مقالات وآراء

من ينقذ الثورة السورية من ارهاب ثوارها ؟

شهدت الكثير من المناطق الريفية في سوريا في الاونة الاخيرة صراع بين القوة والعنف امام صمود الاهالي ضد عددا من الهجمات المتتابعة التي شنها الثوار في محاولة لشد طرف الخيط الى جانبهم من خلال  ما سموه  “اضراب الكرامة” الذي بات شأنٌ أهلك العديد من الاهالي هناك لاعتماده آلية الاكراه والعنف ويتجاوز ذلك الى التهديد بالقتل في كثير من الحالات .. كيف تصدى لهم اصحاب المحال .. وكيف عاشوا تلك اللحظات ..

احد ضحايا اضراب الكرامة كان الشاب فؤاد مالك صيدلية في ركن الدين منطقة  تسكنها اغلبية من الاكراد . فؤاد روى  ما مر به والانفعال يسيطر على ملامحه :

 

اول يوم اتى ” الثوار” وطلبوا مني ان اغلق بالاكراه واخبرتهم بان الصيدلية لا يجب ان تغلق فهناك الكثير ممن يحتاجون الدواء ولكنهم اجبروني على الاغلاق.

في اليوم الثاني فعلوا الامر نفسه معي ولكنهم في اليوم الثالث خلعوا ثوب الثورة وتحولوا الى عصابة من قطاع الطرق فضربوني وقاموا بكسر واجهة الصيدلية التي كلفني اصلاحها خمسون الف ليرة سورية .. ويتساءل في ختام حديثه ان كان الدين لا اكراه فيه .. هل هناك اكراه في الاضراب ؟؟

الشاب خالد ( مالك محل في منطقة عربين) اختار الاستعانة بالامن بعد تعرضه للتهديد بالقتل مالم يغلق محله ويروى قصته : اتى الثوار الي وطلبوا مني اغلاق المحل ولم افعل وتكرر  ذلك لمدة يومين وانا مصر ان لا افعل, بعد ذلك اتوا  مجددا وهددوني بالقتل لذلك اضطررت لاغلاق المحل عشرة أيام متتالية ويتابع : بقيت عشرة ايام اعاني  من تعطل حالي وبت حبيس المنزل لذلك قررت اللجوء الى حفظ النظام واخبرتهم بما فعله الثوار – الذين يخسرون يوما فيوم دعم الناس لأنهم العن من كل التجاوزات التي نسمع ان الامنيين يرتكبونها..

هل يعرف اعلام العالم المساندة للمتظاهرين والمسلحين بأن الثوار يضعون اقفارا بدلا عن اقفالنا ومن يكسرها يتعرضون له بالضرب والتهديد .

ولكن خالد  لم يسلم من أيدي الثوار الذين اعادو الكرة وقاموا باغلاق محله بعد يومين .. الامر الذي جعله يلازم المنزل ويرضخ كرها خشية القتل …

ولم يسلم بدوره الشاب مراد مالك محل في منطقة (زملكا ) من ممارسات الاضراب الاجباري حيث شن الثوار هجماتهم  وتهديدتاتهم المتتابعة عليه وبعد محاولات استمرت لمدة أربعة  أيام انتهت باطلاق النار على محله في عملية  كان الهدف منها اخضاعة للاضراب, فما كان منه الا ان استسلم وقام بإغلاق محله كرها أيضا كسابقيه خشية الموت والتعرض للمخاطر يقول : عشت اربعة أيام تحت الضغط وظننت بأني سأفلت منهم ولم اتوقع بأن تتطور الامور لدرجة التهديد بالعيار الناري الامر الذي دفعني لاغلاق المحل واستمر الوضع الى الان مما دفعني لترك المنطقة والعمل في مكان آخر ….

فيما سلم الشاب احمد مالك صيدليه في منطقة (جاسم – درعا) الذي كان يملك الحصانة ضد هجمات  الثوار عليه.. فما اسعفه سمعة عشيرته وامتلاكه للسلاح الذي ارعب الثوار ..يروي باسهاب ويقول : هاجمني الثوار مرارا وتكرارا ولكني لم اخضع لهم, فعندما قدموا الي وهددوني في المرة الاخيرة رفعت مسدسي في وجوههم و هددتهم به .

فنحن هنا نستطيع التعرف على بعضنا البعض بسهولة وفي حال هاجومني او الحقوا بي الاذى سترد عشيرتي عليهم  في الحال … وهذا ما دفعهم للذهاب دون عودة ..

وفي منطقة المعرة … حيث تعلوا اصوات الاهالي جراء تهديدات الثوار التي طالت الكثير من المحال والباعة الذين تعطلت ارزاقهم والحقت بهم الاضرار عدا شعورهم بالخوف والقلق, تقول الشابة فاطمة : يملك والدي محل للمواد الغذائية وبسبب تهدديات الثوار اغلقناه وهذا ما ادى الى تعفن بعضها وانتهاء صلاحية البعض الاخر عدا فساد بعض المواد التي تحتاج الهواء والكهرباء .. وهذا ما دفعنا للانتقال الى منطقة اخرى بعد ان فقدنا الامل بعودة الامان  لنسلم بارواحنا … وتضيف : يعاني الكثير هناك في المعرة حيث ان الكثيرين لا مكان اخر يفرون اليه هرباً من الثوار.. واضف على ذلك معاناتهم مع الجوع وتعطل الحال  …

ثورة بالقوة واضراب بالارهاب ؟؟ هي ثورة فاشلة حتما.

سوزانا يحياوي – دمشق

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock