مقالات وآراء

من أمير … إلى أمير .. بقلم ميشيل كلاغاصي

اليوم شهد العالم حدثاً .. استثنائياً .. ديمقراطياً .. خليجياً .. غير مسبوق .

لقد سلّم الأمير .. السلطة للأمير …

هكذا تصنع الشعوب حضارتها و مستقبلها و ترسم حدوداً بعيدةً تكاد تلامس الغيم و هي تتغنى بالحرية , و حرية القرار  و الاختيار  .

هكذا تقدم دويلة قطر نفسها للعالم انموذجاً للديمقراطية و ” يحق ” لها أن تتزعم حركات التحرر و الحريات , و تدعم الشعوب المتعطشة للحرية و التغيير و تقرير المصير .

من أمير .. الى أمير ..

أمانة السلف تُوضع بيد الخلف .. كصندوق المجوهرات و محفظة الدولارات , و الشعب قال كلمته و تحققت أمنياته , و فُرزت الصناديق و جُمعت الأصوات , و فاز الأمير …

من أمير الى أمير

هل نعتبر ما حصل .. انقلابٌ أبيض أو تسليمٌ بالرضا و القناعة أم حاجة البلاد أم رغبة العباد … أم أوامر العم سام … أم ماذا ؟.

قد تكون الحقيقة مزيجٌ و خلطة أو من ضمن الخطّة .. و الأهم معرفة الدافع وراء تنحي أو إقصاء الأمير الأب , و كيف يمكن تفسير ما حصل …

– هل يغادر الأمير المقاتل أرض المعركة و في ذروتها ..؟.

– هل تراه تحسس النصر و أراد لولده جزءاً من مجده ؟.

– أم تأكد من الخسارة و استنجد بولده لسحب جثته ؟.

– هل تغيير رأس الأمير .. دلالة تغيير الجسد كله ؟.

– هل التغيير يعكس تجديد القوة كسباق التتابع .. و جاء دور العدّاء الصغير لمضاعفة السرعة و ضمان الفوز ؟.

– أم يعكس عدم الرضا عن الأداء و بالتالي يكون التغيير للتغيير سلباً أم ايجاباً ؟.

فإن كان سلباً .. فالتأخير عامين لن يترك للأمير الجديد أية فرصة للمتابعة و الفوز , و إن كان ايجاباً .. فلماذا صمت الأمير الصغير كل هذه المدة , و بالتالي يعتبر التغيير اقصاءاً و إزاحةً و إنقلاب أبيض في العلن أو أسود في الخفاء .

– هل التغيير قد تم بأمرٍ غربي- أمريكي .. فمن يأتي للسلطة بأمر لا بد و أن يغادر بمثله و التغيير هنا أداة بأداة ؟.

– و هناك من يروج للتغيير على أساس التوافق السوري – الأمريكي , و هذا بالضرورة ينتزع اعتراف العالم بالنصر السوري , و خاصةً الاعتراف الامريكي بذلك .

و هناك العديد من الطروحات الحقيقية أو البعيدة عن الواقع و الحقيقة … و ما يهمنا كعرب و سوريين :

أن يكون التغيير ناتجاً عن صحوة الضمير التي دفعت بالأمير نحو التوبة و الندم عساه يغسل يديه الملطخة بالدم العربي في سورية و في غير مكان .

لم تكن دويلة قطر على مدى الأعوام الماضية إلا أداةً بيد الغرب و الشّر و الحقد و الكراهية , و جل ما فعلته هو الابتعاد عن تعاليم الله تعالى و الغوص في سموم التطّرف و تشويه تعاليم الدين الحنيف , و التاّمر على الشعوب العربية و خاصةً السورية منها و لم تتوقف عند حدود إراقة دماء السوريين , بل سعت لتقديم الخدمات الجليلة للعدو الاسرائيلي الذي لم يكن ليحلم بها ( التفريط بالحقوق الفلسطينية ) .

فلم تعد قطر قطراً عربياً بل تحولت لأخطبوط ارهابي قاتل .. و سمٌ زعاف .. لا يشبع من القتل و القتل و القتل .

نأمل عودة كل ضالٍ و شاردٍ الى حضن العرب و العروبة , وكنف الاسلام .. الدين الحنيف .

قد يبدو هذا ضربٌ من المحال .. لا .. ليس محالاً فباب التوبة مفتوحٌ دائماً .. و الله تعالى يفرح بعودة الابن الضال في كل حين .

هاهي سورية – بنت العروبة الطاهرة –  كما عهدها العرب الكبيرة و العظيمة و الحضن الدافىء و الذراع القوي الذي يحفظ الحقوق العربية و يصون كرامة الأمة  .

لن نرد قتلكم بقتلٍ مثله , و لن نسفك دمكم انتقاماً , فنحن إخوةٌ و عربٌ و أولاد أمةٍ واحدة , ألا خسىء الشيطان فيكم , فلتكن دعوةٌ للأمير الصغير … كن صالحاً .. و اعلم أن القلم بيدك .. فلا تكتب اسمك بين الأشقياء .

إن كانت صحوةٌ .. فسورية ستسامحكم … و هل يملك قلبها الطاهر سوى التسامح و المحبة , هي الأم التي لن ترفض أخاً نادماً و عاد مصافحاً … فهذا عهد سورية و لو غضب الغاضبون .. فهذه حقيقةُ الطيّبون .. يغضبون و يسامحون و الى الله يتضرعون و يقولون ” حسبنا الله و نعم الوكيل ” .

سيريان تلغراف | ميشيل كلاغاصي

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock