تلغراف

كيف يقلق الوضع في أحياء حلب ” ليون بانيتا ” الأميركي ولماذا تأخر الحسم ؟

لماذا قال وزير الدفاع الأميركي أن مقبرة النظام السوري ستكون في حلب ؟

ولماذا إستفاق الرئبس الفرنسي هولاند ليلا على وقع هاتف المخابرات الفرنسية التي ابلغه مديرها أن لواء التوحيد سيطر على القصر العدلي قرب القلعة التاريخية في حلب ؟

ولماذا تباحث باراك أوباما والطيب أردوغان في تشكيل حكومة انتقالية اثر سقوط احياء حلب بيد مسلحين غرباء عن المدينة ؟

أسئلة تبحث عن إجابات أظهرت وقائع دولية بعض ملامحها.

اول الاجابات هي ان الحراك المسلح في سورية لم يعد داخليا بل هو عمل دولي مباشر تقوده أميركا والأطلسي بشكل كامل.

الحراك منظم ومسيطر عليه وليس عشوائيا ولا فوضويا وشامل إذ تشارك فيه دول عظمى ومعها جيران لسورية هم تركيا واكراد الشمال العراقي البرزانيون والأردن ولبنانيو اميركا رفقاء اطلسيو سورية المتمترسين بالمذهب لتبرير عمالتهم لشياطين العالم الارضي.

الهجوم شامل وليس في مواجهته إلا الجيش السوري فهل هذا الوضع صحيح؟

من يقرأ التاريخ يفهم الحاضر، ليست المرة الاولى التي يسيطر فيها مسلحون أغلبهم من جماعات مدعومة من الأميركيين على  أحياء في حلب. حصل ذلك في الثمانينات أيام الصراع في سورية بين الاميركيين والرئيس حافظ الاسد. كانت جماعة الاخوان في تلك الفترة كما اليوم تتمتع بدعم شامل من المخابرات التي طلبت من الأردن والعراق وتركيا تحويل اراضيها ومعسكرات جيشها إلى مراكز تدريب وراحة ودعم لوجستي للطلائع المقاتلة التابعة لتنظيم الاخوان السوري الاكثر التصاقا بالسعودية وأميركا من كل التنظيمات الاخوانية .

قبل تلك الاحداث لم يكن النظام السوري قد أظهر قسوته وبطشه ولا كانت الاجهزة الأمنية مطلقة اليد في إزعاج المواطنين كما حصل بعدها. بسبب الاخوان وطلائعهم المقاتلة تحولت سورية إلى ما عرفناه عنها  بين عامي 1980 و2000 .

في الثمانينات كان الاخوان قوة شعبية كبيرة جدا في حلب وكان لهم في كل بيت مؤيد، حملوا السلام وسيطروا على الاحياء الداخلية، كل الاحياء, ولكن نهاية المعركة لم تكن لصالحهم.

الآن لا حاضنة شعبية كبيرة للإخوان بين الحلبيين الذين يعتبرون انفسهم محافظين دينيا ولكنهم لم يعودوا من الساعين إلى الاحزاب ألدينية فالله موجود ولا حاجة عند الحلبي لوسطاء يحتكرون العلاقة مع الله ويمررون مصالحهم باستغلال إيمان الناس.

الوهابيون في صلاح الدين وفي السكري لهم وجود ولكن الغالبية العظمى من المواطنين لا تطيق السلاح ولا المسلحين، فشلت المعارضة الموالية للغرب والعاملة بإمرته في تحريك الشارع الحلبي فقررت القوى الدولية  احتلال حلب بقوة معظم مقاتليها يخضع للإمرة العسكرية الأميركية المباشرة وهم من الوهابيين والإخوان والقاعديين الليبيين والعراقيين والعرب مع خليط من مقاتلين دربتهم تركيا من الأدالبة ومن ريف حلب .

نعم في محافظة إدلب المجاورة وجود كثيف للوهابية وللإخوان و من تسللوا إلى احياء حلب الجنوبية (ثلث المدينة) تمكنوا من الوصول إليها بفضل الخلايا النائمة التي سبقتهم إلى السيطرة على أحياء مدنية وشعبية ليست محروسة أبدا ولا وجود ممكن لثكنات عسكرية فيها.

الجيش والأمن يحمي المدينة ككل ويترك للناس حياة طبيعية يعيشونها في احيائهم الداخلية، ومن الأحياء الداخلية خرجت الخلايا النائمة لتفتح الطريق للغزو الخارجي .  خرجوا في وقت منسق واحد من منازل ومخازن مستأجرة منذ أشهر بحجة إيواء المهجرين ثم تدفق المسلحون الوهابيون الاجانب والخبراء بالقتال من تركيا عبر ريف حلب الشمالي والشرقي إلى تلك الاحياء وسيطروا عليها فكان أن خرج الاهالي من كل تلك الاحياء ولم يبقي فيها حلبي واحد وتركوا بيوتهم وأحيائهم للغزاة الخارجيين الذين لاقتهم قلة لا تذكر من أبناء حلب الذين لا يمثلون ولو عشر ة بالمائة من المقاتلين المنضوين تحت لواء التوحيد وهو الاسم الذي توحدت تحته كل القوى التي تتلقى الدعم التسلحي من الأميركيين.

هكذا نجح المسلحون في السيطرة على أحياء في أهم مدينة سورية فهل كان يمكن منع ذلك ؟

تقول مصادر حلبية :

مدينة حلب لن تخضع للمقاتلين الغرباء وليس لديهم في مدينتنا حاضنة شعبية تقبل بهم كما في حمص ، هنا لا يستطيع الوهابيون الحديث عن علويين ومسيحيين يعتدون عتلى السنة لإثارة حرب طائفية، ليس في حلب إلا الحلبيون السنة والمسيحيون لا يملكون قوة عسكرية ولا يمكن اختراع الاكاذيب عنهم ، من سيقاتل الغرباء دفاعا عن المدينة هم سنة وحلبيون ولن نترك الجيش وحده يواجه حربا عالمية على حلب التي أقلق مصير المسلحين فيها والدة وزير الدفاع الأميركي بانيتا .

وتابع المصدر : مدينتنا  رفضت الانضمام للحراك الشعبي فعاقبونا على الطرقات العامة قرب ادلب وريفها وفي ارياف حمص وشتمونا وشهروا بشهامة حلب وأهلها وقد حان اليوم وقت الحلبيين ليحملوا السلاح دفاعا عن بيوتهم . لقد فضل اهل حلب  الاستقرار على مطالب التغيير التي توجسوا منها شرا وجلهم يقول ” أمسك بما لديك الذي تعرفه لكي لا يأتيك أسوأ منه ” .

يختم المصدر: حلب تغلي ونعرف بأن الجيش السوري قادر على حسم المعركة ولكن ألافا من الحلبيين الشباب يتدفقون الآن على مراكز التجنيد للتطوع في ظل رفض رسمي لتورط المدنيين في الدفاع عن بيوتهم !

لماذا تأخر الحسم ؟

يقول المصدر: حلب دولة قائمة بذاتها من حيث عدد السكان والمساحة وعدد الأبنية، وطبيعة اهلها المسالمة جعلت من ألاف البنايات الآن تحت سيطرة المسلحين الموهومين بأنهم يقاتلون حتى الموت لأجل الحواري وعلى ما يبدو فأن الجيش يريد تحقيق أمنيات هؤلاء وهو يحضر لمعركة لا يخرج فيها من المدينة أي مسلح حيا .

الحسم يحتاج لبعض الوقت ولكن كلنا نعرف وواثقون بأن بطولات المسلحين الأطلسيين في حلب ستقودهم إلى القبور … قبورهم هم وقبور المخطط الذي دفع بانيتا الأميركي إلى التحذير من التعرض لمسلحيه في حلب …. لبانيتا حلب تقول : سنقبر رجالك يا بانيتا .

مصادر في “الجيش الحر” تؤكد أنهم يتمتعون بدعم تنظيمي وتخطيطي ومعلوماتي من غرف عمليات  تخطط لهم هجماتهم  وتزودهم بمعلومات امنية مسبقة عن تحركات الامن والجيش السوري . غرف عمليات كتلك  تليق بحرب بين روسية والصين مع أميركا لأن من قد يقود تلك الحرب على روسية والصين هو من يقود عمليات ما يسمى بلواء التوحيد في حلب وهم ضباط اركان أميركيون وضعت القوات المسلحة الاميركية بخدمة المرتزقة العاملين تحت قيادتهم (لواء التوحيد والمقصود ربما توحيد مؤمني القاعدة والإخوان المسلمون مع كفار الناتو) كل إمكانيات الحرب الأميركي والشيء الناقص الوحيد في هذه الحرب الأميركية هم المشاة حيث يحل لواء التوحيد مكان المشاة الأميركيين في غزوهم لحلب .

مصدر من عشائر حلب آسف لأنه من غير المسموح للأهالي بالدفاع عن أنفسهم وأضاف :

لكن هذا الأمر لا يعفي القيادة المحلية في حلب على الصعيد العسكري من الاجابة على تساءل : بعد معركة دمشق لماذا لم تنفذوا خطة يشارك فيها الشعب في احياء حلب بحماية المدينة عبر إستنفار عسكري شامل يتخذ المدينة وريفها كساحة حرب ينبغي تنظيفها مهما كلفت من أثمان ؟

وهل من المعقول أن ينجح مسلحون غرباء عن حلب في احتلال ثلث احيائها بلا قتال في وقت هناك عشرات ألاف الحلبيين الراغبين في مشاركة الجيش بقتال الغزو الأطلسي ؟.

يتابع المصدر:

الجيش السوري موجود في ثكناته، والأمن في الشوارع الرئيسية والشرطة في المخافر لا تملك قدرات قتالية فلماذا لم تعلنوا نفيرا عاما وانتشارا شاملا على كافة المفارق الحلبية ولماذا لم تسلحوا المواطنين ليدافعوا عن انفسهم ؟

سؤال ينبغي لأحد ما في قيادة حلب العسكرية أن يجيب عليه فالشعب السوري يريد حمل السلاح ولا ينتقص هذا الأمر من قدرات الجيش السوري فكل العالم يقاتل ضد سورية ومن الطبيعي أن يشارك الشعب في الدفاع عن نفسه.

في وسط حلب حذر وقلق على وجوه المواطنين من كلمات ” ماذا بعد “

سورية الآمنة المطمئنة بعد سنة ونصف من الأزمة تعاني كثيرا ولكن شعب حلب لن يرفع الراية البيضاء في وجه الغزو المسلح الذي إعتبره أبناء المدينة حتى المعارضين منهم غصبا وجبرا بالإكراه واحتلالا أجنبيا ينبغي مقاومته.

في حلب لا ثورة … بل حرب يقلق على مصيرها العسكري وزير الدفاع الأميركي والرئيس الفرنسي ويتفق لأجل تفاصيلها أوباما وأردوغان لكن نهايتها لن تكون إلا كما يريدها أهل حلب.

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. كل حلب كانت وماتزال تفور وتثور ضد حثالة الغرباء ومن معهم, وأنا ارى أن يتسلح الشعب الحلبي لمقاتلة فلول هؤلاء المجرمين

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock