبال ريسيرش الكندي فعلى الرغم من وجود خيارات غير عسكرية كثيرة أمام إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الا ان الاخير اختار بالطبع الخيار الأكثر دموية.

وفي هذا الصدد قال الموقع “إن اعلان كيري عن المساعدات الأمريكية وتأكيده بانها لن تذهب إلى “الإرهابيين” هو تصريح سخيف بالنظر إلى أن الإرهابيين في سورية يعملون على أرض الواقع لصالح المعارضة وسيتم بطبيعة الحال ضخ معظم المساعدات المهمة إليهم بغض النظر عن الطرف الذي سيحصل عليها”.

وأضاف الموقع أن وسائل الإعلام الأمريكية أكدت مرارا وتكرارا ان المساعدات الأمريكية للمسلحين والتي تقدر بمئات ملايين الدولارات كانت حتى الآن “غير قاتلة” لكن صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية اعترفت مؤخرا أن “المسؤولين في الحكومة الأمريكية رفضوا مناقشة البرنامج المستمر لتدريب مقاتلين متمردين ورفضوا الحديث عن التغيير الذي أحدثه ذلك البرنامج في ميدان المعركة”.

وقال الموقع إنه من غير المبالغ فيه القول إن أوباما يساعد في تنظيم أكبر حملة ارهابية دولية وأكبر مثال على ذلك تجاهل الإدارة الأمريكية لعشرات الهجمات الإرهابية التي ينفذها “المتمردون الإرهابيون” في سورية وتركيزها فقط على “جبهة النصرة” التي صنفت على أنها منظمة إرهابية حتى من قبل الولايات المتحدة نفسها وساعدت تفجيراتها المتكررة في تمزيق نسيج المجتمع السوري.

وتابع الموقع أن أوباما يتجاهل الهجمات الاخرى التي تقوم بها مجموعات إرهابية إلى جانب “جبهة النصرة” وهو بذلك يضمن تزايد هذه الهجمات وقد منع مسؤولون أمريكيون مشروع قرار روسي في مجلس الأمن الدولي يدين التفجيرات الإرهابية الاخيرة التي شهدتها سورية ومثل هذه الإجراءات تشجع التفجيرات الإرهابية العشوائية وتقلل من أهميتها.

وفي اشارة إلى المجموعات الإرهابية التي تقاتل تحت ظل المعارضة السورية قال الموقع إن الإدارة الأمريكية كانت ولا تزال تبحث وبشكل دؤوب عن معارضة سورية غير إرهابية ولا تخضع لسيطرة الإرهابيين لكنها تفشل دوما وقد لعب ما يسمى بـ “المجلس الوطني السوري” في البداية دور المعارضة “الثورية غير الإرهابية” لكن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون واجهت الواقع اخيرا وتخلت عن ذلك المجلس ووصفته كما هو في الحقيقة “مجموعة من المعارضين المنفيين في الخارج الذين ليس لهم أي اتصال بالواقع”.

وأضاف الموقع أن كلينتون عاودت بحثها مجددا عن مجموعة معارضة سورية جديدة واكتشفت في جولة دولية قامت بها مجموعة اخرى من المنفيين السوريين الاغنياء الذين لم يدخلوا سورية منذ عقود وليس لديهم ايضا أي اتصال بارض الواقع وبما يجري في البلاد وقامت بتسمية هذه الجماعة باسم “الائتلاف الوطني للثورة السورية” وكشفت عنها بحماسة بالغة للعلن لكن كشفها الجديد هذا اثبت فشله مرة ثانية.

وقال الموقع إن أوباما يحاول الآن شراء الشرعية للمعارضة السورية الخاصة به المتمثلة بمجموعة “أصدقاء سورية” التي ترغب بان تقوم الولايات المتحدة بتدمير سورية وكثير من أعضاء هذه الجماعة يطالبون بالتدخل الأمريكي العسكري المباشر لإسقاط الحكومة الحالية.

وأشار الموقع إلى أن الحروب التي جرت في أفغانستان والعراق وليبيا تؤكد أن تغيير النظام على الطريقة الأمريكية يعني تدمير الدولة والتدخل الأمريكي في أي بلد يعني دمارها اقتصاديا واجتماعيا واقليميا. ولفت الموقع إلى أنه مع تزايد أعداد المهجرين السوريين سواء في داخل أو خارج سورية تقوم إدارة أوباما وبشكل متعمد بالابتعاد عن خيار التسوية الدبلوماسية على الرغم من تقديم كل من الحكومة السورية وروسيا في الآونة الاخيرة عروضا لإجراء مفاوضات.

وأضاف الموقع “ان مساعدة الولايات المتحدة لـ المتمردين في سورية بدلا من قبول اقتراح التفاوض يؤكد أن أوباما اختار المزيد من عمليات القتل الجماعية والسبب وراء اختياره الحرب بدلا من السلام يتمثل في عجزه عن املاء شروطه في الوقت الراهن لان الحكومة السورية لا تزال تسيطر على الغالبية العظمى من البلاد ولهذا فانها في موقف قوي بالنسبة لعمليات التفاوض وهذا الامر يشكل حقيقة مؤلمة بالنسبة لأوباما”.

وتابع الموقع “ان أوباما سيستمر بالتالي برعاية عمليات القتل الجماعي والتطهير العرقي والديني حتى يتمكن المتمردون الذين قام بانتقائهم هو بنفسه بكسب ما يكفي من القوة على أرض الواقع للتفاوض على عملية سلام تصب في “صالح الولايات المتحدة”.

واكد الموقع “أن يدي الإدارة الأمريكية غارقة بدماء السوريين الابرياء.. تلك الدماء التي يمكن أن تمتد إلى لبنان وغيرها من الدول المجاورة بعد أن أصبح استقرار المنطقة مهددا على طول خطوط عرقية ودينية ودخل الإرهابيون المرتزقة الأجانب الذين تمولهم السعودية وقطر إلى سورية تحت اشراف كامل من الإدارة الأمريكية”.

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock