تحقيقات وتقارير

وكالة رويترز تحرض على القتل الطائفي في سورية والوقائع تكذبها

هل فقدت رويترز مصداقيتها لتأمين وقود الفتنة الطائفية في سورية للإعلام السعودي ؟

سؤال يطرحه الخائفون على آخر قلاع المهنية الصحافية في العالم ، فقد نشرت وكالة رويترز يوم أمس تقريرا عن مدينة حمص السورية تعمد كاتبه إخفاء الكثير من الأسماء الحقيقية للأشخاص الوارد ذكرهم فيه لكي يصعب على المتابعين التحقق من صدق روايته . وفي حين نسبت صحيفة الشرق الأوسط السعودية التمويل تقرير رويترز إلى مصدر في لندن ، فضحت صحيفة اليوم السعودية لعبة التذاكي بين الاعلام السعودي الطائفي وبين رويترز حيث نسبت الصحيفة الألكترونية التقرير إلى مصدر في بيروت .

فضلا انظر الرابط حيث المصدر بيروت وليس حمص وفي الصورة عن التقرير في صحيفة سعودية المصدر هو لندن فهل تعمد كاتب او كاتبة التقرير اخفاء الاسم لإخفاء عدم ذهابه أو ذهابها إلى حمص ؟

http://ara.reuters.com/article/topNews/idARACAE85I03C20120619

 

وما بين لندن وبيروت ضاعت طاسة رويترز التي بدت في تقريرها شبيهة بعدنان العرعور وبرجال الظواهري لناحية الألفاظ المذهبية الحادة التي تضمنها التقرير بطريقة تحريضية فاقعة.

فتسمية احياء في حمص كخراب وربطها بمذهب ساكنيها ثم تسمية أحياء أخرى ووصفها بالقلاع وربطها بمذهب ساكنيها ثم الحديث عن نهب سكان القلاع لبيوت سكان الخراب هو موضوع تحريض طائفي يستندر لرو اية طرفها الأول على الاقل سارق ومجرم لأن يبيع المسروقات إن صدق التقرير، ولكن التقرير وكاتبه وقعا في خطأ مهني فادح جين تحدثا عن جرائم بعض السكان في أحياء موالية وتغافلا عن تطهير عرقي وإحتجاز لحياة خمسة الاف مسيحي في حي الحميدية وجواره لجعلهم درعا بشريا يحمي المسلحين المعارضين من مهاجمة الجيش السوري لهم، علما بأن مذابح علنية إرتكبها المسلحون في الأحياء التي يفترض التقرير أنها منهوبة وهذا امر يمكن توقع حصوله في غياب الإستقرار وإنفلات الأمن على غاربه ولكن هل يكتب أهل سورية على مفروشات منازلهم نوع المذهب فيختار السارقين بيوت السنة ويتركون بيوت العلويين؟

وهل أهل ريف حلب في عندان وإعزاز وغيرها مثلا منقسمون طائفيا ، والمعركة هناك محتدمة مثل حمص وأكثر،  فهل ما يسري على معركة حمص طائفيا يا رويترز يسري على ريف حلب حيث كل السكان كما أغلبية جنود الجيش السوري من السنة ؟

غرابة التقرير تكمن في تقديمه للأوضاع في حمص بشكل مجتزأ وهادف لبث أكبر كمية من  الحقد الطائفي في نفوس السوريين والعرب، ولا غرو فقد بدأ الإعلام التابع لتنظيمات تكفيرية في إستغلال التقرير للتحريض على ما أسمته الجهاد في سورية دفاعا عن السنة !

وكاتب التقرير  تعمد رواية قصص عن سراق من طائفة معينة ولم يتحدث في المقابل عن آلاف المهجرين والمقتولين والمذبوحين على يد المسلحين الوهابيين من كتائب الفاروق وغيرها من التنظيمات المسلحة في حمص ، والتي أقامت إمارات تكفيرية في مناطق متعددة من حمص وجوارها،  ومارست في إماراتها تطهيرا عرقيا ودينيا وسياسيا قتلت خلاله الاف من السنة الموالين للنظام ومن  الشيعة والمسيحيين والعلويين و ليس سوى الفاتيكان بوكالة أنبائه الرسمية إلا أحد من شهدوا على تلك الجرائم ووثق لها .

كأن حمص لم يكفها قتلا وذبحا بين أبنائها حتى جائت رويترز لتدلي بدولها بطريقة أقل ما يمكن أن توصف بها أنها ” مساهمة في تصعيد عمليات القتل الطائفي” .  فما فعلته الوكالة البريطانية المعروفة بمحافظتها على الحد الأدنى من المصداقية إلا في الاحداث السورية، يجعلها طرفا في التحريض على قتل السوريين للسوريين ، فهل من المهنية تعمد كاتب التقرير  ذكر جرائم سرقة قام بها من زعم الكاتب أنهم موالون ؟  فكيف عرف كاتب رويتزز أن للسارقين مذهب أو دين خاص بهم ؟  وهل السرقة إختصاص ابناء مذهب أم أختصاص المجرمين من من كل المذاهب؟

ويمكن إحصاء ما لا يحصى من دلائل تعمد كاتب التقرير تقديم الواقع المذهبي في حمص  بشكل فج وبشكل يخدم أجندة القتلة والإرهابيين الساعين إلى إشعال حرب مذهبية صرفة، ومن المآخذ على التقرير :

1- تعدد مصادر بثه بحسب من نشره من الوسائل فلا أتفاق على مصدره هل هو لندن أم بيروت ؟

2- إخفاء الوكالة لإسم  الكاتب وتعمد الأخيرة أو (الأخيرة) رواية فصول من معركة عمرها ستة عشر شهرا ولكنه تجاهل فصولا اخرى وتحدث عن بعض الشواهد التي لم يشهد احد بها إلاه ودون توثيق ولا حتى من مصدر واحد .

3- تعمد ذكر الدمار في مناطق سماها بأسم الطائفة التي تسكنها وقدم المعركة في حمص وكأنها بين النظام المنتمي إلى طائفة ضد طائفة أخرى تسكن أحياء جر ى تخريبها في حمص بينما أحياء الموالين سالمة آمنة وفي هذا المجال تجاهل الكاتب والوكالة البريطانية أن في حمص الاف الشهداء من الموالين ومن المعارضين ، والموالون والمعارضون لم يكونوا قبل الاحداث سوى ابناء مدينة واحدة فكيف عرف الكاتب أن الأبنية المخربة والاحياء المدمرة من لون طائفي واحد ؟

4- لماذا اخفى الكاتب إسمه ؟ هل لأنه لم يطأ اصلا أرض حمص أم عسانا نقول أنها كاتبة وتقيم في بيروت ولم ترى حمص في حياتها ؟

5- في سورية عمليات عسكرية بين نظام جيشه يضم مئات الاف العسكريين السنة الذين يقاتلون المسلحين المعارضين في حمص وبالأمس (الثلاثاء) نشرت صحيفة لبنانية هي الأخبار معلومات عن ألف وخمسمئة ضابط موالي في الرستن قرب حمص مقابل اقل من تسعين ضابطا من رتب صغيرة منشقين من نفس البلدة فهل إذا إندلعت معركة في الرستن بين الموالين والمعارضين يكون للتنوع الطائفي دور والرستن سنية عن بكرة أبيها ، فكيف يكون النظام سنيا في الرستن وعلويا في حمص يا وكالة رويتزز ؟

سيريان تلغراف | عربي برس

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock